-A +A
خالد السليمان
K_Alsuliman@

تعرضت الطائرة التركية التي أقلتنا من إسطنبول إلى مدريد إلى فاصل من المطبات الهوائية العنيفة جعلت الكثير من الركاب في حالة هلع شديد، ولجأ كثير منهم إلى ترديد الرجاء من الله بصوت مرتفع كل حسب ديانته ولغته بشكل عفوي ولا إرادي، واستمر القلق والتمسك بحبل الرجاء بعد هدوء الاهتزازات العنيفة، حتى إذا هبطنا في المطار تأملت في الوجوه الهلعة بعد أن استردت طمأنينتها فوجدت كلا في طريقه لالتقاط حقيبته والمضي في حياته وكأنه لم يواجه مخاوف الموت قبل لحظات قليلة !


الفتاة الشابة التي كانت تجلس بجواري لم تلتفت لي بعد الهبوط على الأرض، وهي التي تعلقت بي أثناء أزمتها في السماء لأبث الطمأنينة في نفسها وأكبح جماح فزعها، وهكذا هو الإنسان غالبا لا يتعلق بالله سوى في أزماته وعندما يواجه شبح الموت !

ما الذي يجعل البعض منا يعيش دائما في طمأنينة من لقاء شبح الموت، بينما نمر بلحظات نواجهه فيها دون سابق إنذار، ونسمع قصصا لراحلين لم يسعفهم الوقت حتى للفظ أنفاسهم الأخيرة في حوادث مفاجئة ؟!

لاشك أن لله في ذلك حكمة لتسير الحياة في يسر دون الوقوع في أسر وسواس الموت، لكن الأكيد أن العلاقة بالله لا يجب أن تكون رهينة الحاجة اللحظية بل علاقة يبنيها رصيد من الأعمال يغطي قيمة شيك الحياة متى ما استحق دفعه !

jehat5@yahoo.com