كيف تكسب الواقعية السياسية؟ هذا ما لا يمكن تفسيره دون العودة إلى زمن الرئيس الأمريكي الديموقراطي السابق باراك أوباما.
حين يشتغل المثقفون بالسياسة ويخضعون للنظريات كثيرا، تصبح تلك النظريات أشبه ما تكون بالأيديولوجيا التي تهيمن على التوجه السياسي وتجعله رهينة لها مما يؤثر على الواقع ونتائجه، وغالبا ما تكون تلك النتائج سلبية للغاية، لكن السياسي المرتهن للنظرية يرى أنه قد طبق نظريته ويتباهى دائما بذلك في اجتماعاته بينما تبث في مكتبه شاشات التلفزيون صورا للدمار والحرائق التي تجتاح العالم. حدث هذا بالكامل في زمن الرئيس الأمريكي السابق المثقف الحقوقي باراك أوباما.
حدث هذا في زمن (الربيع العربي) كأسوأ نموذج لهيمنة النظرية على الواقع وكانت تلك هي النتائج.
هل نبالغ إذا قلنا إن المملكة من أبرز الدول في المنطقة التي قاومت ذلك العبث الممنهج باستقرار المنطقة واستطاعت أن تقوم في ذلك بدور محوري واجه ذلك المشروع واستطاع التخفيف من آثاره إلى أقصى حد؟ كلا. فهذا هو الواقع، والعامل الأبرز في هذا النجاح السعودي أننا انطلقنا من الواقع في تلك المواجهة أمام من انطلقوا من النظرية.
كانت الثورات التي شهدتها العواصم العربية مغرية جدا على المستوى النظري، ولكنها مدمرة للغاية واقعيا، وكذلك الاتفاق النووي مع إيران الذي يعد نجاحا نظريا لكنه أزمة كبرى في الواقع.
الآن وبعد أكثر من خمس سنوات من تلك الأحداث بات واضحا للعالم كيف أن السياسة السعودية هي النموذج الواقعي الذي يجب إقامة الشراكات المثالية معه لكل القوى الدولية ذات المصالح في المنطقة.
ترسخ ذلك في أذهان العالم بعد انطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل واتضح للعالم أن القوة العسكرية ليست خيارا مستبعدا لدى السعودية ووفق القوانين والأعراف الدولية، ووسط كل تلك التحديات الاقتصادية أطلقت المملكة برنامجا اقتصاديا طموحا يهدف لتقليص اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط واستثمار مختلف المقومات التي تحظى بها المملكة لبناء اقتصاد متنوع ومصادر دخل متنوعة أيضا.
لفتت تلك الرؤية أنظار العالم وسرعان ما تحركت الدول الاقتصادية الكبرى من آسيا وأوروبا لإقامة شراكات حقيقية ومؤثرة مع المملكة وهي تخطو باتجاه برامجها وخططها الاقتصادية الجديدة، تلك الشراكة لم تتأثر بالحرب القائمة في اليمن ولا بالأوضاع السياسية الأمنية في المنطقة لأن نموذج الاستقرار الذي تمثله المملكة هو أكثر النماذج صمودا وقدرة على تجاوز كل الأزمات وهو ما أثبتته الأحداث التي انطلقت منذ العام ٢٠١١ ولا تزال مستمرة إلى اليوم.
الأسبوع المقبل تتجه أنظار العالم بأسره نحو المملكة، وهذه ليست المرة الأولى بالطبع التي تكون فيها المملكة محط أنظار العالم، الحدث مختلف تماما هذه المرة، فالرئيس الأمريكي الجديد للولايات المتحدة يبدأ أولى جولاته الخارجية بزيارة للمملكة، والمملكة تتجه لتجعل من تلك الزيارة حدثا إقليميا ودوليا وتدعو زعماء العالم العربي والإسلامي للمشاركة في أكثر من قمة لتقول لعالمها وعمقها العربي والإسلامي إنها تراهم الشركاء الحقيقيين والفاعلين معها، ولتقول للعالم أيضا إن المملكة مركز فعلي للحديث مع العالم العربي والإسلامي.
في قمة الأزمات السياسية في المنطقة كنا نحن الذين نحمل مسؤوليتنا تجاه أمننا وأمن المنطقة وشاركنا العالم في ذلك، وفِي أوج التحولات والأزمات الاقتصادية كنا نحن محور الحدث الاقتصادي الأبرز الذي ركض نحوه العالم.
