محاولات اختراق الفضاء الأفريقي المحيط بالمملكة، يبدو أنها تعود من جديد، بعدما «كنست» الرياض، المخلفات الإيرانية من باب المندب، كواحدة من أهم نتائج عاصفة الحزم، التي لم تعط حقها من الاهتمام، على الرغم من تأثيرها الإستراتيجي على الإقليم، لقد تم اقتلاع النفوذ الإيراني من البحر الأحمر والساحل الشرقي لأفريقيا تماما، وتحويله لحوض عربي خالص.
التسلل المغلف بالسياحة والاستثمارات، في السودان وإثيوبيا والصومال ربما لا يتم بأيد إيرانية مباشرة هذه المرة، بل من خلال بعض الدول «المجهرية»، المنخرطة في المشروع الإيراني منذ منتصف التسعينات الميلادية، إعلاميا وماليا واستخباراتيا.
الطموحات الإيرانية غير الشرعية في البحر الأحمر، نشطت بشكل فعال بعد العام 2000، مستغلة المال والمذهب الذي زرعته أوائل التسعينات في صعدة اليمنية، لتكون منصة أولى نحو الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، أما البحر الأحمر فتم استخدامه معبرا لنقل الأسلحة وأجهزة الاتصال والأموال، للجماعات الإرهابية في اليمن وسورية ولبنان وسيناء.
في اتجاه مكمل، تم التفاعل مع بعض دول الساحل الأفريقي الشرقي، المواجهة للسواحل السعودية، لتكون قواعد عسكرية، أو محطات للسفن الحربية، ومخازن للأسلحة والمتفجرات غير الشرعية.
الطموحات في أفريقيا، كانت وما زالت إستراتيجية قصوى لكثير من الدول إقليمية كانت أو«ضحلة»، لتطويق المملكة، وتحويل تلك الدول الرخوة، لمنصات قريبة وسهلة ينطلق منها تهريب المخدرات، والمتسللين، ومخازن للأسلحة والمتفجرات، يمكن تزويدها للجماعات المُخترقة إيرانيا، للقيام بأعمال إرهابية ضد المملكة.
التأثير الإيراني، تم بأشكال عدة، أهمها نشر المذهب «التشيع السياسي»، ومن ثم تشكيل جماعات مذهبية متمايزة عن محيطها، ونشر مراكز ثقافية أحادية الفكر، لقد كان نشر المذهب هنا، نشرا غير بريء، هدفه «السياسة»، وليس خدمة للمذهب العقائدي، لدعم المصالح والأمة الإيرانية.
بعد سقوط بغداد العام 2003، توهمت إيران أنها قادرة على خلق «دائرة خنق»، تطوق بها السعودية، ممتدة من بغداد إلى صعدة فبور سودان، وصعودا لسيناء فغزة وبيروت، وأخيرا دمشق، زرعت الميليشيات، ووزعت الأموال، وهربت السلاح، وفجرت المنطقة أكثر من مرة لتخلق حالة سيولة، لتدمير سمعة السعودية سياسيا وأمنيا، إلا أن ذلك تبخر تماما عندما قررت الرياض.
لم تكتف إيران بذلك، بل حاولت إنشاء حزام مذهبي، ممتد من دول جنوب الصحراء الأفريقية، ذات الكثافة الإسلامية، السنية المذهب بطبيعتها والمتوارث منذ مئات السنين.
اليوم يبدو الفضاء الأفريقي المجاور للرياض أكثر استقلالا عن طهران، وفي طريقه للتخلص من العوالق الإيرانية، يعززه بلا شك جهد سياسي ودبلوماسي فعال، تمثل في إعادة الثقل السعودي للقارة السمراء، وتوثيق العلاقات بالاستثمارات والزيارات المتبادلة.
إلا أنه وعلى جانب آخر غير مرئي، يبرز النجاح والتفوق الهائل للجانب الاستخباراتي والأمني، الذي بذلته المملكة طوال سنوات، حماية لعمقها وخواصرها المحيطة بها، ليكون هو الضربة القاضية، لأحلام الملالي المتهاوية، ولنتعرف أكثر على «الجانب المتاح» من ذلك الجهد، استطاعت المملكة، الكشف عن معظم محطات ومخازن الأسلحة والمخدرات المحيطة بالمملكة، كما أنها قضت على كل قواعد الميليشيات وقوات المرتزقة، التي كانت تستخدم جزرا مهجورة في البحر الأحمر، كما تم التفاهم على إغلاق معسكرات تدريب وموانئ وقواعد عسكرية في بعض الدول العربية الأفريقية، التي سمحت في وقت سابق باستخدام إيران لها.
m.assaaed@gmail.com
التسلل المغلف بالسياحة والاستثمارات، في السودان وإثيوبيا والصومال ربما لا يتم بأيد إيرانية مباشرة هذه المرة، بل من خلال بعض الدول «المجهرية»، المنخرطة في المشروع الإيراني منذ منتصف التسعينات الميلادية، إعلاميا وماليا واستخباراتيا.
