إذا أردت أن تقنع الناس بالتوقف عن شرب القهوة مع السكر، فحاول أن تقنعهم باستبدال الشاي بالقهوة ولا تأتي على ذكر السكر. الناس لا يريدون أن تستخف بقناعاتهم مهما بدت صغيرة أو تفصيلية ولا يريدون أن يقال عنهم إن أحدا نجح في إقناعهم بتغيير سلوكياتهم وقناعاتهم مثل سلوكياتهم بشرب القهوة والشاي دون السكر. ولا يريدون استصغار سلوكياتهم المرتبطة بشخصياتهم وقيمهم وعاداتهم وحتى لو كانت تلك القناعات عادية وصغيرة وغير منطقية أحيانا.
ليست كل قناعات الناس منطقية، ولا يجب أن تكون دائما كذلك، وبالتالي لا يجب أن تكون كل محاولات تغيير قناعات الناس بطريقة منطقية أو عقلانية، لكن من المهم أن تكون المحاولات عبقرية وغير مباشرة دائما.
وراء كل سلوك اقتصادي قناعة اجتماعية، ووراء كل ظاهرة اقتصادية ثقافة اجتماعية. التحولات الاقتصادية ما هي إلا رأس الجبل الجليدي المتوقع تغييره، ومن غير المتوقع أن تتضح العلاقة بين التغييرات الاجتماعية والثقافية من جهة مع كل تغيير اقتصادي إلا بعد حين من الوقت، وربما لن يلحظها أحد، نتيجة أنها غير محسوبة بالأرقام والإحصاءات ولا يمكن احتسابها كما هي التغييرات الاقتصادية.
فهل المطلوب بهذه المرحلة جهة أو لجنة أو فريق لدراسة الأضرار النفسية والاجتماعية والثقافية الناجمة عن التغييرات الاقتصادية؟ وذلك بحصر الأثر النفسي والاجتماعي والثقافي الناجم عن التغييرات الاقتصادية العامة والخاصة أو تلك الآثار المتوقع تأثيرها بعد كل تحولات اقتصادية يتم إجراؤها أو تحقيقها على المدى البعيد أو القريب والمتوقع وقوعها وتأثيرها؟
يعتقد الكثير من السعوديين أن «الموت» مع الجماعة رحمة، وهذه نظرية مبنية إما على الثقة المطلقة بهذا الغير أو أنها مبنية على عدم الاستعداد والقدرة على التفكير والعمل بالنتائج والتبعات للقرارات المطلوب اتخاذها حيال العديد من المستجدات والتي لم يعد بمقدوره الإجابة عليها أو التأني والاستفسار عنها، وقد تكون هذه النظرية ناتجة عن عدم التأكد من صوابية القرارات في مثل هذه الحالة نظرا لكمية المتغيرات ونوعيتها وحجم التأثيرات والمؤثرات المترتبة عليها. لا أظن أن هناك مقاومة للتغيير على الصعيد الاقتصادي، لكن في المقابل، هناك حاجة للخدمة الاستشارية للأسر والأفراد، لأن بعض القرارات أخف من البعض، وتأجيل البعض أفضل من تقديمها.
لنتذكر أن الإشاعات في كثير من جوانبها هي تعبير عن قلق الفرد أمام سطوة الأسئلة والمستقبل المجهول، وهذا يعني أن هناك حاجة لإيجاد من يجيب على تلك الأسئلة ويخفف وقعها على الفرد والأسرة في المستقبل.
