-A +A
عبدالله صادق دحلان
في الثامن من شهر مارس في الأسبوع الماضي احتفل المحفل العالمي باليوم العالمي للمرأة، وقبل كل من يحتفل باليوم العالمي للمرأة قال رسولنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم» وفي لفظ «وألطفهم بأهله»، وكذلك وصية الرسول عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع التي كررها ثلاث مرات «أوصيكم بالنساء خيرا، أوصيكم بالنساء خيرا، أوصيكم بالنساء خيرا»، والأحاديث كثيرة في حق المرأة والتوصية بها وبحقوقها، فأول من سكن الحرم امرأة هي أمنا هاجر، وأول من آمن برسول الله امرأة هي أمنا خديجة، وأول دم سفك في سبيل الله دم امرأة هي سمية أم عمار آل ياسر، وثالث أطول سورة في القرآن الكريم هي سورة النساء، وعبر العديد من المفكرين والفلاسفة وكبار القادة عن نظرتهم للمرأة الإيجابية فقال نابليون: «أمنع الحصون المرأة الصالحة»، وقال شكسبير: «عندما تبكي المرأة تتحطم قوة الرجل»، وقال أيضا شكسبير: «المرأة كالزهرة اذا اقتلعت من مكانها تتوقف عن الحياة».

فالمرأة أم أو أخت أو زوجة أو بنت خلقت لأن تصان وليس لأن تهان فمن احترمها وقدّرها كسب احترام وتقدير المجتمع لأنها هي أساس المجتمع ودون المرأة لا تبنى الأجيال ولا تستقيم حياة الرجال، لا تحلو الحياة دونها، فهي نصف الحياة ونصف المجتمع وواجب علينا إكرامها، ولقد كفل الإسلام حقوق المرأة وحفظ قادة الحكم السعودي حقوق المرأة ولقد أثبتت المرأة السعودية بأنها قادرة على الحفاظ على دينها وخلقها وعلمها وتميزها في عملها وقدرتها على تحمل مسؤوليتها كأم ومربية وأستاذة وعالمة وطبيبة ومستشارة وقائدة مسؤولة، وكان أكبر دليل على تميزها وضمان حقوقها هو انضمامها لعضوية مجلس الشورى لتمثيل المرأة السعودية والمشاركة بالرأي والمشورة في جميع القضايا الوطنية التي تعنى بالوطن ومن النماذج المشرفة للمرأة السعودية في المراكز القيادية على سبيل المثال لا الحصر: الدكتورة هدى العميل مديرة جامعة الأميرة نورة، الدكتورة هيفاء جمل الليل رئيسة جامعة عفت، الدكتورة رفيدة خاشقجي خبيرة الجودة الجامعية، الدكتورة سهير القرشي مديرة جامعة الحكمة، والدكتورة إيناس العيسى وكيلة جامعة الملك سعود لشؤون الطالبات، الأستاذة سارة السحيمي رئيس مجلس تداول، والأستاذة رانيا نشار الرئيس التنفيذي لسامبا، والدكتورة أفنان الشعيبي الرئيس التنفيذي للغرفة العربية البريطانية، والأستاذة لطيفة السبهان المدير المالي للبنك العربي، والأستاذة خلود الدخيل رئيس اللجنة الوطنية للإحصاء، والدكتورة ناهد طاهر رئيس بنك الخليج الأول، والأستاذة سفانة دحلان نائبة المحافظ لهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والدكتورة هند آل الشيخ رئيسة القسم النسوي في معهد الإدارة، والأستاذة غادة السبيعي وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط، والدكتورة هيا العواد وكيل وزارة التعليم، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان نائبة رئيس الهيئة العامة للرياضة، الدكتورة ريم الفريان مساعد الأمين العام لمجلس الغرف التجارية السعودية وأسماء أخرى كثيرة فليعذرني من لم يذكر اسمه فهو مكان تقديري واعتزازي.


ويعود تاريخ الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلى عام 1856م حيث خرجت آلاف النساء في شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل بها، وفي عام 1908م عادت آلاف النساء من عاملات النسيج للتظاهر في شوارع نيويورك وهن يحملن الخبز اليابس للرمز إلى حق العمل والمساواة فيه، وباقات الورد للرمز إلى الحب والتعاطف والمساواة حيث كن يطالبن بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الانتخاب.

لقد تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة للمرة الأولى في 8 مارس عام 1909م في أمريكا تخليدا لتلك الاحتجاجات النسوية، وكان يعرف باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم اندفعت الحركة نفسها إلى أوروبا بعد أن وجدت التجربة صدى داخل أمريكا، وعلى المستوى الرسمي والصعيد العالمي اعتمدت منظمة الأمم المتحدة عام 1977م هذا التاريخ ليكون رمزا لنضال المرأة وحقوقها يحتفل به سنويا.

وشعار هذا العام في الاحتفال العالمي ليوم المرأة هو «المرأة في عالم العمل المتغير.. تناصف الكوكب (5050) بحلول 2030» بما يحمل معاني الدعوة إلى المساواة بين الجنسين في العمل بوظائف متساوية لهما بحلول عام 2030م.

وإذا كان لي من تمنٍّ في هذا العام وتزامنا مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة فإنني أتمنى أن نحتفل في العام القادم بدخول المرأة السعودية إلى مجلس الوزراء كوزيرة وإلى وزارة الخارجية كسفيرة لبلادها وللجامعات الحكومية كمديرة جامعة ولا سيما أن تجربة مشاركة المرأة في الوظائف القيادية أثبتت نجاحها وأعطت ثمارها وكانت إضافة ثمينة في الرأي والمشورة.

* كاتب اقتصادي سعودي