كانت الأماني أن يكون ختام حياتنا العملية الاستقرار والسكنى في دار الهجرة بجوار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، ولكن الرياح كانت تجري بما لا تشتهي السفن. إذ تتبدد الأماني منساقة لظروف حياتية لا تنتهي. فكلانا مر بظروف راوحت بين الأمل واليأس، وبين المعلوم والمجهول، ولكنك اتصفت بالشجاعة في مواجهة أقساها، حين استعصى على قلبك أن يتحمل ما تنوء على حمله الجبال، فقاومت المرض، وأبيت أن يتوقف قلبك عن النبض، حتى عادت إليك الحياة، لتكون بجوار محبوبتك الأثيرة إلى قلبك الموجع، أم عبيد، حيث كانت، يرحمها الله، في أشد الحاجة إليك، تخفف عنها وطأة المرض، وآلامه، وتلقي بظلالك الوارفة الحانية على أسرتك الصغيرة.
وحين قضى الله أمره، وغادرتك أم عبيد إلى الدار الباقية، كان وقع الحدث كبيرا على قلبك المرهف، أن تفقد من رافقتك من يفاعتك إلى كهولتك، وقد أهدتك ابنا بارا صالحا جديرا بأن يكون السند الراعي لأخواته، رغم أنه ليس الأكبر. ولكنك غرست فيه الرجولة معنى وسلوكاً.
في لقاء خاص، كان يحضره الابن عبيد، أثرت شجون الرغبة في السكنى بجوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت نبرات صوتك تختلط بعبرات الحب للجوار الكريم.
أرجو ألا تكون قد يئست من صاحبك يا غازي، حين بددت المنايا كل الأماني. فسبقت للجوار الكريم في يوم الجمعة العاشر من رجب سنة 1438هـ لتستقر في بقيع الغرقد مجاورا لآل البيت، وفي موضع أتى فيه جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين سألته: ماذا أقول لأهل البقيع، فقال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.
كسبت الرهان يا غازي، فاصطفاك الله ببقيع الغرقد منزلا، خير من منازل الدنيا الفانية، كما اصطفى الله خديجة رضي الله عنها بقصر من قصب في الجنة، والله يصطفي من عباده الصالحين.
وحين قضى الله أمره، وغادرتك أم عبيد إلى الدار الباقية، كان وقع الحدث كبيرا على قلبك المرهف، أن تفقد من رافقتك من يفاعتك إلى كهولتك، وقد أهدتك ابنا بارا صالحا جديرا بأن يكون السند الراعي لأخواته، رغم أنه ليس الأكبر. ولكنك غرست فيه الرجولة معنى وسلوكاً.
في لقاء خاص، كان يحضره الابن عبيد، أثرت شجون الرغبة في السكنى بجوار الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت نبرات صوتك تختلط بعبرات الحب للجوار الكريم.
أرجو ألا تكون قد يئست من صاحبك يا غازي، حين بددت المنايا كل الأماني. فسبقت للجوار الكريم في يوم الجمعة العاشر من رجب سنة 1438هـ لتستقر في بقيع الغرقد مجاورا لآل البيت، وفي موضع أتى فيه جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين سألته: ماذا أقول لأهل البقيع، فقال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.
كسبت الرهان يا غازي، فاصطفاك الله ببقيع الغرقد منزلا، خير من منازل الدنيا الفانية، كما اصطفى الله خديجة رضي الله عنها بقصر من قصب في الجنة، والله يصطفي من عباده الصالحين.