-A +A
علي مكي
ali_makki2@

اليوم أريد أن أقدم تحية خاصة إلى وطني العظيم ومنتخبنا الكروي الباسل بكل لاعبيه الأفذاذ ومدربهم الكبير الهولندي «مارفيك» ومعاونيه كافة وكامل طاقم المنتخب الأخضر من إداريين وفنيين ومساعدين وأطباء وممرضين و(مدلكين) وطباخين حتى مسؤولي الملابس والكرات، كلهم يستحقون التحية والحب والشكر والتقدير.


إنه منتخب يستحق أن نرفع له الشماغ والغترة والعقال والقبعة والكاب والطاقية والكوفية والطربوش والعمامة والشال والقلائد وعقود الفل وأزهار الريحان، منتخب من روح وعزيمة وإصرار، منتخب أصيل كالخيل العربية التي دخلت الأندلس، قتال وفن وكر ومتعة وفتنة.. هكذا كان المنتخب السعودي في نزالاته الأخيرة ليس العراق فقط بل حتى قبل ذلك أمام تايلند والإمارات وأستراليا. لم يرهب اللاعبون السعوديون من اللقاء ولا من الأسماء الكبيرة والملايين التي تمشي على الأرض، فهناك ساحة للتنافس، وهناك كرة قدم، وهناك رجال يلعبون، والوطن هو الفاصل، نعم الوطن هو الفاصل، لأن كل الخيارات والمغريات تتحطم أمام الوطن، فهم، أيْ لاعبي السعودية، يتفقون ويختلفون حول كل شيء إلا وطننا يبقى استثناء عظيماً فوق كل شيء. لهذا قال أبناؤنا كلمتهم وبسطوا نفوذهم أمام المنافسين ودانت لهم الكرة والكلمة ليلتي الجمعة والأربعاء وقدموا درساً مركزاً وعميقاً لكل المنتخبات السعودية السابقة خلال عقد كامل، تلك المنتخبات الماضية التي تخبطت في مسيرتها ونزالاتها ومنافساتها تلك التي كانت لا هوية ولا روح ولا طعم لها، منتخبات الوساطات والشفاعات والتدخلات والنفاق، منتخبات العبث والبرود والاستهتار و(الخربطة)، منتخبات تمجيد الأشخاص وتنزيههم عن كل خطأ أو تعثر أو خروج غير مشرف! منتخبات التغني بالأمجاد الغابرة في ظل حاضر كان كسيفاً كسيحاً أشعث أغبر حتى جاء أحمد عيد وأعطانا منتخباً يحمل بوادر مضيئة لمستقبل رياضي أفضل.

شكراً لأحمد عيد، وأرجو أن يحافظ الرئيس الجديد عادل عزت على مكتسبات هذه المرحلة فلا يطالها التشويه حتى لا نعود إلى المربع الأول!.