منذ العام 2001، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية تحفظا وحذرا من رابطة العالم الإسلامي، ليس ككيان فقط، بل لأدوار ظنت معها واشنطن أن الرابطة قامت بها لدعم التطرف، أو ربما عملت لصالح تنظيمات «إسلاموية» عالمية عابرة للحدود، يحتمل أن يمثلها شخصيات قيادية أو توجهات أو حتى برامج إرهابية.
لفت انتباهي الصحفي اللامع عبدالله الطياري، للدور الإيجابي الذي يقوده الشيخ محمد العيسى وزير العدل السعودي السابق، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي منذ توليه أمانة الرابطة، بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما من الرئاسة السابقة، وكيف يعالج الأمين الجديد كل تلك الجراح الغائرة، ويردم الهوات السحيقة بين حضارات وأيديولوجيات متصارعة.
الإشارة الأهم التي التقطتها من الزميل الطياري، كانت استقبال الشيخ محمد العيسى للقنصل الأمريكي بالسعودية، الزيارة في حد ذاتها قد ينظر لها كمجاملة دبلوماسية، إلا أن من يعرف دهاليز العلاقة المتراكمة، يعرف أنها تأتي بعد قطيعة استمرت لأكثر من خمسة عشر عاما، تخللها الكثير من سوء الظن، لم تستطع الرابطة تحسين سمعتها ولا المساهمة في خدمة المسلمين في الولايات المتحدة، وبقيت تحت تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.
لقد فتح اللقاء النادر بين «القنصل والشيخ» الباب واسعا لأمين عام الرابطة لزيارة أمريكا في المستقبل القريب، والبحث من هناك كيف يمكن لضفتي المحيط أن تبنيا جسورهما الإنسانية الخاصة، وهنا لابد من التأكيد على أن العيسى بما يمثله من ثقل ديني ومرجعية متسامحة، هو من القلائل القادرين على بناء الثقة والتفاهم والتعاون بين الأفكار المتخاصمة، بأسلوبه وآرائه المتصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي.
وفي مبادرة هامة أخرى ألقى أمين عام الرابطة الشيخ محمد العيسى كلمة أمام البرلمان الأوروبي، مخاطبا أتباع الديانات والثقافات حول العالم، أكد فيها على عالمية التسامح والتعايش، مشيرا إلى أنه يحمل بين يديه مشتركات المحبة والسلام وقبول الاختلاف والتنوع والتعددية.
بل إن تصريحاته العاقلة التي دعت الجاليات المسلمة للتواؤم مع الثقافات التي يعيشون معها، هي أفضل ما قيل خلال سنوات من التحريض والخصام، فالغرب اليميني المنحاز لهويته الوطنية، قادم لا محالة، لأسباب عدة، منها الأعمال الإرهابية التي ارتكبها بعض المحسوبين على المسلمين الغلاة، والحل فقط هو في الاندماج، مع الحفاظ على الخصوصية التي لا تفرض تمايزا، ما سيساعد في تخطي الخوف وحواجز التقسيم الاجتماعي.
عودا على اللقاء الفريد بين من يمثل أهم دبلوماسية في العالم الغربي، وبين إحدى المنظمات الإسلامية الرفيعة، وما تلاها من زيارات لبعض الدول الغربية، تعطي إشارة واضحة على أن الانفتاح على الغرب، لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة يقوده اليوم رجال الدين وليس السياسيين.
الوزير والشيخ المتسامح محمد العيسى أخذ الرابطة من ضفة نحن وهم، إلى ضفة أكثر إنسانية وأقرب للعالمية التي تمثل الإسلام المتسامح في أبهى صوره، الفرصة الحالية تدفع لمزيد من التسامح، فلا أبناء الغرب الحاليون مسؤولين عن صراعات ومذابح قديمة ولا نحن، واجترار الآلام والإرث القديم، هو ما يقتات عليه المتطرفون من الطرفين.
الرابطة ليست كيانا هامشيا، صحيح أن إنشاءها في العام 1962، ارتبط في تلك الفترة العصيبة، باستقطابات أيديولوجية كبرى، تمثلت في الشيوعية وتمدد الحركات الاشتراكية، إضافة للصدام العنيف بين تيار القومية وبين الدولة العربية المستقلة.
تتكون الرابطة من شبكة من المنظمات العملاقة، ولذلك فإن اختطافها من قبل أي أيديولوجيا، يقزم دورها، بل ويسمح بحربها؛ لأنها ستصبح حينها حزبا يمثل فريقا واحدا في العالم الإسلامي، ولا تمثل الأهداف الإنسانية السامية.