إذا اهتزت ثقة الإنسان بالإنسان التقليدي، فليس له إلا الإنسان المهني. ولكن أين الإنسان المهني الذي يأخذ كل مسألة بمهنية وبمقابل؟ وهل الفرد قادر على أن يدفع هذا المقابل بعد أن كان يحصل عليه من خلال نظرية «الموت مع الجماعة رحمة»؟
فهل تفرض المرحلة مع كمية التغييرات ونوعيتها، نوعاً جديداً من المهن التي تستجيب لحاجة الفرد والأسرة في المرحلة المقبل؟
لا أحد يمكنه أن يكون خارج دائرة التغيير بالحجم والشمول الذي تشهده المؤسسات والمجتمعات السعودية على خلفية التحولات الاقتصادية الهائلة التي هي طبيعية في مجتمعات أخرى، وهذا ما يجعل التحولات بالحجم الذي نشهده في الثقافة المحلية، لا يمكن لأحد أن يكون خارج دائرة التغيير وليس هناك مجتمع سيكون بمنأى من ثقافة التغيير، حتى الذين لا يتفقون مع التغيير توقيتاً أو حجماً أو حتى هدفا. أصبح الكل يشعر بأنه جزء من التغيير ولا يريد أن يكون هو عقبة التغيير، حتى الذين لديهم هواجس وأسئلة عن محطات التغيير سواء على المستوى الفردي والأسري أو المؤسساتي والوطني. كما أن المجتمع لا بد من أن يتذوق طعم النجاح، مع كل خطوة يتنازل بها الفرد أو الجماعة عن قناعاتهم، أو يهجرون بها سلوكياتهم غير المرغوب بها اقتصاديا.
أعرف وأقدر الجهود التي تدير التغيير على مستوى المؤسسات، وهي جهود واضحة ومهمة ومستمرة، لديها المرونة باستبدال خطة بإخرى، لكن هناك حاجة لإدارة التغيير على مستوى القوى الاجتماعية من خلال إخصائيين يترجمون الأرقام إلى مشاعر والإحصاءات إلى أحاسيس تلامس مشاعر الفرد وأحاسيسه، كلما أصبحت العلاقات الإنسانية أرقاما أو اقتربت منها.
لا يمكن أن تصمد علاقات الأرقام لوحدها بديلة عن القيمة الثقافية والاجتماعية للإنسان، ولا يمكن أن يتحقق التغيير المطلوب دون حساب لقيمته ومشاعره وأحاسيسه وثقافته خلافا لما مر به الإنسان خاصة الأسرة في المجتمعات الرأسمالية والتي عادت ثانية لمراجعة أدواتها وأعادت النظر في برامجها الصحية والتعليمية والاجتماعية في ضوء البرامج غير الرأسمالية. مطلوب أخذ الأرقام والإحصاءات بالحسبان في عملية التغيير التي يشهدها مجتمعنا بجانب القيم الثقافية والإنسانية وليس بديلا عنها. مطلوب أن يكون للأرقام مشاعر وللإحصاءات أحاسيس، تنسجم أكثر مع الإنسان وينسجم معها الإنسان.
ليست كل قناعات الناس منطقية، ولا يجب أن تكون دائما كذلك، وبالتالي لا يجب أن تكون كل محاولات تغيير قناعات الناس بطريقة منطقية أو عقلانية، لكن من المهم أن تكون المحاولات عبقرية وغير مباشرة دائما.
وراء كل سلوك اقتصادي قناعة اجتماعية، ووراء كل ظاهرة اقتصادية ثقافة اجتماعية. التحولات الاقتصادية ما هي إلا رأس الجبل الجليدي المتوقع تغييره، ومن غير المتوقع أن تتضح العلاقة بين التغييرات الاجتماعية والثقافية من جهة مع كل تغيير اقتصادي إلا بعد حين من الوقت، وربما لن يلحظها أحد، نتيجة أنها غير محسوبة بالأرقام والإحصاءات ولا يمكن احتسابها كما هي التغييرات الاقتصادية.
فهل المطلوب بهذه المرحلة جهة أو لجنة أو فريق لدراسة الأضرار النفسية والاجتماعية والثقافية الناجمة عن التغييرات الاقتصادية؟ وذلك بحصر الأثر النفسي والاجتماعي والثقافي الناجم عن التغييرات الاقتصادية العامة والخاصة أو تلك الآثار المتوقع تأثيرها بعد كل تحولات اقتصادية يتم إجراؤها أو تحقيقها على المدى البعيد أو القريب والمتوقع وقوعها وتأثيرها؟
يعتقد الكثير من السعوديين أن «الموت» مع الجماعة رحمة، وهذه نظرية مبنية إما على الثقة المطلقة بهذا الغير أو أنها مبنية على عدم الاستعداد والقدرة على التفكير والعمل بالنتائج والتبعات للقرارات المطلوب اتخاذها حيال العديد من المستجدات والتي لم يعد بمقدوره الإجابة عليها أو التأني والاستفسار عنها، وقد تكون هذه النظرية ناتجة عن عدم التأكد من صوابية القرارات في مثل هذه الحالة نظرا لكمية المتغيرات ونوعيتها وحجم التأثيرات والمؤثرات المترتبة عليها. لا أظن أن هناك مقاومة للتغيير على الصعيد الاقتصادي، لكن في المقابل، هناك حاجة للخدمة الاستشارية للأسر والأفراد، لأن بعض القرارات أخف من البعض، وتأجيل البعض أفضل من تقديمها.
