AbdulmohsinHela@
من أخبار الأسبوع الجيدة، تدشين مديرية الجوازات حملة «وطن بلا مخالف»، وتأكيد مديرها العام أن المخالفين المبادرين بمغادرة المملكة خلال مهلة الـ90 يوما، سيتم إعفاؤهم من عقوبات السجن وغرامة مالية قد تصل لمئة ألف ريال، ما لم تكن على المخالف حقوق أخرى، ومنح المغادرين إمكانية العودة بشكل نظامي، وأضاف إن الحملة ليست تصحيحا للأوضاع وإنما تسفير للمخالفين وعلى حسابهم، أما من ليست لديهم وثائق توضح جنسياتهم، فسيتم التنسيق مع سفارات وممثليات بلدانهم، لاستخراج وثائق لهم (المدينة، 27 مارس)
تزامن الخبر مع لقاء عكاظ الصديق الدكتور صدقة فاضل عضو مجلس الشورى عن تقديمه مشروع نظام لمكافحة الهجرة الاستيطانية للمقيمين غير الشرعيين، أفارقة وآسيويين يقدر عددهم من 3 إلى 5 ملايين، معظمهم في المنطقة الغربية، يتحركون بأريحية، يتوالدون ويتكاثرون، وتنسب إليهم نسبة كبيرة من الجرائم (عكاظ، 26 مارس). حملة الجوازات تعالج مشكلة حديثة التكوين، ومشروع الدكتور فاضل يعالج أوضاعا قديمة تراكمت عبر أجيال، أتمنى سرعة مرور المشروع ونجاح حملة الجوازات، وآمل أن يكون الاستعداد أفضل من حملات سابقة تكدست فيها أماكن الإيواء، دون إجراءات سريعة للتسفير، تأكيد الجوازات بالتسفير هذه المرة يعطي بارقة أمل، لكنه يتطلب مرونة أكبر بتقديم إغراءات أكثر، كتحمل الدولة نفقات تسفيرهم، ويتطلب شمولها لمبدأ التصحيح، فمن تثبت الحاجة لخدماته ووجود مشغل له، أكره أن أسميه كفيلا، فنظام الكفالة ذاته أهم معبر للمخالفين، لا تنازعه الأهمية سوى تجارة التأشيرات، وكلاهما يحتاج لوقفة أكثر صرامة. أما التنسيق مع ممثليات بلدان المخالفين، فأشك في نجاحه، معظمهم أتلف أوراقه الثبوتية قصدا لتحتار الدولة بأمره، وهذه تحتاج عزما وإغراء أكثر لنحصل على تجاوب أكبر.
مشروع الدكتور فاضل، وإن لم تنشر تفاصيله، يثير مشكلة مدمنة تعاني منها بالخصوص المدينتان المقدستان، مكة المكرمة والمدينة المنورة، ممن يحضرون بقصد المجاورة، وهي حجة نهي عنها منذ فجر التاريخ الإسلامي، عندما وقف الفاروق، رضي الله عنه، مخاطبا الراغبين بالمكوث بعد أداء النسك، «يا أهل الشام شامكم، يا أهل اليمن يمنكم». في حالتنا تراخينا طويلا في المعالجة حتى كبرت كرة الثلج بتكاثرهم، صغارهم لا يذهبون للمدارس، وكبارهم لا يذهبون للمستشفيات، والجهل والمرض إذا اجتمعا مع الفقر كونوا أكبر مرتع للإجرام. الحلول هنا كثيرة، ولعل أفضل مثال مشروع أمير المنطقة بتسوية أوضاع الجالية البرماوية، يمكننا تسوية أوضاع جاليات أخرى بإعطائهم فرصة العمل مع شركات النظافة والصيانة، أو في العمالة المنزلية كخادم وسائق، أو أية مهنة يعزف عنها السعوديون بعد منحهم بطاقة إقامة مؤقتة توضح جنسياتهم، تجدد كلما دعت الحاجة، لعلنا نسد بها السيل المتدفق للاستقدام لمهن لا تتطلب مهارة معينة.
