ماذا يمكن أن يقال تعليقا على مقابلة ولي ولي العهد التلفزيونية؟! هل قيل كل شيء؟ ماذا قال الناس في مجالسهم وديوانياتهم، وهل أقنعهم بما تحدث عنه من ملفات ساخنة.. وكيف؟. يمكن تلخيص مواضيع المقابلة المتشعبة إلى ثلاثة (اجتماعية محلية + سياسية إقليمية ودولية + اقتصادية استثمارية). لقد وضع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النقاط على الحروف التي يهمّ السعوديين أن يعرفوها، بحكم أنه يمسك بأهم الملفات التي تتعلق بمعيشتهم، ومستقبل بلادهم، خصوصاً الشؤون الاقتصادية، والتنمية، والدفاع. وجاءت إجابات MBS على محاوره الزميل داود الشريان، في برنامج الثامنة، على قناة MBC، رداً شافياً على كثير من قضايا شؤون الساعة التي يثير بعضها اهتمام مواطنين كثر. وعلى رغم أن الحوار مع الأمير محمد تشعبت موضوعاته، إلا أنه تطرق للموضوعات التي فرضت نفسها على الساحة، في سياق بحث البلاد عن آليات لإنجاح رؤى الإصلاح، وتغيير نمط الاقتصاد، من الاعتماد على دخل النفط وحده إلى تنويع مصادر الدخل، بزيادة الصادرات غير النفطية، مؤكداً في حديثه أن ثروات السعوديين ستبقى لهم.
ولا شك في أن الفساد هو حديث الناس في كل مكان، خصوصاً بعد إعفاء وزير الخدمة المدنية السابق، وتشكيل لجنة للتحقيق في التجاوزات التي قام بها. ومع أن ذلك يمثل نقلة من القيادة السعودية لحماية النزاهة، إلا أن ولي ولي العهد كان غاية في الوضوح والحزم حين أعلن أنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، أيا من كان، وزيراً أو أميراً. وهو تعهد لا يقبل أي تأويل غير معناه الظاهر: حرب الدولة على الفساد لن تعرف هدنة، ولن يستثنى من ذلك موظف، أو عامل، أو وزير... بل أمير.
وقد فتح الأمير محمد بن سلمان النار على الإعلام «الإخونجي» الذي لا هم له سوى أن يلوك أكاذيب عن فتور العلاقات المصرية السعودية، وتصويرها وكأنها توشك أن تُقطع.
وكان رد ابن سلمان أبلغ تصوير لحقيقة متانة تلك العلاقات وقوتها. ولم يترك لمن يحاولون دق إسفين فيها مجالاً لمناورة من أي نوع. ولا شك بأن حديثه عن «الإخونجية» يجعلنا نستعيد ما قاله ولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي وصف الإخوان بأنهم أصل البلاء ومصدر كل المشكلات، وقد تسببوا للمملكة بمشكلات جمة وناصبوها العداء على رغم ما قدمته لهم، وبأنهم حاولوا أن يقطعوا اليد التي مُدّت إليهم لتجيرهم، يوم تقطعت بهم السبل. ويعني ذلك بوضوح أن السعودية لن تتراجع عن تصنيفها هذه الجماعة الخبيثة باعتبارها منظمة إرهابية. ومن الضروري أن يذكر أن الأمير محمد بن سلمان كان عضواً في الوفد الذي رافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته التاريخية للقاهرة العام الماضي، وشهد توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التعاون والتفاهم بين البلدين.
وكشف ولي ولي العهد أن الحكومة تبذل مساعي ثلاثية الجوانب لوضع حد لمشكلة الإسكان، وهو الملف الشائك، من خلال الإسكان المجاني، والإسكان المدعوم من خلال صندوق التنمية العقارية، والإسكان الحكومي ذي السعر المخفض، والتسهيلات في الدفع. كما أن الدولة ستوفر الدعم -عبر «حساب المواطن»- لعدد 10 ملايين سعودي من مستحقيه. وهو أيضاً تأكيد من شأنه أن يبعث التفاؤل في نفوس كثيرين من أبناء البلاد.
كان لافتاً أيضاً في حديث ولي ولي العهد اعترافه صراحة بضعف الخدمات التي تقدمها المملكة لنحو 13% من حركة التجارة العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر. وهو ما يعني أننا نهمل مصدراً كبيراً للدخل، إذا عملنا على تطويره، والعناية به، فهو كفيل بزيادة عائدات هذه الخدمات الحيوية. ولا شك في أن ذلك سينطوي على تحديث بعض موانئنا، وتطوير عدد منها، بما يجعل الخدمات البحرية السعودية في لب حركة الملاحة التجارية الدولية.