اليوم تبدو الرابطة بقيادة الشيخ العيسى أكثر حيادية، وهي في طريقها لأن تكون خيارا للحوار بين عالمين، هما الأكثر خصومة، مسيحي متوجس من أي شيء قادم من هذا الشرق، وإسلامي متوتر ومتحفز ضد كل ما هو غربي.
لفت انتباهي الصحفي اللامع عبدالله الطياري، للدور الإيجابي الذي يقوده الشيخ محمد العيسى وزير العدل السعودي السابق، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي منذ توليه أمانة الرابطة، بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما من الرئاسة السابقة، وكيف يعالج الأمين الجديد كل تلك الجراح الغائرة، ويردم الهوات السحيقة بين حضارات وأيديولوجيات متصارعة.
الإشارة الأهم التي التقطتها من الزميل الطياري، كانت استقبال الشيخ محمد العيسى للقنصل الأمريكي بالسعودية، الزيارة في حد ذاتها قد ينظر لها كمجاملة دبلوماسية، إلا أن من يعرف دهاليز العلاقة المتراكمة، يعرف أنها تأتي بعد قطيعة استمرت لأكثر من خمسة عشر عاما، تخللها الكثير من سوء الظن، لم تستطع الرابطة تحسين سمعتها ولا المساهمة في خدمة المسلمين في الولايات المتحدة، وبقيت تحت تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية.
لقد فتح اللقاء النادر بين «القنصل والشيخ» الباب واسعا لأمين عام الرابطة لزيارة أمريكا في المستقبل القريب، والبحث من هناك كيف يمكن لضفتي المحيط أن تبنيا جسورهما الإنسانية الخاصة، وهنا لابد من التأكيد على أن العيسى بما يمثله من ثقل ديني ومرجعية متسامحة، هو من القلائل القادرين على بناء الثقة والتفاهم والتعاون بين الأفكار المتخاصمة، بأسلوبه وآرائه المتصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي.
وفي مبادرة هامة أخرى ألقى أمين عام الرابطة الشيخ محمد العيسى كلمة أمام البرلمان الأوروبي، مخاطبا أتباع الديانات والثقافات حول العالم، أكد فيها على عالمية التسامح والتعايش، مشيرا إلى أنه يحمل بين يديه مشتركات المحبة والسلام وقبول الاختلاف والتنوع والتعددية.
بل إن تصريحاته العاقلة التي دعت الجاليات المسلمة للتواؤم مع الثقافات التي يعيشون معها، هي أفضل ما قيل خلال سنوات من التحريض والخصام، فالغرب اليميني المنحاز لهويته الوطنية، قادم لا محالة، لأسباب عدة، منها الأعمال الإرهابية التي ارتكبها بعض المحسوبين على المسلمين الغلاة، والحل فقط هو في الاندماج، مع الحفاظ على الخصوصية التي لا تفرض تمايزا، ما سيساعد في تخطي الخوف وحواجز التقسيم الاجتماعي.
عودا على اللقاء الفريد بين من يمثل أهم دبلوماسية في العالم الغربي، وبين إحدى المنظمات الإسلامية الرفيعة، وما تلاها من زيارات لبعض الدول الغربية، تعطي إشارة واضحة على أن الانفتاح على الغرب، لم يعد خيارا، بل أصبح ضرورة يقوده اليوم رجال الدين وليس السياسيين.
الوزير والشيخ المتسامح محمد العيسى أخذ الرابطة من ضفة نحن وهم، إلى ضفة أكثر إنسانية وأقرب للعالمية التي تمثل الإسلام المتسامح في أبهى صوره، الفرصة الحالية تدفع لمزيد من التسامح، فلا أبناء الغرب الحاليون مسؤولين عن صراعات ومذابح قديمة ولا نحن، واجترار الآلام والإرث القديم، هو ما يقتات عليه المتطرفون من الطرفين.
الرابطة ليست كيانا هامشيا، صحيح أن إنشاءها في العام 1962، ارتبط في تلك الفترة العصيبة، باستقطابات أيديولوجية كبرى، تمثلت في الشيوعية وتمدد الحركات الاشتراكية، إضافة للصدام العنيف بين تيار القومية وبين الدولة العربية المستقلة.
تتكون الرابطة من شبكة من المنظمات العملاقة، ولذلك فإن اختطافها من قبل أي أيديولوجيا، يقزم دورها، بل ويسمح بحربها؛ لأنها ستصبح حينها حزبا يمثل فريقا واحدا في العالم الإسلامي، ولا تمثل الأهداف الإنسانية السامية.
اليوم تبدو الرابطة بقيادة الشيخ العيسى أكثر حيادية، وهي في طريقها لأن تكون خيارا للحوار بين عالمين، هما الأكثر خصومة، مسيحي متوجس من أي شيء قادم من هذا الشرق، وإسلامي متوتر ومتحفز ضد كل ما هو غربي.