أصبحت هواتفنا النقالة مستودعا وملتقى للغث والسمين، عبر ما يصلنا في كل لحظة من رسائل تحمل أشتاتا من الموضوعات التي تتدرج في تصنيفها وأهميتها بين الجدي والسخيف والهزيل والمعلومات الكاذبة والموضوعة والملفقة، إضافة إلى استخدامها كوسيلة حرب إعلامية خفية، ذات مخطط متقن من الأعداء للنيل من استقرار الشعوب، عن طريق بث رسائل مغلوطة وملغمة، قد يتأثر بها ضعاف العقول، والجهلة الذين يتحولون إلى مرجفين يشاركون من حيث لا يعلمون في الترويج للأكاذيب والأغلاط التي قد تنال من أمنهم وصحتهم ومجتمعاتهم ومؤسساتهم.
«الواتساب» وتطبيقات الهواتف النقالة والتي أخذت رسائلها تنتشر كالنار في الهشيم، فتسيطر على المتلقي فكرا ووقتا وتصرفه إلى متابعتها في كل الظروف، ولا أبالغ في أن متابعة رسائل الجوال أصبحت بديلا للتسبيح بعد الصلاة عند البعض ممن تمتد يده إلى جيبه بمجرد أن يسمع من الإمام «السلام عليكم ورحمة الله». ولا أستبعد أمام حالة هذا الهياج «الجوالي» أن يخرج لنا الطب تخصصا في معالجة إدمان الجوال، ومخرجاته المتعددة، كما لا أستبعد أن يخترع العلماء لقاحا لمرض «الجوال» وتطبيقاته، وأن تنشأ جمعيات وتجرى أبحاث ودراسات وورش عمل للتصدي لسلبيات وأكاذيب وأراجيف رسائل الهواتف النقالة.
هذه مقدمة وجدتني أنساق إليها مجبرا وأنا أتلقى رسالة «واتسابية» من صديق ظن -جزاه الله خيرا- أنه بتعميمها على أصدقائه يشارك في التواصي بالحق، دون أن يعلم أنه يروج لفكر أعتقد ومن وجهة نظر خاصة جدا أنه فكر «خارجي» متزمت، يركب موجة التطرف التي ولدت من رحمها «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» وكل فرق وطوائف الفكر المنحرف، في تلك الرسالة التي مصدرها «الكويت» قصيدة ينشدها شاعر بإخراج متقن ومحترف ضمن شريط مصور بعنوان «عربات تدفقت»، وملخص الشريط هو أننا نفرح لفوز فريق في كرة القدم، ونخرج للشوارع وكأن فلسطين حررت وعادت القدس، ويأخذ الشاعر على الأمة ركونها إلى النعم، ويحذر من مصير مظلم ينتظرنا، فكر في غاية التطرف ينكر علينا أن نفرح ويريدنا أن نعيش في كآبة وحزن وتقوقع حتى تعود فلسطين، وحرام علينا أن نعيش النعم، وأن نتطور ونتقدم ونسعد ونفرح ونمرح ونتحدث بنعم الله علينا، دون أن يعلم بأن أصحاب القضية الفلسطينية والسورية والعراقية والليبية يتنقلون بين عواصم العالم، ويسكنون الفنادق الفارهة، ويركبون أفخم السيارات، ويلبسون أرقى الملابس ذات الماركات الفرنسية والإيطالية الشهيرة، ويضعون ربطات العنق الثمينة على قمصانهم الغالية وهم يحضرون المؤتمر تلو المؤتمر، والندوة تلو الأخرى في نيويورك وواشنطن ولندن وباريس بحثا عن حل لقضايا أظن وبعض الظن إثم أنهم لا يريدون لها نهاية.
دعونا نفرح ونخرج بسياراتنا إلى الشوارع ونرفع الأعلام لانتصار منتخباتنا وفرقنا في كرة القدم وغيرها لأنه من حقنا أن نفرح.
«الواتساب» وتطبيقات الهواتف النقالة والتي أخذت رسائلها تنتشر كالنار في الهشيم، فتسيطر على المتلقي فكرا ووقتا وتصرفه إلى متابعتها في كل الظروف، ولا أبالغ في أن متابعة رسائل الجوال أصبحت بديلا للتسبيح بعد الصلاة عند البعض ممن تمتد يده إلى جيبه بمجرد أن يسمع من الإمام «السلام عليكم ورحمة الله». ولا أستبعد أمام حالة هذا الهياج «الجوالي» أن يخرج لنا الطب تخصصا في معالجة إدمان الجوال، ومخرجاته المتعددة، كما لا أستبعد أن يخترع العلماء لقاحا لمرض «الجوال» وتطبيقاته، وأن تنشأ جمعيات وتجرى أبحاث ودراسات وورش عمل للتصدي لسلبيات وأكاذيب وأراجيف رسائل الهواتف النقالة.
هذه مقدمة وجدتني أنساق إليها مجبرا وأنا أتلقى رسالة «واتسابية» من صديق ظن -جزاه الله خيرا- أنه بتعميمها على أصدقائه يشارك في التواصي بالحق، دون أن يعلم أنه يروج لفكر أعتقد ومن وجهة نظر خاصة جدا أنه فكر «خارجي» متزمت، يركب موجة التطرف التي ولدت من رحمها «القاعدة» و«داعش» و«النصرة» وكل فرق وطوائف الفكر المنحرف، في تلك الرسالة التي مصدرها «الكويت» قصيدة ينشدها شاعر بإخراج متقن ومحترف ضمن شريط مصور بعنوان «عربات تدفقت»، وملخص الشريط هو أننا نفرح لفوز فريق في كرة القدم، ونخرج للشوارع وكأن فلسطين حررت وعادت القدس، ويأخذ الشاعر على الأمة ركونها إلى النعم، ويحذر من مصير مظلم ينتظرنا، فكر في غاية التطرف ينكر علينا أن نفرح ويريدنا أن نعيش في كآبة وحزن وتقوقع حتى تعود فلسطين، وحرام علينا أن نعيش النعم، وأن نتطور ونتقدم ونسعد ونفرح ونمرح ونتحدث بنعم الله علينا، دون أن يعلم بأن أصحاب القضية الفلسطينية والسورية والعراقية والليبية يتنقلون بين عواصم العالم، ويسكنون الفنادق الفارهة، ويركبون أفخم السيارات، ويلبسون أرقى الملابس ذات الماركات الفرنسية والإيطالية الشهيرة، ويضعون ربطات العنق الثمينة على قمصانهم الغالية وهم يحضرون المؤتمر تلو المؤتمر، والندوة تلو الأخرى في نيويورك وواشنطن ولندن وباريس بحثا عن حل لقضايا أظن وبعض الظن إثم أنهم لا يريدون لها نهاية.
دعونا نفرح ونخرج بسياراتنا إلى الشوارع ونرفع الأعلام لانتصار منتخباتنا وفرقنا في كرة القدم وغيرها لأنه من حقنا أن نفرح.