abdullahsayel@
هناك مدير يستحق أن يوصف بالأستاذ والقدوة، وتحبّذ العوالم المتقدمة تسميته Mentor، وهذا النوع من المديرين أو القياديين يحتاجه الشباب في بيئة العمل؛ لأنه يعمل أمامهم بمهارات في صميم مهمتهم الوظيفية. لذا هو قدوة، ومثال يحتذى، فهو لا يرمي الأوامر ويترك فريق العمل يتخبط، بل يوجّه بأستاذيّة ثم يفعّل مبدأ الثقة وقيمة (إدارة الذات) في كل واحد منهم، كما أنه يعمل أمامهم بنفسه في تخصصهم الوظيفي ولا يرد أحدا يحتاج إلى مساعدة أو تمرير مهارة وخبرة.
كل هذه السمات في شخصية هذا القيادي الكفء تغذي تجربة الموظفين الجدد بسبب ما يملك من مهارات وخبرات كفيلة بتحويلهم إلى محترفين في مجال عملهم، كما يحفز هذا فريق العمل بشكل عام على المزيد من الإنتاج وإثبات الذات، لأن (أستاذهم) المدير لم يصل إلى موقعه بالواسطة أو بالتزكية الخفيّة، بل هو ابن صنعته التي أحبها وكافح فيها وأتقنها وتطوّر وظيفيا معها. لذا، سيتفاءلون بالمستقبل من باب أن هذا هو مصيرهم إن تميزوا في الأداء.
وعلى العكس، هناك نسبة كبيرة من المديرين تعمل فعليا على تدمير أدبيات وثوابت العمل القيادي، لأنهم أتوا إلى مواقعهم بفعل الواسطة غالبا وبفعل الصدفة في حالات قليلة. وهؤلاء لا صلة لهم بالمهنة التي تولوا قيادتها لا من باب الخبرة وطول الممارسة أو حتى من باب الدراسة، لذا يعانون شحا ملحوظا في الثقة بالنفس، وينصتون بشكل ساذج إلى القيل والقال، ويزرعون عيونا وآذانا تتجسس لصالحهم، وهؤلاء الجواسيس مطالبون بتمرير أي جديد حتى لو كان أكاذيب لإرضاء «فرعونهم» القادر على ضمهم إلى شلة المقربين، ومنها يقع هذا النوع من المديرين في فخ تقريب عدد محدد من الموظفين وإقصاء آخرين، وحتى لو أعلن الرضا اليوم عن فلان من الموظفين إلا أنه ما يلبث أن يسخط عليه غدا دون أسباب واضحة، ويمتد التخبط إلى الدخول في النيات.. إضافة إلى سلسلة من التداعيات التي تنعكس سلبيًا على المؤسسة التي يعملون لصالحها، لأن هذا القيادي انشغل في ذاته وأي كلام يقال عنه على حساب الواجب. وتؤدي هذه السلبيات مع الوقت إلى انهيار صورة المؤسسة -حكومية كانت أو خاصة- في عيون مجتمعها الداخلي والخارجي. لأن الفرد القيادي «الفرعون» أصبح أهم من الناس جميعًا «الموظفين والمستفيدين من الخدمات». والمؤسسات كما تعلمون لا تنجح إلا بولاء موظفيها لها ككيانٍ وليس بولاء هذا أو ذاك وتوددهم إلى فرد واحد متفرعن!
هذا هو سبب تردّي الإنتاجية وتدنّي مستوى الاحترافية في أغلب مؤسساتنا بكل أسف، ولا يلام فيها الموظف الشاب الذي اتهم أن إنتاجيته «ساعة في اليوم»، دون أن يلتفت أحد إلى الفراعنة معدومي الخبرة الذين لم يستفيدوا من ميزاتهم وصلاحياتهم في تطوير وتعزيز قدرات الموظف السعودي الشاب وبيئة العمل بشكل عام، بل كرّسوها لتعيين منافقين وجواسيس ومطبّلين.. لا غاية لهم إلا تهدئة الطفل داخل الفرعون.
