تكاتف التباعد الثقافي القبلي، والتباعد الجغرافي في عدم تمكن كيانات في القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، من تحويل زملاء العمل، إلى فريق واحد.
تلك معضلة، ناتج عنها سوء أداء القطاعين الحكومي والخاص في تأدية مهام مطلوبة منهم، وكآبة أجواء العمل، والخيانات المتبادلة بين الزملاء، وصولاً إلى بيع جهد الفريق بفاتورة رشوة، والتسابق على الكراسي من أجل فاتورة الراتب.
انحازت تربيتنا من الصغر (أغلب السعوديين) إلى تحذيرنا من الآخر (تحذير الطفل من الطفل)، التشكيك المبكر استمر في أعماقنا، حتى أصبحنا مسيجين بالظنون، الخوف من الآخر، عدم استئمان زميل العمل.
فشل أغلب الإخوة في صناعة فريق واحد لتحقيق حلم الأب والأم في حيازة بيت ملك، أو بيت كبير يكون ملاذا للعائلة، فربما (نكون إخوة، لكننا لسنا فريقا)، وبالتالي أصبح كل أخ منفرداً في مواجهة أعاصير المعيشة، ديون البنوك، وبقية صنوف العراك مع الحياة.
نجح سعوديون وسعوديات في وظائف، أو فرق بحث علمي، في بلدان غربية ترتكز حياتهم الوظيفية على مبدأ (روح الفريق الواحد)، وعندما يعودون إلى السعودية يغرقون في مستنقع ثقافة عمل مبنية على التخوين، التملق، الولاءات لا الكفاءات.
عشت جزءا غير قصير من حياتي في مراقبة زملاء الجسد الصحافي في السعودية من الداخل، لم أجد (روح الفريق الواحد)، لذلك بات مهشماً، كلاً يعزف بانفراد، عديم التأثير، ثم فجأة يتعرض أحدهم إلى نهاية مهنية حقيرة، حقيرة جداً، لا أحد يلوح له وداعاً، ولا يهاتفه زملاء المهنة تفقداً، أو شوقاً.
يوجد خلل تربوي، في البيت والمدرسة، فمدارسنا لا تملك مصانع (روح الفريق الواحد)، لا توجد فرق للرياضة، للمسرح، للفن التشكيلي، وغيرها، لأسباب متعددة منها (عدم وجود مبانٍ مدرسية تملك مؤهلات كافية )، وعدم وجود جولات تنافسية بين المدارس، وما ينساق على المدارس ينساق على الجامعات.
ضاع من مدارسنا وجامعاتنا وجود منافسات رياضية، مسرحية، فنية، علمية، أو غيرها، وكذلك غياب التلفاز عن صناعة برامج تخلق تنافسا علنيا، لذلك يصعب علينا مجاراة مدارس اليابان وأمريكا وأوروبا، وجامعاتهم لناحية زرع ثقافة الفريق الواحد في أجيالنا.
تمت تنشئتنا فرادى، وحيدين، متوجسين، متشككين، وبالتالي أنانيين، الولاء أولاً وأخيراً للريال، وليس للإنجاز، للمدير وليس للمهنة، نسرق إنجاز الزميل، ونميل إلى الخيانة أكثر من الأمانة.
يثق السعودي في غير السعودي أكثر، لذلك كان القطاع الخاص شحيحا في استقطاب الكفاءات السعودية، فالأجانب يلعبون جيداً - مع بعض - كفريق واحد، ولعل شركات الإعلانات تقدم أنموذجاً منكشفا أكثر.
والحل.. أن تتدارك مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص هذا الوضع، وأن الخلل تربوي نفسي، وليس من العيب إخضاع الأقسام والإدارات لمعسكرات تدريب، وجلسات علاج نفسي متخصصة في إعادة بناء ثقة السعودي بنفسه وزملاء العمل.
jeddah9000@hotmail.comm
تلك معضلة، ناتج عنها سوء أداء القطاعين الحكومي والخاص في تأدية مهام مطلوبة منهم، وكآبة أجواء العمل، والخيانات المتبادلة بين الزملاء، وصولاً إلى بيع جهد الفريق بفاتورة رشوة، والتسابق على الكراسي من أجل فاتورة الراتب.
انحازت تربيتنا من الصغر (أغلب السعوديين) إلى تحذيرنا من الآخر (تحذير الطفل من الطفل)، التشكيك المبكر استمر في أعماقنا، حتى أصبحنا مسيجين بالظنون، الخوف من الآخر، عدم استئمان زميل العمل.
فشل أغلب الإخوة في صناعة فريق واحد لتحقيق حلم الأب والأم في حيازة بيت ملك، أو بيت كبير يكون ملاذا للعائلة، فربما (نكون إخوة، لكننا لسنا فريقا)، وبالتالي أصبح كل أخ منفرداً في مواجهة أعاصير المعيشة، ديون البنوك، وبقية صنوف العراك مع الحياة.
نجح سعوديون وسعوديات في وظائف، أو فرق بحث علمي، في بلدان غربية ترتكز حياتهم الوظيفية على مبدأ (روح الفريق الواحد)، وعندما يعودون إلى السعودية يغرقون في مستنقع ثقافة عمل مبنية على التخوين، التملق، الولاءات لا الكفاءات.
عشت جزءا غير قصير من حياتي في مراقبة زملاء الجسد الصحافي في السعودية من الداخل، لم أجد (روح الفريق الواحد)، لذلك بات مهشماً، كلاً يعزف بانفراد، عديم التأثير، ثم فجأة يتعرض أحدهم إلى نهاية مهنية حقيرة، حقيرة جداً، لا أحد يلوح له وداعاً، ولا يهاتفه زملاء المهنة تفقداً، أو شوقاً.
يوجد خلل تربوي، في البيت والمدرسة، فمدارسنا لا تملك مصانع (روح الفريق الواحد)، لا توجد فرق للرياضة، للمسرح، للفن التشكيلي، وغيرها، لأسباب متعددة منها (عدم وجود مبانٍ مدرسية تملك مؤهلات كافية )، وعدم وجود جولات تنافسية بين المدارس، وما ينساق على المدارس ينساق على الجامعات.
ضاع من مدارسنا وجامعاتنا وجود منافسات رياضية، مسرحية، فنية، علمية، أو غيرها، وكذلك غياب التلفاز عن صناعة برامج تخلق تنافسا علنيا، لذلك يصعب علينا مجاراة مدارس اليابان وأمريكا وأوروبا، وجامعاتهم لناحية زرع ثقافة الفريق الواحد في أجيالنا.
تمت تنشئتنا فرادى، وحيدين، متوجسين، متشككين، وبالتالي أنانيين، الولاء أولاً وأخيراً للريال، وليس للإنجاز، للمدير وليس للمهنة، نسرق إنجاز الزميل، ونميل إلى الخيانة أكثر من الأمانة.
يثق السعودي في غير السعودي أكثر، لذلك كان القطاع الخاص شحيحا في استقطاب الكفاءات السعودية، فالأجانب يلعبون جيداً - مع بعض - كفريق واحد، ولعل شركات الإعلانات تقدم أنموذجاً منكشفا أكثر.
والحل.. أن تتدارك مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص هذا الوضع، وأن الخلل تربوي نفسي، وليس من العيب إخضاع الأقسام والإدارات لمعسكرات تدريب، وجلسات علاج نفسي متخصصة في إعادة بناء ثقة السعودي بنفسه وزملاء العمل.
jeddah9000@hotmail.comm