عام على قمة القاهرة في أبريل 2016، وأسابيع معدودة مرت على ختام القمة العربية في الأردن، حملت في طياتها بوادر أملٍ وإرادة عازمة على تعزيز وترسيخ أواصر العلاقة واستئناف المسير بين قطبي وجناحي الوطن العربي والشعبين الشقيقين، مصر والسعودية، ليحظى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحفاوة الاستقبال خلال زيارته لوطنه الثاني المملكة العربية السعودية، حيث وجد جميل الترحاب من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي دائماً ما يبوح بمنزلة مصر فى قلبه: «لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها وبعلاقتنا الإستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي».
خلوة الأشقاء... ليست وليدة سنوات محدودة، وإنما جذورها ضاربة في تاريخ عريق ممتد في شريان الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله، وعلى عاتقهما يقع العبء الأكبر في تحقيق الُلحمة الإقليمية والتضامن العربي المنشود، وبوصول العلاقة بين البلدين إلى أوجها وأرقى مستوياتها على كافة الأصعدة لتكون نموذجاً يحتذى به، لا تقف آثارها على خيرهما ونفعهما فحسب، وإنما تغدق وتغذي منابت الخير المستدام في البلاد العربية جميعها وتؤصل لتوحدها ووقوفها على قلب رجل واحد في مواجهة معول الهدم وآلات الدمار وإرهاب يتنامي ويتطلب عزما وحزما من جناحي الأمة العربية الكبيرين.
خلوة الأشقاء... طاقة مُشرّعة على مستقبلٍ مشرق وآفاق لا حدود لها وأملٍ يتجدد في النفوس وميدان عمل لتفعيل 24 اتفاقية و9 مذكرات تفاهم تصل قيمتها نحو 25 مليار دولار وقعها الأشقاء في قمة البلدين بالقاهرة فى أبريل من العام الماضي. وتحت مظلة مجلس الأعمال السعودي المصري، يسيرون على العهد والميثاق في دربٍ محفوف بالتحديات والفرص على السواء، ونصب أعينهم رحلة عبور لتجسيد مشاريع استثنائية سترى النور بحلول 2020، في مقدّمتها «جسر الملك سلمان» بطول 50 كم، الذي سيربط إحدى كبرى دول آسيا ببوابة أفريقيا وملتقى القارات الثلاث، إضافة إلى سكّة حديدية تقطع المسافة بين البلدين في أقل من 20 دقيقة، وسرعة تصل إلى 250 كم/ الساعة.
خلوة الأشقاء... استحضار دافئ وواقعي لذاكرة نابضة وماضٍ زاخر بمواقف راسخة، لم تفلح الأيام ولا الأحزان ولا التدخلات من الداخل والخارج ولا المغرضون على محوها أو دثرها طيّ النسيان مهما تقادمت السنين؛ أخوّة يعود عهدها إلى عام 1956، حيث وقفة المملكة العربية السعودية البطولية مع الشقيقة المصرية أثناء العدوان الثلاثي عليها، تبعها نداء الملك فيصل - طيب الله ثراه - عام 1967 لأمة العرب ليقفوا مع مصر خلال الهزيمة العسكرية، وصولاً إلى محطة عام 1973 التي تخللها قطع إمدادات البترول عن أمريكا العظمى آنذاك، ناهيك عما قدمته المملكة من دعم لثورتي (25 يناير) و(30 يونيو) من معونات بلغت أكثر من 9 مليارات دولار، وقطار الذاكرة ينطلق من هناك ولا تنتهي محطاته المليئة بالمواقف البطولية لقبلة المسلمين ومملكة الخير والعطاء والنماء.
خلوة الأشقاء... تقفز ببراعة من حاجز إحقاق المواقف وتسجيل البطولات إلى ميادين العمل الدؤوب والنتائج والإنجازات، فالبلدان على موعد مع إنجاز مشروع الربط الكهربائي الذي وُقّعت اتفاقيته عام 2015، لنرى بوادره المستقبلية تلوح في الأفق بالتزامن مع استكمال منظومة الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون ودول الربط الثماني، عبر شبكة بطول 1300 كم وبقوة 500 كيلو وات وبقدرة نقل تصل إلى 3000 ميجاوات، تعبر السحب البيضاء فوق الرمال من «محطة تحويل شرق المدينة المنورة» إلى «محطة تحويل بدر في مصر»، لتُختزل الصحارى العربية عند نقطة المحبّة والتآخي والتعاضد والتراحم بين البلدين.