إنها الواقعية السياسية السعودية.
yameer33@hotmail.com
حين يشتغل المثقفون بالسياسة ويخضعون للنظريات كثيرا، تصبح تلك النظريات أشبه ما تكون بالأيديولوجيا التي تهيمن على التوجه السياسي وتجعله رهينة لها مما يؤثر على الواقع ونتائجه، وغالبا ما تكون تلك النتائج سلبية للغاية، لكن السياسي المرتهن للنظرية يرى أنه قد طبق نظريته ويتباهى دائما بذلك في اجتماعاته بينما تبث في مكتبه شاشات التلفزيون صورا للدمار والحرائق التي تجتاح العالم. حدث هذا بالكامل في زمن الرئيس الأمريكي السابق المثقف الحقوقي باراك أوباما.
حدث هذا في زمن (الربيع العربي) كأسوأ نموذج لهيمنة النظرية على الواقع وكانت تلك هي النتائج.
هل نبالغ إذا قلنا إن المملكة من أبرز الدول في المنطقة التي قاومت ذلك العبث الممنهج باستقرار المنطقة واستطاعت أن تقوم في ذلك بدور محوري واجه ذلك المشروع واستطاع التخفيف من آثاره إلى أقصى حد؟ كلا. فهذا هو الواقع، والعامل الأبرز في هذا النجاح السعودي أننا انطلقنا من الواقع في تلك المواجهة أمام من انطلقوا من النظرية.
كانت الثورات التي شهدتها العواصم العربية مغرية جدا على المستوى النظري، ولكنها مدمرة للغاية واقعيا، وكذلك الاتفاق النووي مع إيران الذي يعد نجاحا نظريا لكنه أزمة كبرى في الواقع.
الآن وبعد أكثر من خمس سنوات من تلك الأحداث بات واضحا للعالم كيف أن السياسة السعودية هي النموذج الواقعي الذي يجب إقامة الشراكات المثالية معه لكل القوى الدولية ذات المصالح في المنطقة.
ترسخ ذلك في أذهان العالم بعد انطلاق عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل واتضح للعالم أن القوة العسكرية ليست خيارا مستبعدا لدى السعودية ووفق القوانين والأعراف الدولية، ووسط كل تلك التحديات الاقتصادية أطلقت المملكة برنامجا اقتصاديا طموحا يهدف لتقليص اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط واستثمار مختلف المقومات التي تحظى بها المملكة لبناء اقتصاد متنوع ومصادر دخل متنوعة أيضا.
لفتت تلك الرؤية أنظار العالم وسرعان ما تحركت الدول الاقتصادية الكبرى من آسيا وأوروبا لإقامة شراكات حقيقية ومؤثرة مع المملكة وهي تخطو باتجاه برامجها وخططها الاقتصادية الجديدة، تلك الشراكة لم تتأثر بالحرب القائمة في اليمن ولا بالأوضاع السياسية الأمنية في المنطقة لأن نموذج الاستقرار الذي تمثله المملكة هو أكثر النماذج صمودا وقدرة على تجاوز كل الأزمات وهو ما أثبتته الأحداث التي انطلقت منذ العام ٢٠١١ ولا تزال مستمرة إلى اليوم.
الأسبوع المقبل تتجه أنظار العالم بأسره نحو المملكة، وهذه ليست المرة الأولى بالطبع التي تكون فيها المملكة محط أنظار العالم، الحدث مختلف تماما هذه المرة، فالرئيس الأمريكي الجديد للولايات المتحدة يبدأ أولى جولاته الخارجية بزيارة للمملكة، والمملكة تتجه لتجعل من تلك الزيارة حدثا إقليميا ودوليا وتدعو زعماء العالم العربي والإسلامي للمشاركة في أكثر من قمة لتقول لعالمها وعمقها العربي والإسلامي إنها تراهم الشركاء الحقيقيين والفاعلين معها، ولتقول للعالم أيضا إن المملكة مركز فعلي للحديث مع العالم العربي والإسلامي.
في قمة الأزمات السياسية في المنطقة كنا نحن الذين نحمل مسؤوليتنا تجاه أمننا وأمن المنطقة وشاركنا العالم في ذلك، وفِي أوج التحولات والأزمات الاقتصادية كنا نحن محور الحدث الاقتصادي الأبرز الذي ركض نحوه العالم.
إنها الواقعية السياسية السعودية.
yameer33@hotmail.com