ولا يمكن فهم تصريحات الأمير محمد بن سلمان بمعزل هنا عن طموحات المملكة إلى إحياء طريق الحرير مع الصين، وبناء جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر الذي سيربط القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وغير ذلك من الخطط التي تصب في مصلحة تعزيز الاقتصاد السعودي غير النفطي، الذي يشكل أساس «رؤية المملكة 2030».
أما إيران، فلا مجال للدخول في حوار معها، ليس من باب التعنت، بل لأنها -كما قال ولي ولي العهد- تعمل بمنطق عودة المهدي المنتظر، الذي تتم تهيئة البيئة لظهوره بالسيطرة على العالم الإسلامي بأسره. وهو منطق يغلق كل أبواب يمكن أن تفضي لحوار أو تفاهم مع دولة أيديولوجية ثيوقراطية، والتجارب السابقة أثبتت أنها دولة كاذبة لا تفي بالوعود والعهود. وبالنسبة للتدخلات الإيرانية في اليمن، فقد شدد الأمير محمد على أن بالمستطاع اجتثاث الحوثي والمخلوع صالح «في أيام قليلة». ولا شك في أن ولي ولي العهد الذي يمسك بحقيبة الدفاع السعودية يعرف التفاصيل الكاملة لذلك التدخل، وسبل حسمه، واجتثاث الذيول التي تحاول إيران استخدامها واجهات لها لزعزعة اليمن والمنطقة العربية والخليجية.
وأخيراً، لا بد من وقفة أمام تقدير ولي ولي العهد للإعلام السعودي وهو يقوم بدوره في رحلة الإصلاح والتغيير، إذ اختص سابقاً الزميل تركي الدخيل في قناة «العربية» بحوار تمت مشاهدته وتحليل مضامينه على أوسع نطاق، واليوم يختص الأستاذ داود الشريان بمقابلة مهمة جدا، والأمل أن يمنح الحوار القادم لصحيفة سعودية بعد أن منح وسائل إعلامية غربية ثم قنوات تلفزيونية عربية وسعودية مقابلات لافتة، وشخصيا نحن جاهزون لذلك الحوار ومتأكد بأنه سيكون مختلفا لأن الضيف من القادة الكبار الذين يتحدثون ويجيبون على كل الأسئلة دون تبرم، أو تهرب مهما ارتفع سقف السؤال.
الأكيد أن تحديات رحلة الإصلاح ومعارك التغيير تتطلب رجالات يؤمنون بالدراسات المعمقة، والتخطيط المسبق، والتنفيذ الذي يتسم بالمرونة... وفوق كل شيء بالطموح إلى أن تبلغ المملكة أعلى مرتبة، متقدمة الشعوب والأمم، وكما قال ابن سلمان: «طموحاتنا لا يحدها إلا السماء».
ولا شك في أن الفساد هو حديث الناس في كل مكان، خصوصاً بعد إعفاء وزير الخدمة المدنية السابق، وتشكيل لجنة للتحقيق في التجاوزات التي قام بها. ومع أن ذلك يمثل نقلة من القيادة السعودية لحماية النزاهة، إلا أن ولي ولي العهد كان غاية في الوضوح والحزم حين أعلن أنه لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، أيا من كان، وزيراً أو أميراً. وهو تعهد لا يقبل أي تأويل غير معناه الظاهر: حرب الدولة على الفساد لن تعرف هدنة، ولن يستثنى من ذلك موظف، أو عامل، أو وزير... بل أمير.
وقد فتح الأمير محمد بن سلمان النار على الإعلام «الإخونجي» الذي لا هم له سوى أن يلوك أكاذيب عن فتور العلاقات المصرية السعودية، وتصويرها وكأنها توشك أن تُقطع.
وكان رد ابن سلمان أبلغ تصوير لحقيقة متانة تلك العلاقات وقوتها. ولم يترك لمن يحاولون دق إسفين فيها مجالاً لمناورة من أي نوع. ولا شك بأن حديثه عن «الإخونجية» يجعلنا نستعيد ما قاله ولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي وصف الإخوان بأنهم أصل البلاء ومصدر كل المشكلات، وقد تسببوا للمملكة بمشكلات جمة وناصبوها العداء على رغم ما قدمته لهم، وبأنهم حاولوا أن يقطعوا اليد التي مُدّت إليهم لتجيرهم، يوم تقطعت بهم السبل. ويعني ذلك بوضوح أن السعودية لن تتراجع عن تصنيفها هذه الجماعة الخبيثة باعتبارها منظمة إرهابية. ومن الضروري أن يذكر أن الأمير محمد بن سلمان كان عضواً في الوفد الذي رافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته التاريخية للقاهرة العام الماضي، وشهد توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التعاون والتفاهم بين البلدين.