لنتذكر أن الإشاعات في كثير من جوانبها هي تعبير عن قلق الفرد أمام سطوة الأسئلة والمستقبل المجهول، وهذا يعني أن هناك حاجة لإيجاد من يجيب على تلك الأسئلة ويخفف وقعها على الفرد والأسرة في المستقبل.
إذا اهتزت ثقة الإنسان بالإنسان التقليدي، فليس له إلا الإنسان المهني. ولكن أين الإنسان المهني الذي يأخذ كل مسألة بمهنية وبمقابل؟ وهل الفرد قادر على أن يدفع هذا المقابل بعد أن كان يحصل عليه من خلال نظرية «الموت مع الجماعة رحمة»؟
فهل تفرض المرحلة مع كمية التغييرات ونوعيتها، نوعاً جديداً من المهن التي تستجيب لحاجة الفرد والأسرة في المرحلة المقبل؟
لا أحد يمكنه أن يكون خارج دائرة التغيير بالحجم والشمول الذي تشهده المؤسسات والمجتمعات السعودية على خلفية التحولات الاقتصادية الهائلة التي هي طبيعية في مجتمعات أخرى، وهذا ما يجعل التحولات بالحجم الذي نشهده في الثقافة المحلية، لا يمكن لأحد أن يكون خارج دائرة التغيير وليس هناك مجتمع سيكون بمنأى من ثقافة التغيير، حتى الذين لا يتفقون مع التغيير توقيتاً أو حجماً أو حتى هدفا. أصبح الكل يشعر بأنه جزء من التغيير ولا يريد أن يكون هو عقبة التغيير، حتى الذين لديهم هواجس وأسئلة عن محطات التغيير سواء على المستوى الفردي والأسري أو المؤسساتي والوطني. كما أن المجتمع لا بد من أن يتذوق طعم النجاح، مع كل خطوة يتنازل بها الفرد أو الجماعة عن قناعاتهم، أو يهجرون بها سلوكياتهم غير المرغوب بها اقتصاديا.
أعرف وأقدر الجهود التي تدير التغيير على مستوى المؤسسات، وهي جهود واضحة ومهمة ومستمرة، لديها المرونة باستبدال خطة بإخرى، لكن هناك حاجة لإدارة التغيير على مستوى القوى الاجتماعية من خلال إخصائيين يترجمون الأرقام إلى مشاعر والإحصاءات إلى أحاسيس تلامس مشاعر الفرد وأحاسيسه، كلما أصبحت العلاقات الإنسانية أرقاما أو اقتربت منها.
لا يمكن أن تصمد علاقات الأرقام لوحدها بديلة عن القيمة الثقافية والاجتماعية للإنسان، ولا يمكن أن يتحقق التغيير المطلوب دون حساب لقيمته ومشاعره وأحاسيسه وثقافته خلافا لما مر به الإنسان خاصة الأسرة في المجتمعات الرأسمالية والتي عادت ثانية لمراجعة أدواتها وأعادت النظر في برامجها الصحية والتعليمية والاجتماعية في ضوء البرامج غير الرأسمالية. مطلوب أخذ الأرقام والإحصاءات بالحسبان في عملية التغيير التي يشهدها مجتمعنا بجانب القيم الثقافية والإنسانية وليس بديلا عنها. مطلوب أن يكون للأرقام مشاعر وللإحصاءات أحاسيس، تنسجم أكثر مع الإنسان وينسجم معها الإنسان.