-A +A
حمود أبو طالب
على الساحل الغربي لمدينة بيش في منطقة جازان وعلى بعد ساعة تقريبا من مدينة جازان يعمل الآن نحو ٧٠ ألف عامل في أكبر مشروع لشركة أرامكو عبر تأريخها بحسب تأكيد المشرفين على المشروع، إنه مشروع مصفاة جازان الذي يمثل العنصر الأساسي في مدينة جازان الاقتصادية، وهو المشروع الذي ربما كان سيبقى على الورق أو يولد خديجا مشوها أو بغير ما أريد له كما هو حال بعض المدن الاقتصادية، لكن جازان كانت محظوظة فعلا بتكليف الشركة الوطنية العملاقة بإنشاء البنية التحتية للمدينة عام ٢٠١٣، وبدأت عمليا قبل سنتين لتقطع مشواراً كبيراً في إنجاز مشروع وطني تأريخي.

يوم أمس كنا مجموعة من الزملاء الكتاب والإعلاميين نلبي دعوة أرامكو لزيارة المدينة، ورغم أني ابن المنطقة وحريص جدا على معرفة كل ما يستجد في مشروع المدينة الاقتصادية إلا أني لم أكن أتوقع ما تم إنجازه، وربما كان ذلك تقصيرا مني، أو من أرامكو بعدم خدمة المشروع إعلاميا. كانت ستتعثر المدينة لولا أرامكو التي تقوم الآن بإنجاز ثلاثة مشاريع جبارة، هي المصفاة التي تقع على مساحة ١٥ كيلومترا مربعا لتكرير ٤٠٠ ألف برميل يوميا تغطي حاجة المنطقة وتغطي الصناعات التحويلية وتصدر إلى بقية المناطق والخارج، وسيبدأ تشغيلها العام القادم، والمشروع الثاني هو تحويل بعض مشتقات البترول لإنتاج طاقة كهربائية تصل إلى ٤ قيقاوات وهو الأكبر من نوعه في العالم، والجزء الثالث هو إنشاء كل مكونات البنية التحتية للمدينة الاقتصادية لتكون مهيأة لكل الصناعات المستقبلية، حيث يجري الآن استكمال إنشاء الميناء الصناعي والتجاري، ومحطة تحلية المياه، وشبكة معالجة مياه الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار والسيول.


إلى الآن يقبع هذا المشروع العالمي العملاق بعيدا عن الأضواء التي يستحقها، بل إن الكثير من أبناء المنطقة التي يقع فيها لا يعرفون هذه التفاصيل، ناهيكم عن بقية مناطق المملكة، بل والعالم الذي نتوجه إليه الآن تحقيقا لطموح الرؤية وبرنامج التحول، وتنويع مصادر الدخل عبر الاستثمارات النوعية.

إن ثقافة العمل المتميزة والخبرة وروح الوطنية هي ما جعلت أرامكو تسابق الزمن لإنجاز هذه المدينة التي كانت إلى وقت قريب حلما نخشى من تعثره، وقريبا إن شاء الله، عندما تتسلم الهيئة الملكية للجبيل وينبع إدارة وتشغيل المدينة ستكون مدينة جازان الاقتصادية الشقيقة الثالثة لأهم مشروعين صناعيين اقتصاديين في تاريخ المملكة.

habutalib@hotmail.com