أصبحت إدارة العمل الصحفي ومراقبة محتويات الجريدة سهلة وميسورة، وصار بإمكان رئيس التحرير أن يحذف أو يعدل أو يضيف وهو لابس سرواله وفنيلته ومنسدح في صالة منزله، بل أمكن له ذلك وهو جالس بسروال (شورت) على أطراف المسبح أو على ساحل البحر، بل أكثر من ذلك فإنه صار بإمكان رئيس التحرير أن يتحكم في الصفحات ويتابع المستجدات وهو في غرفة نومه ويتلقى كل جديد أو كل طارئ من خلال هاتفه النقال الذي يغفو إلى جواره. كل ذلك صار متاحاً بحكم تطور تقنيات الهواتف المحمولة التي جعلت من تواجد «رئيس التحرير» في مكتبه صباحاً ومساء أمراً ليس ملزماً.
لا أعني أن رؤساء التحرير – حاليا – لم يعودوا يداومون في مكاتبهم، لكن صار من المتيسر له أن يشرف وأن يقرر حيثما كان أو اتجه.
كانت مسؤولية التحرير قبل الهواتف المحمولة عن ما ينشر تقتضي من رئيس التحرير التواجد في المكتب في الدوام الصباحي لعقد اجتماعات التحرير ومتابعة ما يرد في الأخبار والوكالات وتوزيع تكاليف العمل على المحررين، ثم متابعة الصفحات في الدوام المسائي وقراءة ما بين سطور المواد ثم التوقيع على ماكيت الصفحة من حيث رسم المواضيع على الصفحة وتنسيقها والتأكد من صحة الصور المنشورة وشروحاتها لتذهب بعد موافقته إلى الطباعة.
ولك أن تتخيل كيف عليه أن يطالع - بتدقيق متأنٍ - أكثر من 30 أو 40 صفحة، وأن يعطيها ضوء النشر من خلال إمضائه، أو توقيع من ينوب عنه طالما كان رئيس التحرير خارج مكان الجريدة في داخل المملكة أو خارجها.
وكانت المسؤولية تنتقل في حالة سفر الرئيس إلى نائبه، وذلك من خلال خطاب يبعثه رئيس التحرير إلى وزير الإعلام لإخلاء مسؤوليته عما ينشر، ولهذا فإنني لا أظن أن رؤساء التحرير حالياً يقومون بتكليف أو إنابة أحد أثناء سفرهم خارج المملكة، لأن البريد الإلكتروني والواتس وإرسال الصفحات بواسطة الـ pdf من خلال الهاتف النقال صار يتيح لرئيس التحرير أن يكون مطلعاً على كل التفاصيل ولو من مكان بعيد.
ولهذا لم تعد هناك حاجة - بعد الآن – لإنابة أحد مكان رئيس التحرير في حال سفره في أي مهمة رسمية، وأخشى أن ينعكس ذلك سلباً على نواب أو مديري التحرير الذين قد يصبحون لاحقاً رؤساء تحرير لعدم تدرجهم في خوض المسؤولية.
كل ما قلته من كلام لا يقلل من قيمة رؤساء التحرير في الوقت الحالي، لكنها مقارنة بين ما سبق وما لحق، وما كان ملزماً للسابقين بالتواجد اليومي المتواصل صباح مساء، وبين التسهيلات التي استجدت مع تطور تقنيات الهواتف المحمولة.
كنت أهمس بهذا الكلام خلال جلوسي مع أحد الزملاء من رؤساء التحرير، لكنه زعل من رأيي وقال أنا أشره عليك حين تقلل من جهودنا بهذه البساطة!
قلت لصاحبي: معك حق. ولك حق «الشرهة» في الحضر وفي السفر.
لا أعني أن رؤساء التحرير – حاليا – لم يعودوا يداومون في مكاتبهم، لكن صار من المتيسر له أن يشرف وأن يقرر حيثما كان أو اتجه.
كانت مسؤولية التحرير قبل الهواتف المحمولة عن ما ينشر تقتضي من رئيس التحرير التواجد في المكتب في الدوام الصباحي لعقد اجتماعات التحرير ومتابعة ما يرد في الأخبار والوكالات وتوزيع تكاليف العمل على المحررين، ثم متابعة الصفحات في الدوام المسائي وقراءة ما بين سطور المواد ثم التوقيع على ماكيت الصفحة من حيث رسم المواضيع على الصفحة وتنسيقها والتأكد من صحة الصور المنشورة وشروحاتها لتذهب بعد موافقته إلى الطباعة.
ولك أن تتخيل كيف عليه أن يطالع - بتدقيق متأنٍ - أكثر من 30 أو 40 صفحة، وأن يعطيها ضوء النشر من خلال إمضائه، أو توقيع من ينوب عنه طالما كان رئيس التحرير خارج مكان الجريدة في داخل المملكة أو خارجها.
وكانت المسؤولية تنتقل في حالة سفر الرئيس إلى نائبه، وذلك من خلال خطاب يبعثه رئيس التحرير إلى وزير الإعلام لإخلاء مسؤوليته عما ينشر، ولهذا فإنني لا أظن أن رؤساء التحرير حالياً يقومون بتكليف أو إنابة أحد أثناء سفرهم خارج المملكة، لأن البريد الإلكتروني والواتس وإرسال الصفحات بواسطة الـ pdf من خلال الهاتف النقال صار يتيح لرئيس التحرير أن يكون مطلعاً على كل التفاصيل ولو من مكان بعيد.
ولهذا لم تعد هناك حاجة - بعد الآن – لإنابة أحد مكان رئيس التحرير في حال سفره في أي مهمة رسمية، وأخشى أن ينعكس ذلك سلباً على نواب أو مديري التحرير الذين قد يصبحون لاحقاً رؤساء تحرير لعدم تدرجهم في خوض المسؤولية.
كل ما قلته من كلام لا يقلل من قيمة رؤساء التحرير في الوقت الحالي، لكنها مقارنة بين ما سبق وما لحق، وما كان ملزماً للسابقين بالتواجد اليومي المتواصل صباح مساء، وبين التسهيلات التي استجدت مع تطور تقنيات الهواتف المحمولة.
كنت أهمس بهذا الكلام خلال جلوسي مع أحد الزملاء من رؤساء التحرير، لكنه زعل من رأيي وقال أنا أشره عليك حين تقلل من جهودنا بهذه البساطة!
قلت لصاحبي: معك حق. ولك حق «الشرهة» في الحضر وفي السفر.