حاولت كثيرا البعد عن الخوض في الموضوع الذي سأتناوله اليوم، فأنا لا أحبذ أن أشيد أو أنتقد القطاع الذي عملت ضمن كوادره، أخشى أن يخالجني دون أن أقصد ميل أو ضد، فالنفس طماعة أحيانا، وأخرى ميالة للسوء. ولكن كثر الحديث عن «ساهر»، خصوصا عن الترصد كما يقال، وأنا لست في وارد تأكيد أو نفي المعلومة، لأنه أصلا لا علم لي ولكن سأتحدث عن الفكرة والجدل القوي حولها، أنا بادئ ذي بدء لست مع الترصد إطلاقا. ولكن أستغرب أن التركيز في ذلك على أن الإدارة العامة للمرور جل همها هو جمع المال من المواطنين، والهدف «أكيد لسد العجز في الميزانية» وهذا في الحقيقة وهم كبير وكبير جدا، فإن حصل فحصيلته «وبالذات الترصد» لا يمكن أن تتجاوز بضعة ملايين، وهو رقم ضعيف جدا، إذا كان المقصود به دعم ميزانية المرور، ناهيك عن ميزانية الوطن كما أن ريع المخالفات يذهب إلى وزارة المالية ولا يدخل أصلا في خزانة وزارة الداخلية، ولا جيب الإدارة العامة للمرور ورجالها، وهم أكبر من أن يفكروا ذلك التفكير.
وإن حصل ذلك الترصد بالكاميرات المتنقلة فأراه خطأ نتيجة اجتهاد غير مستحسن، كما أن إيجاد ساهر والتوسع فيه المقصد منه قطع دابر المخالفات، وبالتالي عدم تحصيل أموال لصالح خزينة الدولة. وفي الجهة المقابلة لا أرى أن من ينبري لهذا الموضوع قد اهتم بسلوك المخالف الذي يتفنن في الهرب من ساهر«واللي ما سهر» بشتى الطرق ليرتكب المخالفات. ثم هل عدم وجود ساهر أو عدم وجود تحذير مبرر لمخالفة النظام؟، يوجد المرور السري وهو يحاسب المخالفين فهل هذا «غير»، أم أن تعارف الناس أنه موجود أصبح مقبولا، وهل إذا أعلنت الإدارة العامة للمرور رسميا أن هناك كاميرات خفية قد توجد في أي موقع يعتبر مقبولا وجائزا ويشرعن ذلك. إنني في هذا السياق أعتب على الزملاء في الإدارة العامة للمرور وكذا إدارة العلاقات العامة في الجهة المختصة من عدم الرد على هذه الإيماءات وإيضاح الواقع. وإن سبق هناك أي رد فعل من قبلهم قد حصل فهاأنذا واحد من قراء الصحف ومتابعيها وكذا نشرات الأخبار لم أشهد ولم أسمع عن ذلك. في بعض المجالس تسمع أحاديث عن قوة المرور في أمريكا وأن رجال المرور أو الجهة التي تعني بضبط المخالفات لها هيبتها وقدرة عجيبة لدرجة أنك لا تعلم من أين يظهر لك رجل الدورية ليعطيك مخالفة، إشادة بدورية متخفية لأنها في أمريكا. مرة أخرى لسنا مع ساهر في تخفي كاميراته إن حصل. ولكن لسنا مع من يشن حملة على من يسهر على حفظ الأرواح لأنه وإن تخفى فإنه لن يرصد بريئا وهذا التخفي لم يهتك سترا ولا تدخل في خصوصية. ويمكن تجنبه والنكاية فيه بعدم المخالفة. إذا أردنا أن نمنع ساهر وغيره من «لم» الأموال يجب أن ننشر ساهر في كل شارع «وحتة»، وحتى إن كان مجرد «شويرع»، وأن تكون هناك عين حمراء وازدراء لكل من يتسبب يوميا في إزهاق أرواح شبابنا ويزيد من أرقام المعوقين الذين يعاني من أجلهم فقط هم عوائلهم. وهم الذين يبكون عليهم ويكتبون حزنهم وقهرهم وعتبهم على من تسبب في مصيبتهم بماء عيونهم لا بحبر الآخرين.
وإن حصل ذلك الترصد بالكاميرات المتنقلة فأراه خطأ نتيجة اجتهاد غير مستحسن، كما أن إيجاد ساهر والتوسع فيه المقصد منه قطع دابر المخالفات، وبالتالي عدم تحصيل أموال لصالح خزينة الدولة. وفي الجهة المقابلة لا أرى أن من ينبري لهذا الموضوع قد اهتم بسلوك المخالف الذي يتفنن في الهرب من ساهر«واللي ما سهر» بشتى الطرق ليرتكب المخالفات. ثم هل عدم وجود ساهر أو عدم وجود تحذير مبرر لمخالفة النظام؟، يوجد المرور السري وهو يحاسب المخالفين فهل هذا «غير»، أم أن تعارف الناس أنه موجود أصبح مقبولا، وهل إذا أعلنت الإدارة العامة للمرور رسميا أن هناك كاميرات خفية قد توجد في أي موقع يعتبر مقبولا وجائزا ويشرعن ذلك. إنني في هذا السياق أعتب على الزملاء في الإدارة العامة للمرور وكذا إدارة العلاقات العامة في الجهة المختصة من عدم الرد على هذه الإيماءات وإيضاح الواقع. وإن سبق هناك أي رد فعل من قبلهم قد حصل فهاأنذا واحد من قراء الصحف ومتابعيها وكذا نشرات الأخبار لم أشهد ولم أسمع عن ذلك. في بعض المجالس تسمع أحاديث عن قوة المرور في أمريكا وأن رجال المرور أو الجهة التي تعني بضبط المخالفات لها هيبتها وقدرة عجيبة لدرجة أنك لا تعلم من أين يظهر لك رجل الدورية ليعطيك مخالفة، إشادة بدورية متخفية لأنها في أمريكا. مرة أخرى لسنا مع ساهر في تخفي كاميراته إن حصل. ولكن لسنا مع من يشن حملة على من يسهر على حفظ الأرواح لأنه وإن تخفى فإنه لن يرصد بريئا وهذا التخفي لم يهتك سترا ولا تدخل في خصوصية. ويمكن تجنبه والنكاية فيه بعدم المخالفة. إذا أردنا أن نمنع ساهر وغيره من «لم» الأموال يجب أن ننشر ساهر في كل شارع «وحتة»، وحتى إن كان مجرد «شويرع»، وأن تكون هناك عين حمراء وازدراء لكل من يتسبب يوميا في إزهاق أرواح شبابنا ويزيد من أرقام المعوقين الذين يعاني من أجلهم فقط هم عوائلهم. وهم الذين يبكون عليهم ويكتبون حزنهم وقهرهم وعتبهم على من تسبب في مصيبتهم بماء عيونهم لا بحبر الآخرين.