خلوة الأشقاء... حكاية ثقة تمتد لعشرات السنين من القرن الماضي، تجسدها حجم الاستثمارات السعودية في مصر، والتي فاقت 6 مليارات دولار، ساهمت بتشييد أكثر من 3 آلاف شركة رائدة في تسلسل زمني وثيق العُرى لم ينقطع منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، يتصدّرها الاستثمار في القطاع الصناعي بنحو ملياري دولار، ثم القطاعات الإنشائية والسياحية والتمويلية والزراعية، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ ناهيك عن تخصيص السعودية 15% من رأسمال شركة أنابيب البترول «سوميد» لتمويل خط أنابيب مزدوج بطول 320 كم الذي تأسس عام 1974 لنقل المواد النفطية من ميناء العين السخنة بخليج السويس إلى ميناء كرير بالبحر المتوسط، ما يعزز منظومة الثقة والعلاقات الثنائية التي يصعب أن تدخل أروقة الخصومة التشاركية والجفوة التعاونية مهما كان الخلاف والتباين فى الرؤى على مدار الرحلة.
خلوة الأشقاء... تجسيد واقعي لوحدة الصف وتكاتف القادة والشعوب وتناسق الجهود في خدمة القضايا الإسلامية والعربية، في تأكيد لا مناص منه أن مصير الدول بأيدي شعوبها وإرادة وإدارة وحكمة قادتها، لهذا جاءت الزيارة لتقريب المسافات في وجهات النظر حول 4 ملفات رئيسية، هي الأزمة السورية والزحف الإيراني والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب الأسود، فمهما شهدت العلاقة بينهما من شدّ وجذب، إلا أن الجلوس على طاولة الحوار الأخوي وتبادل أطراف الحديث الدافئ هو ديدن العقلاء ونهج الحكماء وخُلُق شركاء الدين والقيم والتاريخ.
خلوة الأشقاء... صفحة طويت وأخرى ناصعة بدأت تُخطّ بمداد الثقة والتفعيل والعهد والوعد المتجدد نحو تشكيل جدارية تنموية منقطعة النظير يُبصر عنوانها القاصي والداني: «متحدون في المصير والتحديات ومكافحة الإرهاب والتدخلات، متحدون في المسؤولية والعزم والبناء، متحدون في استشراف مستقبل جسوره التواصل وجذوره التآخي ونبضه طموحات شقيقين كبيرين في القمة والقيمة والقامة والمقام».
(*) خبير دولي في التميز المؤسسي والتحكيم
خلوة الأشقاء... ليست وليدة سنوات محدودة، وإنما جذورها ضاربة في تاريخ عريق ممتد في شريان الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله، وعلى عاتقهما يقع العبء الأكبر في تحقيق الُلحمة الإقليمية والتضامن العربي المنشود، وبوصول العلاقة بين البلدين إلى أوجها وأرقى مستوياتها على كافة الأصعدة لتكون نموذجاً يحتذى به، لا تقف آثارها على خيرهما ونفعهما فحسب، وإنما تغدق وتغذي منابت الخير المستدام في البلاد العربية جميعها وتؤصل لتوحدها ووقوفها على قلب رجل واحد في مواجهة معول الهدم وآلات الدمار وإرهاب يتنامي ويتطلب عزما وحزما من جناحي الأمة العربية الكبيرين.
خلوة الأشقاء... طاقة مُشرّعة على مستقبلٍ مشرق وآفاق لا حدود لها وأملٍ يتجدد في النفوس وميدان عمل لتفعيل 24 اتفاقية و9 مذكرات تفاهم تصل قيمتها نحو 25 مليار دولار وقعها الأشقاء في قمة البلدين بالقاهرة فى أبريل من العام الماضي. وتحت مظلة مجلس الأعمال السعودي المصري، يسيرون على العهد والميثاق في دربٍ محفوف بالتحديات والفرص على السواء، ونصب أعينهم رحلة عبور لتجسيد مشاريع استثنائية سترى النور بحلول 2020، في مقدّمتها «جسر الملك سلمان» بطول 50 كم، الذي سيربط إحدى كبرى دول آسيا ببوابة أفريقيا وملتقى القارات الثلاث، إضافة إلى سكّة حديدية تقطع المسافة بين البلدين في أقل من 20 دقيقة، وسرعة تصل إلى 250 كم/ الساعة.