Hadeelonpaper@gmail.com
من أخبار الأسبوع الجيدة، تدشين مديرية الجوازات حملة «وطن بلا مخالف»، وتأكيد مديرها العام أن المخالفين المبادرين بمغادرة المملكة خلال مهلة الـ90 يوما، سيتم إعفاؤهم من عقوبات السجن وغرامة مالية قد تصل لمئة ألف ريال، ما لم تكن على المخالف حقوق أخرى، ومنح المغادرين إمكانية العودة بشكل نظامي، وأضاف إن الحملة ليست تصحيحا للأوضاع وإنما تسفير للمخالفين وعلى حسابهم، أما من ليست لديهم وثائق توضح جنسياتهم، فسيتم التنسيق مع سفارات وممثليات بلدانهم، لاستخراج وثائق لهم (المدينة، 27 مارس)
تزامن الخبر مع لقاء عكاظ الصديق الدكتور صدقة فاضل عضو مجلس الشورى عن تقديمه مشروع نظام لمكافحة الهجرة الاستيطانية للمقيمين غير الشرعيين، أفارقة وآسيويين يقدر عددهم من 3 إلى 5 ملايين، معظمهم في المنطقة الغربية، يتحركون بأريحية، يتوالدون ويتكاثرون، وتنسب إليهم نسبة كبيرة من الجرائم (عكاظ، 26 مارس). حملة الجوازات تعالج مشكلة حديثة التكوين، ومشروع الدكتور فاضل يعالج أوضاعا قديمة تراكمت عبر أجيال، أتمنى سرعة مرور المشروع ونجاح حملة الجوازات، وآمل أن يكون الاستعداد أفضل من حملات سابقة تكدست فيها أماكن الإيواء، دون إجراءات سريعة للتسفير، تأكيد الجوازات بالتسفير هذه المرة يعطي بارقة أمل، لكنه يتطلب مرونة أكبر بتقديم إغراءات أكثر، كتحمل الدولة نفقات تسفيرهم، ويتطلب شمولها لمبدأ التصحيح، فمن تثبت الحاجة لخدماته ووجود مشغل له، أكره أن أسميه كفيلا، فنظام الكفالة ذاته أهم معبر للمخالفين، لا تنازعه الأهمية سوى تجارة التأشيرات، وكلاهما يحتاج لوقفة أكثر صرامة. أما التنسيق مع ممثليات بلدان المخالفين، فأشك في نجاحه، معظمهم أتلف أوراقه الثبوتية قصدا لتحتار الدولة بأمره، وهذه تحتاج عزما وإغراء أكثر لنحصل على تجاوب أكبر.
مشروع الدكتور فاضل، وإن لم تنشر تفاصيله، يثير مشكلة مدمنة تعاني منها بالخصوص المدينتان المقدستان، مكة المكرمة والمدينة المنورة، ممن يحضرون بقصد المجاورة، وهي حجة نهي عنها منذ فجر التاريخ الإسلامي، عندما وقف الفاروق، رضي الله عنه، مخاطبا الراغبين بالمكوث بعد أداء النسك، «يا أهل الشام شامكم، يا أهل اليمن يمنكم». في حالتنا تراخينا طويلا في المعالجة حتى كبرت كرة الثلج بتكاثرهم، صغارهم لا يذهبون للمدارس، وكبارهم لا يذهبون للمستشفيات، والجهل والمرض إذا اجتمعا مع الفقر كونوا أكبر مرتع للإجرام. الحلول هنا كثيرة، ولعل أفضل مثال مشروع أمير المنطقة بتسوية أوضاع الجالية البرماوية، يمكننا تسوية أوضاع جاليات أخرى بإعطائهم فرصة العمل مع شركات النظافة والصيانة، أو في العمالة المنزلية كخادم وسائق، أو أية مهنة يعزف عنها السعوديون بعد منحهم بطاقة إقامة مؤقتة توضح جنسياتهم، تجدد كلما دعت الحاجة، لعلنا نسد بها السيل المتدفق للاستقدام لمهن لا تتطلب مهارة معينة.
Hadeelonpaper@gmail.com