لعل توالي نشر بعض المغردين تغريدات تتضمن وثائق، تفضح ما يدور وراء جدران بعض المكاتب الفخمة، من تلاعب بالأنظمة وتكييف لها حسب ما يخدم مصلحة صاحب الصلاحية، يكون سببا في الحد من ذلك الفساد، فتنجح التغريدات في تحقيق ما عجزت عنه هيئة مكافحة الفساد!
نزاهة منذ أن ولدت قبل ستة أعوام تقريبا وإلى اليوم، لم تتمكن من تحقيق إنجاز يذكر في مجال مكافحة الفساد، فاستمر الفساد يتنفس بحرية مطمئنا تحت ظلها.
لكن لما نشط المواطنون أنفسهم في نشر ما يجدونه من وثائق تكشف بعض ما يحدث من فساد إداري ومالي في بعض الوزارات والمؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية، بدأ المفسدون في التساقط، ومن المتوقع أن يكون تساقطهم حاجزا منيعا يقمع شهية غيرهم لتذوق الفساد.
من المؤكد أنه ليس من المتوقع القضاء نهائيا على الفساد، ولكن على الأقل هناك أمل منبثق من التغريد، بالتمكن من الحد منه.
ما لفت نظري في هذا الشأن، أن معظم ما نشر من وثائق ينحصر في الفساد الإداري المتمثل بعضه في توظيف الأقارب في مناصب لا يستحقونها، وهذا النوع من الفساد، رغم سوئه، لا يرقى إضراره بالمصلحة العامة إلى مستوى الفساد المالي المتمثل في السرقات والاختلاس والتزوير، ولكن إلى الآن لم تظهر وثائق تتعلق بالفساد المالي؟ فهل الفساد المالي أقل انتشارا من الفساد الإداري؟ أم أن العثور على الوثائق التي تفضحه أكثر صعوبة؟
على أية حال، الفساد موجود في كل العالم، يمارسه البشر بحرية متى شعروا بالأمن ووثقوا أنهم لن يفتضح أمرهم ولن يدفعوا ثمن فسادهم. وأخشى أن أقول إن الفساد ليس حكرا على ذوي المناصب، وإنما هو موجود في سلوك كثير من الناس، الفساد موجود لدى بعض التجار حين يغشون في بضائعهم فيزورون تاريخ انتهاء الصلاحية، أو اسم الماركة، أو البلد المصنع، وحين يعمدون إلى دس الفاسد من الأطعمة أسفل الطيب في صناديق الفاكهة والخضروات، وحين يبيعون قطع الغيار المستعملة على أنها جديدة.
وموجود لدى بعض الأطباء حين لا يبذلون جهدا في فحص المرضى، ويكتبون أدوية للمريض قد لا تلائم حالته، ولدى بعض أساتذة الجامعات حين لا يخلصون في التعليم، فيجتزئون محاضراتهم إلى النصف، ويكثرون من الغياب، ثم يتبسطون في أسئلة الاختبارات، مشفوعة بكرم حاتمي في منح الدرجات كي يغطوا تقصيرهم في التدريس.
ثم إن معظم ذوي المناصب الذين يمارسون الفساد، يفعلون ذلك لأنهم وجدوا بين الناس من يشجعهم على فعله ويحرضهم عليه، فالذين يزورون الشهادات والذين يرتشون والذين يتوسطون والذين يكذبون وأمثالهم، يفعلون ذلك لأنهم وجدوا بين الناس من يقدم لهم الرشوة، ومن يطلب منهم التوسط، والتزوير والكذب وغيرها من أشكال الفساد.
أكاد أقول إن الفساد عملية مشتركة بين عامة الناس والمسؤول، ولن يشفى المجتمع من هذا الداء إلا بتطهير الجانبين.
نزاهة منذ أن ولدت قبل ستة أعوام تقريبا وإلى اليوم، لم تتمكن من تحقيق إنجاز يذكر في مجال مكافحة الفساد، فاستمر الفساد يتنفس بحرية مطمئنا تحت ظلها.
لكن لما نشط المواطنون أنفسهم في نشر ما يجدونه من وثائق تكشف بعض ما يحدث من فساد إداري ومالي في بعض الوزارات والمؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية، بدأ المفسدون في التساقط، ومن المتوقع أن يكون تساقطهم حاجزا منيعا يقمع شهية غيرهم لتذوق الفساد.
من المؤكد أنه ليس من المتوقع القضاء نهائيا على الفساد، ولكن على الأقل هناك أمل منبثق من التغريد، بالتمكن من الحد منه.
ما لفت نظري في هذا الشأن، أن معظم ما نشر من وثائق ينحصر في الفساد الإداري المتمثل بعضه في توظيف الأقارب في مناصب لا يستحقونها، وهذا النوع من الفساد، رغم سوئه، لا يرقى إضراره بالمصلحة العامة إلى مستوى الفساد المالي المتمثل في السرقات والاختلاس والتزوير، ولكن إلى الآن لم تظهر وثائق تتعلق بالفساد المالي؟ فهل الفساد المالي أقل انتشارا من الفساد الإداري؟ أم أن العثور على الوثائق التي تفضحه أكثر صعوبة؟
على أية حال، الفساد موجود في كل العالم، يمارسه البشر بحرية متى شعروا بالأمن ووثقوا أنهم لن يفتضح أمرهم ولن يدفعوا ثمن فسادهم. وأخشى أن أقول إن الفساد ليس حكرا على ذوي المناصب، وإنما هو موجود في سلوك كثير من الناس، الفساد موجود لدى بعض التجار حين يغشون في بضائعهم فيزورون تاريخ انتهاء الصلاحية، أو اسم الماركة، أو البلد المصنع، وحين يعمدون إلى دس الفاسد من الأطعمة أسفل الطيب في صناديق الفاكهة والخضروات، وحين يبيعون قطع الغيار المستعملة على أنها جديدة.
وموجود لدى بعض الأطباء حين لا يبذلون جهدا في فحص المرضى، ويكتبون أدوية للمريض قد لا تلائم حالته، ولدى بعض أساتذة الجامعات حين لا يخلصون في التعليم، فيجتزئون محاضراتهم إلى النصف، ويكثرون من الغياب، ثم يتبسطون في أسئلة الاختبارات، مشفوعة بكرم حاتمي في منح الدرجات كي يغطوا تقصيرهم في التدريس.
ثم إن معظم ذوي المناصب الذين يمارسون الفساد، يفعلون ذلك لأنهم وجدوا بين الناس من يشجعهم على فعله ويحرضهم عليه، فالذين يزورون الشهادات والذين يرتشون والذين يتوسطون والذين يكذبون وأمثالهم، يفعلون ذلك لأنهم وجدوا بين الناس من يقدم لهم الرشوة، ومن يطلب منهم التوسط، والتزوير والكذب وغيرها من أشكال الفساد.
أكاد أقول إن الفساد عملية مشتركة بين عامة الناس والمسؤول، ولن يشفى المجتمع من هذا الداء إلا بتطهير الجانبين.