كنت في رحلة اضطرارية «خارج البلاد»، شغلتني قليلا عن متابعة تطورات الأحداث في المنطقة، وعندما عدت، كنت آمل بأن أجد بصيصا من النور يبدد ما يلف عالمنا العربي والإسلامي من ظلمات الاقتتال، كما كنت آمل بتوقف سيل الدماء العربية والإسلامية، وبخاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، ولكن؛ أنى لهؤلاء القتلة ومصاصي الدماء أن يقدروا حرمة دماء الإنسان، بنيان الله، ملعون من هدم هذا البنيان.
أتوقف قليلا عند حدثين جليلين، هزا أعماقي، وزلزلا وجداني، أولهما – وهو الأقدم حدوثا – هو ذلك العدوان السافر بالأسلحة الكيميائية على المدنيين في خان شيخون، بسوريا الجريحة، وما أعقبه من قصف أمريكي لمطار سوري حيوي، دفاعا، أو انتقاما من النظام السوري – وحلفائه – وهم المتهم الأول في هذه الجريمة، وقد سارع النظام السوري لينكر استخدامه لهذه الأسلحة وإبادة الأبرياء، بل لينفي تماما امتلاكه لأسلحة من هذا النوع، إلا أن التاريخ الإجرامي الأسود، «والصحيفة الجنائية» لنظام الأسد، يؤكدان صدق هذا الاتهام، كيف لا، وقد قتل هذا النظام عشرات الآلاف على مدى سبع سنوات عجاف؟! وقبله والده.
نظام الأسد، هو المتهم الأول فيما حدث، وفيما سيحدث من مجازر، سواء ارتكبتها قواته، أم قوات النظام الروسي الحليف، أو حتى جاءت كرد فعل من الولايات المتحدة، فهذا النظام الذي استعان بالروس لقتل أبناء الشعب، لن يتورع عن ارتكاب أية جرائم ومذابح، ضد الشعب السوري الرافض له، سواء كان هؤلاء الرافضون معارضين مسلحين، أم كانوا مدنيين مسالمين. النظام السوري هو الذي فتح باب سوريا، بل أبواب سوريا، من كل اتجاه، لتدخلات روسية وإيرانية وإسرائيلية، وأخيرا: أمريكية.
وفي النهاية: سوريون يقتلون سوريين، ويا حسرة على العباد!
أما الحدث الجلل الثاني، فهو ما وقع مؤخرا في الشقيقة مصر، من اعتداء على الأبرياء، في الكنائس، وهي جريمة مرفوضة شرعا، وقد أمرنا ديننا الحنيف، بتوفير الأمن والأمان لأهل الذمة والمعاهدين، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك معروفة لنا جميعا، بل لقد سقط نتيجة هذه التفجيرات الآثمة العديد من الشهداء والمصابين المسلمين، سواء من رجال الشرطة، أو من المارة في الشوارع.
زعزعة لأمن مصر الشقيقة، وأمنها وأمانها جزء لا يتجزأ من أمننا، وأمن العالم العربي بأسره، فالأمة كلها كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فما بالنا وأعضاء وأشلاء المصريين قد تطايرت في كل مكان؛ أطفال، نساء، رجال، شيوخ، لا ناقة لهم ولا جمل في معارضة سياسية أو مشاركة في ميليشيات إجرامية.
لقد سارعت داعش بتبني تفجيرات القاهرة والإسكندرية، وسواء أكانت وراء تلك الدماء التي سالت، أم كان من باب «الانتحال» لبث الرعب والإرهاب في نفوس البشر، فهذا الادعاء الداعشي ذو دلالة على دموية هذا التنظيم، ومؤشر على ضرورة التكاتف في عالمنا العربي والإسلامي، على مستوى الأفراد والحكومات، لدحر هؤلاء الدواعش، والقضاء عليهم.
والنتيجة – وهذا ما يهمنا – واحدة، كما في سوريا الشقيقة؛ من يقتل من؟!
