بشرنا المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء فهد السكيت، جزاه الله خيرا، بأنه لا رجعة عن قرار رفع الدعم عن أسعار الكهرباء، وقد سبق هذه البشارة صدور فواتير المياه والتي تجاوزت خانة آلاف الريالات، وحتى لا أكون متعديا في حكمي، سوف أتحدث عن نفسي عملا بما ينهرنا به البعض عندما نتكلم بلغة الجماعة فيقول «تكلم عن نفسك»، وسأتكلم عن نفسي حيث فوجئت بأن مبلغ فاتورة المياه يتجاوز ميزانيتي الشهرية، وهو مبلغ أتوقع بأن شركة المياه الوطنية كانت تحسب أنني أمتلك مسبحا أولومبيا، وأنني مسؤول عن أماكن الوضوء في مسجد حينا، وأضيف إلى ذلك انتظاري لقفزة أسعار الوقود والتي سبقها ارتفاع رسوم الخدمات جميعها بنسب متفاوتة، إلى جانب زيادة أسعار السلع الاستهلاكية وعلى الأخص الغذائية منها، فالكرماء من تجارنا لم يعلموا بعد بأن المعاش كما هو، وقد تآكل جزء منه بعد إعادة النظر في المخصصات الشهرية التي كانت تضاف إليه. ولنقس على ذلك أسعاراً ملتهبة أخرى كرسوم المدارس الخاصة، وأسعار الوجبات في المطاعم المتنوعة، ناهيك عن صيانة أي شيء، حتى «الخياطين» سامحهم الله رفعوا أسعارهم، وبالطبع فإن على الفرد أن يتأقلم ويتكيف مع هذا الوضع فيشد على يده، ويغير من سلوكياته الاستهلاكية فلا داعي مثلا لحضور حفلة محمد عبده وشراء تذكرة حتى في المستوى السادس بـ350 ريالا أو المستوى الأول بـ2500 ريال، ومع حبي لفنان العرب فإنني لن أدفع هذا المبلغ حتى ولو أقام حفلة خاصة في منزلي لا يحضرها غيري، ولا داعي أيضا للتفكير أو الحلم «مع الاعتذار لمصطفى الأغا» حيث انجرفت في ذلك الحلم وتضخمت فاتورة جوالي ولم يتحقق حتى ولو بقيمة الرسائل التي بعثتها، لا داعي للتفكير في شراء أو استهلاك ما يمكن استبداله بأسعار معقولة وغير مكلفة، وقد يكون الواحد فينا مضطرا إلى «الصيني» رغم أن الأصدقاء الصينيين أرهقوا جيوبنا وعرضونا للمخاطر من جراء تواضع جودة السلع التي تتدفق على أسواقنا ولا تعمر كثيرا نظرا لهشاشة بعضها، رغم شكلها الجذاب والذي ينطبق عليه المثل الشعبي «من برا الله الله ومن جوا يعلم الله». لا أريد أن أخرج عن موضوعي الأساسي وهو أن علينا أن نتكيف مع أوضاعنا المادية حتى نستطيع أن نعيش بسلام مادي مع ما سخره الله لنا.