الطموحات الإيرانية غير الشرعية في البحر الأحمر، نشطت بشكل فعال بعد العام 2000، مستغلة المال والمذهب الذي زرعته أوائل التسعينات في صعدة اليمنية، لتكون منصة أولى نحو الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، أما البحر الأحمر فتم استخدامه معبرا لنقل الأسلحة وأجهزة الاتصال والأموال، للجماعات الإرهابية في اليمن وسورية ولبنان وسيناء.
في اتجاه مكمل، تم التفاعل مع بعض دول الساحل الأفريقي الشرقي، المواجهة للسواحل السعودية، لتكون قواعد عسكرية، أو محطات للسفن الحربية، ومخازن للأسلحة والمتفجرات غير الشرعية.
الطموحات في أفريقيا، كانت وما زالت إستراتيجية قصوى لكثير من الدول إقليمية كانت أو«ضحلة»، لتطويق المملكة، وتحويل تلك الدول الرخوة، لمنصات قريبة وسهلة ينطلق منها تهريب المخدرات، والمتسللين، ومخازن للأسلحة والمتفجرات، يمكن تزويدها للجماعات المُخترقة إيرانيا، للقيام بأعمال إرهابية ضد المملكة.
التأثير الإيراني، تم بأشكال عدة، أهمها نشر المذهب «التشيع السياسي»، ومن ثم تشكيل جماعات مذهبية متمايزة عن محيطها، ونشر مراكز ثقافية أحادية الفكر، لقد كان نشر المذهب هنا، نشرا غير بريء، هدفه «السياسة»، وليس خدمة للمذهب العقائدي، لدعم المصالح والأمة الإيرانية.
بعد سقوط بغداد العام 2003، توهمت إيران أنها قادرة على خلق «دائرة خنق»، تطوق بها السعودية، ممتدة من بغداد إلى صعدة فبور سودان، وصعودا لسيناء فغزة وبيروت، وأخيرا دمشق، زرعت الميليشيات، ووزعت الأموال، وهربت السلاح، وفجرت المنطقة أكثر من مرة لتخلق حالة سيولة، لتدمير سمعة السعودية سياسيا وأمنيا، إلا أن ذلك تبخر تماما عندما قررت الرياض.
لم تكتف إيران بذلك، بل حاولت إنشاء حزام مذهبي، ممتد من دول جنوب الصحراء الأفريقية، ذات الكثافة الإسلامية، السنية المذهب بطبيعتها والمتوارث منذ مئات السنين.
اليوم يبدو الفضاء الأفريقي المجاور للرياض أكثر استقلالا عن طهران، وفي طريقه للتخلص من العوالق الإيرانية، يعززه بلا شك جهد سياسي ودبلوماسي فعال، تمثل في إعادة الثقل السعودي للقارة السمراء، وتوثيق العلاقات بالاستثمارات والزيارات المتبادلة.
إلا أنه وعلى جانب آخر غير مرئي، يبرز النجاح والتفوق الهائل للجانب الاستخباراتي والأمني، الذي بذلته المملكة طوال سنوات، حماية لعمقها وخواصرها المحيطة بها، ليكون هو الضربة القاضية، لأحلام الملالي المتهاوية، ولنتعرف أكثر على «الجانب المتاح» من ذلك الجهد، استطاعت المملكة، الكشف عن معظم محطات ومخازن الأسلحة والمخدرات المحيطة بالمملكة، كما أنها قضت على كل قواعد الميليشيات وقوات المرتزقة، التي كانت تستخدم جزرا مهجورة في البحر الأحمر، كما تم التفاهم على إغلاق معسكرات تدريب وموانئ وقواعد عسكرية في بعض الدول العربية الأفريقية، التي سمحت في وقت سابق باستخدام إيران لها.
m.assaaed@gmail.com