ثمة محاولتان متناقضتان تستهدفان إفراغ الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية للقاعدة العسكرية في مطار الشعيرات في سوريا من مضمونها السياسي باعتبارها مؤشرا على موقف سياسي أمريكي مما يحدث في سوريا، وهو موقف على حداثة التعبير عنه، إلا أنه موقف قديم قدم الأزمة نفسها عطله تخاذل الإدارة الأمريكية في عهد باراك أوباما الذي يعد أضعف رؤساء أمريكا وأكثرهم ترددا في اتخاذ القرارات.
تستخدم كلتا المحاولتين اللتين تسعيان لإفراغ الضربة الأمريكية البعد الإنساني والذي كرسته الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية للأطفال الذي قضوا نتيجة استخدام نظام الأسد للكيماوي ضد الأهالي في خان شيخون وأولئك الأطفال الذين كانوا يحتضرون نتيجة استنشاقهم الغاز، وهي الصور التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي ترمب وعرضتها المندوبة الأمريكية أمام المجتمعين في الأمم المتحدة، تستثمر محاولتا إفراغ الضربة الأمريكية هذه الصور وما ينبني عليها من نزعة إنسانية بطريقتين متناقضتين: تتمثل الأولى منهما في وصف قرار ترمب بتوجيه ضربة للنظام السوري بالقرار العاطفي وهو وصف من شأنه أن يضعف من تعبيره عن موقف أمريكي سياسي من النظام السوري كما أن من شأنه أن يشوه القرار الأمريكي، فقرار ضربة عسكرية نتيجة موقف عاطفي هو قرار طائش في كافة الأحوال وإضافة إلى ذلك فإن اعتباره قرارا عاطفيا يخفف من تأثيره كذلك ويحول دون التحسب لما قد يليه من موقف سياسي صارم يرغم النظام السوري والمتحالفين معه على إعادة حساباتهم.
أما المحاولة الثانية لإفراغ الضربة الأمريكية من مضمونها فتتمثل في نقيض ما ذهبت إليه المحاولة الأولى إذ تنظر إلى الضربة باعتبارها عملية عسكرية كان مخططا لها قبل مأساة خان شيخون ولا دخل لاستخدام نظام الأسد للكيماوي ضد شعبه بها، وهدف هذه المحاولة إلغاء أي تعاطف دولي وشعبي مع الضربة الأمريكية، فترمب لم يتحرك لمعاقبة الأسد ونظامه على الجريمة المنكرة وإنما استغلها لتنفيذ خطة كانت مرسومة من قبل.
هاتان المحاولتان اللتان حاولتا نزع مضمون الضربة الأمريكية بطريقتين متناقضتين، مرة بتكريس البعد الإنساني واعتبارها ضربة عاطفية ومرة بتهميش البعد الإنساني واعتبارها مخططا أمريكيا نموذج لكثير من المحاولات اليائسة لتلافي حقيقة واحدة تتمثل في أن القضية السورية والصراع العالمي حولها قد أصبحت أمام منعطف جديد.
تستخدم كلتا المحاولتين اللتين تسعيان لإفراغ الضربة الأمريكية البعد الإنساني والذي كرسته الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية للأطفال الذي قضوا نتيجة استخدام نظام الأسد للكيماوي ضد الأهالي في خان شيخون وأولئك الأطفال الذين كانوا يحتضرون نتيجة استنشاقهم الغاز، وهي الصور التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي ترمب وعرضتها المندوبة الأمريكية أمام المجتمعين في الأمم المتحدة، تستثمر محاولتا إفراغ الضربة الأمريكية هذه الصور وما ينبني عليها من نزعة إنسانية بطريقتين متناقضتين: تتمثل الأولى منهما في وصف قرار ترمب بتوجيه ضربة للنظام السوري بالقرار العاطفي وهو وصف من شأنه أن يضعف من تعبيره عن موقف أمريكي سياسي من النظام السوري كما أن من شأنه أن يشوه القرار الأمريكي، فقرار ضربة عسكرية نتيجة موقف عاطفي هو قرار طائش في كافة الأحوال وإضافة إلى ذلك فإن اعتباره قرارا عاطفيا يخفف من تأثيره كذلك ويحول دون التحسب لما قد يليه من موقف سياسي صارم يرغم النظام السوري والمتحالفين معه على إعادة حساباتهم.
أما المحاولة الثانية لإفراغ الضربة الأمريكية من مضمونها فتتمثل في نقيض ما ذهبت إليه المحاولة الأولى إذ تنظر إلى الضربة باعتبارها عملية عسكرية كان مخططا لها قبل مأساة خان شيخون ولا دخل لاستخدام نظام الأسد للكيماوي ضد شعبه بها، وهدف هذه المحاولة إلغاء أي تعاطف دولي وشعبي مع الضربة الأمريكية، فترمب لم يتحرك لمعاقبة الأسد ونظامه على الجريمة المنكرة وإنما استغلها لتنفيذ خطة كانت مرسومة من قبل.
هاتان المحاولتان اللتان حاولتا نزع مضمون الضربة الأمريكية بطريقتين متناقضتين، مرة بتكريس البعد الإنساني واعتبارها ضربة عاطفية ومرة بتهميش البعد الإنساني واعتبارها مخططا أمريكيا نموذج لكثير من المحاولات اليائسة لتلافي حقيقة واحدة تتمثل في أن القضية السورية والصراع العالمي حولها قد أصبحت أمام منعطف جديد.