آفة الرأي الهوى، حكمة مأثورة منذ زمن بعيد كان فيه العقل سيد الرأي، وكان الهوى استثناء مستهجنا ومكشوفا، ومحسورا أمام الوعي الفكري والدور الأسري والاجتماعي، وكذلك وضوح مصادر الفتوى من العلماء والدعاة الموثوقين، لكن العولمة وثورة المعلوماتية الجارفة وتقنيتها المتطورة يوما بعد يوم جعلت عامة البشر (في الهوى سوا) إلا من رحم ربي وامتلك ناصية العقل والقيم.
آفة الهوى تأكل عقول البشر وتطحن نفوسهم وتوهن عزيمتهم، وأربكت المجتمعات ومسخت الكثير من القيم وشوهت مبادئ وأضاعت الاستقرار النفسي والاجتماعي بفتن الجهالة وعصبية الجاهلية، وقد كثر هوى الرأي والفتاوى في كل شيء وكل مجال دون علم وحقائق وتثبت من أهل العلم الثقاة، إلا من رحم ربي.
أصبح من المعتاد في أمتنا أن تقرأ وتسمع نشازاً ممن امتطوا الفتوى والرأي إلكترونيا وفضائيا ببضاعة مزجاة وبجرأة عجيبة ومؤسفة، وها هو الخطر الأكبر الكامن في الفكر الضال الخارج عن جماعة المسلمين، ورويبضة يفجرون قضايا خلافية ويشعلون الفتن بالتشكيك والتشويه.
الاختلاف في الرأي والأجناس والأعراق والأمم هو من سنن الخالق عز وجل (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) هكذا أراد الله لعباده التعارف، والفوز في ذلك للمتقين لا الخوارج والإقصائيين. فهذا الطوفان المعلوماتي الهائل دون انضباط ولا ضوابط كافية جعل المجتمعات تكتوي بهوى الرأي وسط الصخب المتزايد بعصبيات الجاهلية التي جعلت الأجيال الجديدة فريسة لهذا الطوفان، وكادت تفقد مفاتيح الرأي الصحيح وقيم الحوار، وباتت الإساءة والإشاعة أسرع وأنكى.
هذا هو هوى الرأي وقاموس مفرداته، وفي الحديث الشريف «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار». فإذا كانت الحكمة وقيم الحوار لهما ضوابط أصيلة ويلزمهما وعي وصبر وإرادة، فإن للهوى في عصرنا ألف باب لمعارك جدلية لا تفيد ولا تبني، وباتت الكلمة سلاحا إلكترونيا خطيرا يقذف بها كل صاحب غرض ومرض وكل جاهل معجب برأيه، وبهذا تضيع منا أجيال كانت الأسرة والمدرسة والمنبر حصنهم التربوي لثقافة الحوار والتسامح، لكن كل هذه الحاضنات التربوية أصابها الارتباك أمام سطوة العالم الافتراضي وما يقال فيه ويُرى ويحدث من آثام وشطحات تحت سمع وأبصار الصغار قبل الكبار، عالم منفتح ومنفلت وفاضح ومشتبك ومتصيد للعقول الغضة في هدم الأخلاق والتعاليم الإسلامية الصحيحة، دون تحصين كاف من الأسرة وغيرها، بل أكثرها في حالة غفلة وثبات.
والهوى ليس فقط في الرأي، إنما في الأفعال بتضييع حقوق وأعمال ومصالح، فصاحب الهوى أيضا هو الذي لا يتقن عمله ولا يؤديه إلا عندما يرى رئيسه، وهو أيضا من يزوغ من عمله إذا اطمأن أنه بعيد عن عين المسؤول ولن يسجل خروجه من العمل.
وصاحب الهوى من يسهر لساعات طويلة من الليل ويذهب لعمله صباحا وهو مثقل الدماغ مضيع ذهنه، وهي ظاهرة منتشرة لدى الصغار والكبار بسبب هوى إدمان الإنترنت والتواصل الافتراضي دون وعي، وأصحاب الهوى كذلك الذين تحلو لهم الغفوة والنوم في مؤتمرات ومحاضرات أو انشغالهم بجوالاتهم حتى أثناء قيادة السيارة طوال الطريق، دون إدراك أو التزام بحق الطريق فيقع ما يقع من حوادث.