هناك مدير يستحق أن يوصف بالأستاذ والقدوة، وتحبّذ العوالم المتقدمة تسميته Mentor، وهذا النوع من المديرين أو القياديين يحتاجه الشباب في بيئة العمل؛ لأنه يعمل أمامهم بمهارات في صميم مهمتهم الوظيفية. لذا هو قدوة، ومثال يحتذى، فهو لا يرمي الأوامر ويترك فريق العمل يتخبط، بل يوجّه بأستاذيّة ثم يفعّل مبدأ الثقة وقيمة (إدارة الذات) في كل واحد منهم، كما أنه يعمل أمامهم بنفسه في تخصصهم الوظيفي ولا يرد أحدا يحتاج إلى مساعدة أو تمرير مهارة وخبرة.
كل هذه السمات في شخصية هذا القيادي الكفء تغذي تجربة الموظفين الجدد بسبب ما يملك من مهارات وخبرات كفيلة بتحويلهم إلى محترفين في مجال عملهم، كما يحفز هذا فريق العمل بشكل عام على المزيد من الإنتاج وإثبات الذات، لأن (أستاذهم) المدير لم يصل إلى موقعه بالواسطة أو بالتزكية الخفيّة، بل هو ابن صنعته التي أحبها وكافح فيها وأتقنها وتطوّر وظيفيا معها. لذا، سيتفاءلون بالمستقبل من باب أن هذا هو مصيرهم إن تميزوا في الأداء.
وعلى العكس، هناك نسبة كبيرة من المديرين تعمل فعليا على تدمير أدبيات وثوابت العمل القيادي، لأنهم أتوا إلى مواقعهم بفعل الواسطة غالبا وبفعل الصدفة في حالات قليلة. وهؤلاء لا صلة لهم بالمهنة التي تولوا قيادتها لا من باب الخبرة وطول الممارسة أو حتى من باب الدراسة، لذا يعانون شحا ملحوظا في الثقة بالنفس، وينصتون بشكل ساذج إلى القيل والقال، ويزرعون عيونا وآذانا تتجسس لصالحهم، وهؤلاء الجواسيس مطالبون بتمرير أي جديد حتى لو كان أكاذيب لإرضاء «فرعونهم» القادر على ضمهم إلى شلة المقربين، ومنها يقع هذا النوع من المديرين في فخ تقريب عدد محدد من الموظفين وإقصاء آخرين، وحتى لو أعلن الرضا اليوم عن فلان من الموظفين إلا أنه ما يلبث أن يسخط عليه غدا دون أسباب واضحة، ويمتد التخبط إلى الدخول في النيات.. إضافة إلى سلسلة من التداعيات التي تنعكس سلبيًا على المؤسسة التي يعملون لصالحها، لأن هذا القيادي انشغل في ذاته وأي كلام يقال عنه على حساب الواجب. وتؤدي هذه السلبيات مع الوقت إلى انهيار صورة المؤسسة -حكومية كانت أو خاصة- في عيون مجتمعها الداخلي والخارجي. لأن الفرد القيادي «الفرعون» أصبح أهم من الناس جميعًا «الموظفين والمستفيدين من الخدمات». والمؤسسات كما تعلمون لا تنجح إلا بولاء موظفيها لها ككيانٍ وليس بولاء هذا أو ذاك وتوددهم إلى فرد واحد متفرعن!
هذا هو سبب تردّي الإنتاجية وتدنّي مستوى الاحترافية في أغلب مؤسساتنا بكل أسف، ولا يلام فيها الموظف الشاب الذي اتهم أن إنتاجيته «ساعة في اليوم»، دون أن يلتفت أحد إلى الفراعنة معدومي الخبرة الذين لم يستفيدوا من ميزاتهم وصلاحياتهم في تطوير وتعزيز قدرات الموظف السعودي الشاب وبيئة العمل بشكل عام، بل كرّسوها لتعيين منافقين وجواسيس ومطبّلين.. لا غاية لهم إلا تهدئة الطفل داخل الفرعون.