يظهر مؤشر «بلومبيرج للمليارديرات» للعام 2017 أن ثلث المليارديرات الذين يضمنهم المؤشر والبالغ مجموعهم 500 شخص هم من الولايات المتحدة، حيث تبلغ الثروة الإجمالية لأغنى 18 أمريكياً نحو 793 مليار دولار، أي ما يوازي موازنات دول بأسرها،، وما يزال كل من طيب الذكر «بيل جيتس» وصديقه «وارن بافيت» اللذين يصنفان بالأكثر سخاء في التاريخ البشري يتصدران هذه القائمة من حيث الثروة، رغم مزاحمة الجيل الجديد من جيل التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الرقمية وهو الجيل الصاعد نحو الثراء بسرعة الصاروخ، جيل «مارك زوكر بيرج» الذي يحتل المركز الرابع في سلم الثروة وهو لم يتجاوز الـ32 عاماً بعد، وبقيمة قدرها 58 مليار دولار، هذا الجيل الذي بدأ يترك بصمته في الحياة العامة وبقيم عمل وثراء جديدة لا تقل عن قيم أسلافهم من الجيل المتصدر، فهذا الشاب الذي أطلق موقع «ذا فيس بوك دوت كوم» والمعروف اليوم بشبكة التواصل الاجتماعية الأشهر عالمياً «فيسبوك» والذي يصل عدد مشتركيه إلى مليار إنسان وبقيمة إجمالية للشركة تبلغ 400 مليار، يكتفي اليوم بلبس الـT-shirt وبدلاً من أن يضيف لقائمة أصوله القصور والفيلات ويكدس الطائرات الخاصة في المطارات ويتفرغ للملذات وفقا لمؤشر ومعايير الثراء في ثقافتنا المحلية، نجده يقرر التخلي عن 99% من أسهمه بالشركة والبالغ قيمتها 45 مليار دولار لصالح الجمعيات الخيرية مكتفياً بما قيمته 450 مليون دولار ويعتذر للناس بأنه فعل ذلك ليس لحاجته للمال، وإنما من أجل مستقبل ابنته على حد قوله، وفي حفل زواجه اكتفى بدعوة ما لا يزيد على 100 شخص في منزله الصغير في مدينه «التو» رغم أنه كان يستطيع استئجار إسطول من الطائرات ويقيم حفل زفاف أسطوري في أفضل وأفخم قاعات الاحتفالات في العالم.
لا يهمني كيف تُصنع هذه العقول علميا، وعلى أساس تعليمي تنتج، ما يهمني هنا أبعاد هذه الثقافة وكيفية صناعتها وتوليدها اجتماعيا، وكيف لنا أن نفسر لغة الإيثار بهذه الصورة لشباب جامح وفي مقتبل العمر خدم بلده وعزز موارده وساهم في بناء اقتصاده وحقق إنجازاته كل إنجازاته الشخصية دون أن يحصل على هبات أو موارد أو فرص غير متكافئة مع الآخرين وأين نضع مثل هذه الثقافة في مقابل مجتمعاتنا العربية التي يحصل بعض أفرادها على كل شيء، لكنهم لا يقدمون أي شيء!.
Alholyan@hotmail.com
لا يهمني كيف تُصنع هذه العقول علميا، وعلى أساس تعليمي تنتج، ما يهمني هنا أبعاد هذه الثقافة وكيفية صناعتها وتوليدها اجتماعيا، وكيف لنا أن نفسر لغة الإيثار بهذه الصورة لشباب جامح وفي مقتبل العمر خدم بلده وعزز موارده وساهم في بناء اقتصاده وحقق إنجازاته كل إنجازاته الشخصية دون أن يحصل على هبات أو موارد أو فرص غير متكافئة مع الآخرين وأين نضع مثل هذه الثقافة في مقابل مجتمعاتنا العربية التي يحصل بعض أفرادها على كل شيء، لكنهم لا يقدمون أي شيء!.
Alholyan@hotmail.com