-A +A
سعيد السريحي
غريب أن تحتاج جامعة نجران إلى توجيه من أمير المنطقة يلزمها بإقامة حفل تخرج لطلابها وطالباتها الذين أكملوا دراساتهم الجامعية هذا العام، وغريب أن تحتاج إلى أن يذكرها أمير المنطقة بقيمة مثل هذا الحفل وتأثيره على الطلاب والطالبات سواء كانوا المتخرجين هذا العام أو أولئك الذين ينتظرون يوم أن يتم الاحتفاء بتخرجهم في أعوام قادمة، وأن يؤكد للمسؤولين في الجامعة خلال زيارتهم له أن الواجب على المؤسسات التعليمية الابتهاج والاحتفاء بمخرجاتها من الطلاب والطالبات، الذين صقلتهم وأهلتهم ليكونوا أيادي بناءة في تنمية الوطن، بل والعمل على توظيفهم ودفعهم لمجالات العمل.

غريب أن تتجاهل جامعة نجران مثل هذا الحفل الذي لا يعبر عن فرح طلاب وطالبات بتخرجهم فحسب بل فرح وطن بأبنائه وبناته، وفرح جامعة بإنجاز مهمتها تجاه جيل من طلابها الذين رعتهم حتى تخرجوا.


غريب أن تتجاهل جامعة نجران إقامة هذا الحفل وتحتاج من يلزمها وهي ترى كيف باتت الجامعات تحرص على أن يكون هذا الحفل تعبيرا عن العلاقة الوثيقة التي تربط بين الجامعات والمجتمع، وكيف أصبحت كل جامعة من هذه الجامعات تحرص على أن يكون حفلها مميزا يحمل بصمات واضحة لثقافة المجتمع الذي يحيط بها ويكشف عن قدرات طلابها وإمكاناتهم التي ينبغي لها أن تعتز بهم وبها، ولم يكن حفل جامعة جازان ببعيد المكان والزمان منها، وكان عليها أن تقتدي بما قدمته كأنموذج لما ينبغي أن يكون عليه حفل التخرج.

وليس لأحد أن يلتمس عذرا للجامعة يتصل بالملابسات والظروف التي تعيشها المنطقة، فتلك الظروف لم تحل دون استمرار الدراسة وأجواء المملكة يحميها جنودنا البواسل الذين أفشلت جهودهم أي محاولة للإمساس بأمن المنطقة أو إفساد مباهج الحياة فيها.

جامعة نجران التي احتاجت توجيها لإقامة حفل لتخرج طلابها لم تكن محتاجة لمثل هذا التوجيه حين خططت لإقامة حفل لنفسها تبتهج فيه بمشروع المدينة الجامعية والمستشفى الجامعي فكان توجيه أمير المنطقة واضحا: احتفوا بالطلاب أولا ثم احتفوا بعد ذلك بمدينتكم الجامعية.

Suraihi@gmail.com