من حق قطر علينا، كدولة شقيقة، أن نصدق ما يصرح به مسؤولوها من أن موقع وكالة الأنباء فيها تم اختراقه، فنسب إليها ما لم تقله، غير أن من واجب قطر علينا، كدولة صديقة، ألا نكذب إعلامها الرسمي حين يعلن عبره أميرها ما لا يكاد يخرج عن مضمون وأهداف التغريدات التي حاولت قطر نفسها أن تتبرأ منها.
وبين تغريدات تزعم قطر أنها بريئة منها وتصريحات تمثل موقفها الرسمي تركت قطر من يحملون لها الود. ونحن في السعودية منهم، ومن يتشككون في مواقفها، ونحن في السعودية منهم كذلك، في حيرة لا نكاد نستقر معها على موقف غير موقف واحد هو اعتبار ما حدث من قطر خروجا عما ينبغي للسياسة الخليجية أن تكون عليه من توافق تجاه القضايا المصيرية التي تشكل تهديدا مشتركا للمنطقة، كما يعد خروجا عما تم الإجماع عليه في مؤتمر الرياض من موقف تجاه إيران باعتبارها دولة مارقة تمثل سياستها تدخلا سافرا في شؤون جيرانها كما يمثل طعمها للجماعات والأحزاب الطائفية والإرهابية تهديدا لأمن دول المنطقة.
وإذا كان أمير قطر يرى أن ليس من الحكمة التصعيد مع إيران؛ لأن لها ثقلا إسلاميا وإقليميا، فإن الحكمة كانت تفرض عليه معرفة أن إيران هي التي اتبعت سياسة التصعيد مع جيرانها إلا إذا كان أمير قطر لم يسمع بتدخلات إيران في العراق وسوريا ولبنان، ودعمها للحوثيين في اليمن، ولم تبلغ علمه تجارب الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران على الضفة المقابلة لحدوده في الخليج العربي.
وإذا كان أمير قطر يرى أن حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني فإن الفلسطينيين أعرف منه بمن يمثلهم وجامعة الدول العربية، ولا تزال قطر عضوا فيها تعرف ما ليس يعرفه الأمير، وتعترف بمن لم يرد الاعتراف بهم ممثلين للشعب الفلسطيني.
مواقف قطر، وقناة الجزيرة تكاد تكون الناطق الرسمي باسمها، مواقف لا يكاد أحد يشك في مرجعيتها التي تتمثل في «الفكر الإخواني» الذي يتسم بالنفعية وضبابية السياسة والجمع بين الأضداد والنقائض، الفكر الإخواني الذي وجد دعاته وقياداته مرتعا خصبا لهم في قطر، لذلك كله جاز لأمير قطر أن يؤكد على حسن علاقاته بأمريكا وإيران في وقت واحد، وأن يتحدث عن علاقات جيدة مع إسرائيل وحماس في وقت واحد كذلك، وأن يشكر الملك سلمان على استقباله له في قمة الرياض وأن يرى، في خطاب الشكر نفسه، أن الإجماع الدولي على محاربة الإرهاب يشكل خطرا على قطر وعلى أمن المنطقة.
وبين تغريدات تزعم قطر أنها بريئة منها وتصريحات تمثل موقفها الرسمي تركت قطر من يحملون لها الود. ونحن في السعودية منهم، ومن يتشككون في مواقفها، ونحن في السعودية منهم كذلك، في حيرة لا نكاد نستقر معها على موقف غير موقف واحد هو اعتبار ما حدث من قطر خروجا عما ينبغي للسياسة الخليجية أن تكون عليه من توافق تجاه القضايا المصيرية التي تشكل تهديدا مشتركا للمنطقة، كما يعد خروجا عما تم الإجماع عليه في مؤتمر الرياض من موقف تجاه إيران باعتبارها دولة مارقة تمثل سياستها تدخلا سافرا في شؤون جيرانها كما يمثل طعمها للجماعات والأحزاب الطائفية والإرهابية تهديدا لأمن دول المنطقة.
وإذا كان أمير قطر يرى أن ليس من الحكمة التصعيد مع إيران؛ لأن لها ثقلا إسلاميا وإقليميا، فإن الحكمة كانت تفرض عليه معرفة أن إيران هي التي اتبعت سياسة التصعيد مع جيرانها إلا إذا كان أمير قطر لم يسمع بتدخلات إيران في العراق وسوريا ولبنان، ودعمها للحوثيين في اليمن، ولم تبلغ علمه تجارب الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران على الضفة المقابلة لحدوده في الخليج العربي.
وإذا كان أمير قطر يرى أن حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني فإن الفلسطينيين أعرف منه بمن يمثلهم وجامعة الدول العربية، ولا تزال قطر عضوا فيها تعرف ما ليس يعرفه الأمير، وتعترف بمن لم يرد الاعتراف بهم ممثلين للشعب الفلسطيني.
مواقف قطر، وقناة الجزيرة تكاد تكون الناطق الرسمي باسمها، مواقف لا يكاد أحد يشك في مرجعيتها التي تتمثل في «الفكر الإخواني» الذي يتسم بالنفعية وضبابية السياسة والجمع بين الأضداد والنقائض، الفكر الإخواني الذي وجد دعاته وقياداته مرتعا خصبا لهم في قطر، لذلك كله جاز لأمير قطر أن يؤكد على حسن علاقاته بأمريكا وإيران في وقت واحد، وأن يتحدث عن علاقات جيدة مع إسرائيل وحماس في وقت واحد كذلك، وأن يشكر الملك سلمان على استقباله له في قمة الرياض وأن يرى، في خطاب الشكر نفسه، أن الإجماع الدولي على محاربة الإرهاب يشكل خطرا على قطر وعلى أمن المنطقة.