وكشف ولي ولي العهد أن الحكومة تبذل مساعي ثلاثية الجوانب لوضع حد لمشكلة الإسكان، وهو الملف الشائك، من خلال الإسكان المجاني، والإسكان المدعوم من خلال صندوق التنمية العقارية، والإسكان الحكومي ذي السعر المخفض، والتسهيلات في الدفع. كما أن الدولة ستوفر الدعم -عبر «حساب المواطن»- لعدد 10 ملايين سعودي من مستحقيه. وهو أيضاً تأكيد من شأنه أن يبعث التفاؤل في نفوس كثيرين من أبناء البلاد.
كان لافتاً أيضاً في حديث ولي ولي العهد اعترافه صراحة بضعف الخدمات التي تقدمها المملكة لنحو 13% من حركة التجارة العالمية التي تمر عبر البحر الأحمر. وهو ما يعني أننا نهمل مصدراً كبيراً للدخل، إذا عملنا على تطويره، والعناية به، فهو كفيل بزيادة عائدات هذه الخدمات الحيوية. ولا شك في أن ذلك سينطوي على تحديث بعض موانئنا، وتطوير عدد منها، بما يجعل الخدمات البحرية السعودية في لب حركة الملاحة التجارية الدولية.
ولا يمكن فهم تصريحات الأمير محمد بن سلمان بمعزل هنا عن طموحات المملكة إلى إحياء طريق الحرير مع الصين، وبناء جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر الذي سيربط القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وغير ذلك من الخطط التي تصب في مصلحة تعزيز الاقتصاد السعودي غير النفطي، الذي يشكل أساس «رؤية المملكة 2030».
أما إيران، فلا مجال للدخول في حوار معها، ليس من باب التعنت، بل لأنها -كما قال ولي ولي العهد- تعمل بمنطق عودة المهدي المنتظر، الذي تتم تهيئة البيئة لظهوره بالسيطرة على العالم الإسلامي بأسره. وهو منطق يغلق كل أبواب يمكن أن تفضي لحوار أو تفاهم مع دولة أيديولوجية ثيوقراطية، والتجارب السابقة أثبتت أنها دولة كاذبة لا تفي بالوعود والعهود. وبالنسبة للتدخلات الإيرانية في اليمن، فقد شدد الأمير محمد على أن بالمستطاع اجتثاث الحوثي والمخلوع صالح «في أيام قليلة». ولا شك في أن ولي ولي العهد الذي يمسك بحقيبة الدفاع السعودية يعرف التفاصيل الكاملة لذلك التدخل، وسبل حسمه، واجتثاث الذيول التي تحاول إيران استخدامها واجهات لها لزعزعة اليمن والمنطقة العربية والخليجية.
وأخيراً، لا بد من وقفة أمام تقدير ولي ولي العهد للإعلام السعودي وهو يقوم بدوره في رحلة الإصلاح والتغيير، إذ اختص سابقاً الزميل تركي الدخيل في قناة «العربية» بحوار تمت مشاهدته وتحليل مضامينه على أوسع نطاق، واليوم يختص الأستاذ داود الشريان بمقابلة مهمة جدا، والأمل أن يمنح الحوار القادم لصحيفة سعودية بعد أن منح وسائل إعلامية غربية ثم قنوات تلفزيونية عربية وسعودية مقابلات لافتة، وشخصيا نحن جاهزون لذلك الحوار ومتأكد بأنه سيكون مختلفا لأن الضيف من القادة الكبار الذين يتحدثون ويجيبون على كل الأسئلة دون تبرم، أو تهرب مهما ارتفع سقف السؤال.
الأكيد أن تحديات رحلة الإصلاح ومعارك التغيير تتطلب رجالات يؤمنون بالدراسات المعمقة، والتخطيط المسبق، والتنفيذ الذي يتسم بالمرونة... وفوق كل شيء بالطموح إلى أن تبلغ المملكة أعلى مرتبة، متقدمة الشعوب والأمم، وكما قال ابن سلمان: «طموحاتنا لا يحدها إلا السماء».