خلوة الأشقاء... استحضار دافئ وواقعي لذاكرة نابضة وماضٍ زاخر بمواقف راسخة، لم تفلح الأيام ولا الأحزان ولا التدخلات من الداخل والخارج ولا المغرضون على محوها أو دثرها طيّ النسيان مهما تقادمت السنين؛ أخوّة يعود عهدها إلى عام 1956، حيث وقفة المملكة العربية السعودية البطولية مع الشقيقة المصرية أثناء العدوان الثلاثي عليها، تبعها نداء الملك فيصل - طيب الله ثراه - عام 1967 لأمة العرب ليقفوا مع مصر خلال الهزيمة العسكرية، وصولاً إلى محطة عام 1973 التي تخللها قطع إمدادات البترول عن أمريكا العظمى آنذاك، ناهيك عما قدمته المملكة من دعم لثورتي (25 يناير) و(30 يونيو) من معونات بلغت أكثر من 9 مليارات دولار، وقطار الذاكرة ينطلق من هناك ولا تنتهي محطاته المليئة بالمواقف البطولية لقبلة المسلمين ومملكة الخير والعطاء والنماء.
خلوة الأشقاء... تقفز ببراعة من حاجز إحقاق المواقف وتسجيل البطولات إلى ميادين العمل الدؤوب والنتائج والإنجازات، فالبلدان على موعد مع إنجاز مشروع الربط الكهربائي الذي وُقّعت اتفاقيته عام 2015، لنرى بوادره المستقبلية تلوح في الأفق بالتزامن مع استكمال منظومة الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون ودول الربط الثماني، عبر شبكة بطول 1300 كم وبقوة 500 كيلو وات وبقدرة نقل تصل إلى 3000 ميجاوات، تعبر السحب البيضاء فوق الرمال من «محطة تحويل شرق المدينة المنورة» إلى «محطة تحويل بدر في مصر»، لتُختزل الصحارى العربية عند نقطة المحبّة والتآخي والتعاضد والتراحم بين البلدين.
خلوة الأشقاء... حكاية ثقة تمتد لعشرات السنين من القرن الماضي، تجسدها حجم الاستثمارات السعودية في مصر، والتي فاقت 6 مليارات دولار، ساهمت بتشييد أكثر من 3 آلاف شركة رائدة في تسلسل زمني وثيق العُرى لم ينقطع منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، يتصدّرها الاستثمار في القطاع الصناعي بنحو ملياري دولار، ثم القطاعات الإنشائية والسياحية والتمويلية والزراعية، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ ناهيك عن تخصيص السعودية 15% من رأسمال شركة أنابيب البترول «سوميد» لتمويل خط أنابيب مزدوج بطول 320 كم الذي تأسس عام 1974 لنقل المواد النفطية من ميناء العين السخنة بخليج السويس إلى ميناء كرير بالبحر المتوسط، ما يعزز منظومة الثقة والعلاقات الثنائية التي يصعب أن تدخل أروقة الخصومة التشاركية والجفوة التعاونية مهما كان الخلاف والتباين فى الرؤى على مدار الرحلة.
خلوة الأشقاء... تجسيد واقعي لوحدة الصف وتكاتف القادة والشعوب وتناسق الجهود في خدمة القضايا الإسلامية والعربية، في تأكيد لا مناص منه أن مصير الدول بأيدي شعوبها وإرادة وإدارة وحكمة قادتها، لهذا جاءت الزيارة لتقريب المسافات في وجهات النظر حول 4 ملفات رئيسية، هي الأزمة السورية والزحف الإيراني والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب الأسود، فمهما شهدت العلاقة بينهما من شدّ وجذب، إلا أن الجلوس على طاولة الحوار الأخوي وتبادل أطراف الحديث الدافئ هو ديدن العقلاء ونهج الحكماء وخُلُق شركاء الدين والقيم والتاريخ.
خلوة الأشقاء... صفحة طويت وأخرى ناصعة بدأت تُخطّ بمداد الثقة والتفعيل والعهد والوعد المتجدد نحو تشكيل جدارية تنموية منقطعة النظير يُبصر عنوانها القاصي والداني: «متحدون في المصير والتحديات ومكافحة الإرهاب والتدخلات، متحدون في المسؤولية والعزم والبناء، متحدون في استشراف مستقبل جسوره التواصل وجذوره التآخي ونبضه طموحات شقيقين كبيرين في القمة والقيمة والقامة والمقام».
(*) خبير دولي في التميز المؤسسي والتحكيم