مصريون يقتلون مصريين، وهذا ما يثلج صدور الأعداء، وهو ذاته ما يدمي قلوبنا جميعا.
فاللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، واحم بلادنا ووطننا ومواطنينا والمقيمين على أراضينا.
Dr.rasheed17@gmail.com
أتوقف قليلا عند حدثين جليلين، هزا أعماقي، وزلزلا وجداني، أولهما – وهو الأقدم حدوثا – هو ذلك العدوان السافر بالأسلحة الكيميائية على المدنيين في خان شيخون، بسوريا الجريحة، وما أعقبه من قصف أمريكي لمطار سوري حيوي، دفاعا، أو انتقاما من النظام السوري – وحلفائه – وهم المتهم الأول في هذه الجريمة، وقد سارع النظام السوري لينكر استخدامه لهذه الأسلحة وإبادة الأبرياء، بل لينفي تماما امتلاكه لأسلحة من هذا النوع، إلا أن التاريخ الإجرامي الأسود، «والصحيفة الجنائية» لنظام الأسد، يؤكدان صدق هذا الاتهام، كيف لا، وقد قتل هذا النظام عشرات الآلاف على مدى سبع سنوات عجاف؟! وقبله والده.
نظام الأسد، هو المتهم الأول فيما حدث، وفيما سيحدث من مجازر، سواء ارتكبتها قواته، أم قوات النظام الروسي الحليف، أو حتى جاءت كرد فعل من الولايات المتحدة، فهذا النظام الذي استعان بالروس لقتل أبناء الشعب، لن يتورع عن ارتكاب أية جرائم ومذابح، ضد الشعب السوري الرافض له، سواء كان هؤلاء الرافضون معارضين مسلحين، أم كانوا مدنيين مسالمين. النظام السوري هو الذي فتح باب سوريا، بل أبواب سوريا، من كل اتجاه، لتدخلات روسية وإيرانية وإسرائيلية، وأخيرا: أمريكية.
وفي النهاية: سوريون يقتلون سوريين، ويا حسرة على العباد!
أما الحدث الجلل الثاني، فهو ما وقع مؤخرا في الشقيقة مصر، من اعتداء على الأبرياء، في الكنائس، وهي جريمة مرفوضة شرعا، وقد أمرنا ديننا الحنيف، بتوفير الأمن والأمان لأهل الذمة والمعاهدين، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك معروفة لنا جميعا، بل لقد سقط نتيجة هذه التفجيرات الآثمة العديد من الشهداء والمصابين المسلمين، سواء من رجال الشرطة، أو من المارة في الشوارع.
زعزعة لأمن مصر الشقيقة، وأمنها وأمانها جزء لا يتجزأ من أمننا، وأمن العالم العربي بأسره، فالأمة كلها كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فما بالنا وأعضاء وأشلاء المصريين قد تطايرت في كل مكان؛ أطفال، نساء، رجال، شيوخ، لا ناقة لهم ولا جمل في معارضة سياسية أو مشاركة في ميليشيات إجرامية.
لقد سارعت داعش بتبني تفجيرات القاهرة والإسكندرية، وسواء أكانت وراء تلك الدماء التي سالت، أم كان من باب «الانتحال» لبث الرعب والإرهاب في نفوس البشر، فهذا الادعاء الداعشي ذو دلالة على دموية هذا التنظيم، ومؤشر على ضرورة التكاتف في عالمنا العربي والإسلامي، على مستوى الأفراد والحكومات، لدحر هؤلاء الدواعش، والقضاء عليهم.
والنتيجة – وهذا ما يهمنا – واحدة، كما في سوريا الشقيقة؛ من يقتل من؟!
مصريون يقتلون مصريين، وهذا ما يثلج صدور الأعداء، وهو ذاته ما يدمي قلوبنا جميعا.
فاللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، واحم بلادنا ووطننا ومواطنينا والمقيمين على أراضينا.
Dr.rasheed17@gmail.com