هؤلاء من أصحاب الهوى، عصمنا الله منه. قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّة هِى الْمَأْوَى).
آفة الهوى تأكل عقول البشر وتطحن نفوسهم وتوهن عزيمتهم، وأربكت المجتمعات ومسخت الكثير من القيم وشوهت مبادئ وأضاعت الاستقرار النفسي والاجتماعي بفتن الجهالة وعصبية الجاهلية، وقد كثر هوى الرأي والفتاوى في كل شيء وكل مجال دون علم وحقائق وتثبت من أهل العلم الثقاة، إلا من رحم ربي.
أصبح من المعتاد في أمتنا أن تقرأ وتسمع نشازاً ممن امتطوا الفتوى والرأي إلكترونيا وفضائيا ببضاعة مزجاة وبجرأة عجيبة ومؤسفة، وها هو الخطر الأكبر الكامن في الفكر الضال الخارج عن جماعة المسلمين، ورويبضة يفجرون قضايا خلافية ويشعلون الفتن بالتشكيك والتشويه.
الاختلاف في الرأي والأجناس والأعراق والأمم هو من سنن الخالق عز وجل (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) هكذا أراد الله لعباده التعارف، والفوز في ذلك للمتقين لا الخوارج والإقصائيين. فهذا الطوفان المعلوماتي الهائل دون انضباط ولا ضوابط كافية جعل المجتمعات تكتوي بهوى الرأي وسط الصخب المتزايد بعصبيات الجاهلية التي جعلت الأجيال الجديدة فريسة لهذا الطوفان، وكادت تفقد مفاتيح الرأي الصحيح وقيم الحوار، وباتت الإساءة والإشاعة أسرع وأنكى.
هذا هو هوى الرأي وقاموس مفرداته، وفي الحديث الشريف «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار». فإذا كانت الحكمة وقيم الحوار لهما ضوابط أصيلة ويلزمهما وعي وصبر وإرادة، فإن للهوى في عصرنا ألف باب لمعارك جدلية لا تفيد ولا تبني، وباتت الكلمة سلاحا إلكترونيا خطيرا يقذف بها كل صاحب غرض ومرض وكل جاهل معجب برأيه، وبهذا تضيع منا أجيال كانت الأسرة والمدرسة والمنبر حصنهم التربوي لثقافة الحوار والتسامح، لكن كل هذه الحاضنات التربوية أصابها الارتباك أمام سطوة العالم الافتراضي وما يقال فيه ويُرى ويحدث من آثام وشطحات تحت سمع وأبصار الصغار قبل الكبار، عالم منفتح ومنفلت وفاضح ومشتبك ومتصيد للعقول الغضة في هدم الأخلاق والتعاليم الإسلامية الصحيحة، دون تحصين كاف من الأسرة وغيرها، بل أكثرها في حالة غفلة وثبات.
والهوى ليس فقط في الرأي، إنما في الأفعال بتضييع حقوق وأعمال ومصالح، فصاحب الهوى أيضا هو الذي لا يتقن عمله ولا يؤديه إلا عندما يرى رئيسه، وهو أيضا من يزوغ من عمله إذا اطمأن أنه بعيد عن عين المسؤول ولن يسجل خروجه من العمل.
وصاحب الهوى من يسهر لساعات طويلة من الليل ويذهب لعمله صباحا وهو مثقل الدماغ مضيع ذهنه، وهي ظاهرة منتشرة لدى الصغار والكبار بسبب هوى إدمان الإنترنت والتواصل الافتراضي دون وعي، وأصحاب الهوى كذلك الذين تحلو لهم الغفوة والنوم في مؤتمرات ومحاضرات أو انشغالهم بجوالاتهم حتى أثناء قيادة السيارة طوال الطريق، دون إدراك أو التزام بحق الطريق فيقع ما يقع من حوادث.
هؤلاء من أصحاب الهوى، عصمنا الله منه. قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّة هِى الْمَأْوَى).