النتائج التي أعلنتها هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي الثلاثاء قبل الماضي، التي أظهرت أن 78 ألف طالب في 50 مدرسة يتلقون تعليماً مقبولاً، وأن 15 ألف طالب في 10 مدارس يتلقون تعليماً ضعيفاً، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية هناك، واهتماما من الطبقة الحاكمة، ولم يشفع لهذا القطاع كون 99 مدرسة من أصل 169 قد حصلت على تصنيف متميز، أو جيد جداً أو جيد مرتفع!!
عندما يرتقي منبر مدينة دبي الأكاديمية رئيس مجلس المديرين للهيئة ويعلن على الملأ في مؤتمر صحفي نتائج الدورة التاسعة من الرقابة التعليمية التي تقوم بها الهيئة سنوياً، دون مراعاة لخاطر وزارة التربية أو ما يمكن اعتباره (خطأ) مجاملة للإدارة الحكومية على اعتبار أننا كلنا حكومة (ومن دون الناس) ولا بد أن نغطي على بعضنا البعض، وهو أمر غير موجود بطبيعة الحال، فإنه يمكن اعتبار مثل هذا الإعلان الخطوة الأولى والمركزية لتطوير بنى التعليم أو على الأقل الحفاظ عليه من التردي والهبوط.
من لا يريد أن يقيس، لا يريد أن يطور، خذوها عني، وهذه الحقيقة لا تحتمل اللبس أو التأويل، فالأنظمة التعليمية التي لا تقيس لا يعني عدم رغبتها في كشف حقيقة التعليم والتغطية على أدائها فقط، ولكن يعني بالضرورة أنها لم تتخذ قرارا بالتطوير الحقيقي بعد، ومن لا يفهم فهذا أمر يخصه، فمثل هذه الهيئة وغيرها من هيئات العالم ومؤسساته سواء الوطنية منها أو المستقلة، تقيس مستويات الطلاب وفق جملة من المعايير الرقابية للأداء مثل إنجاز الطالب، ومهارات الابتكار والتطّور الشخصي والاجتماعي، والمنهج التعليمي، وعمليات التدريس وغيرها، لتقف على مستوى العملية التعليمية ككل.
ترى ما الذي يجعل كل الأنظمة التعليمية في العالم تعتمد معايير للقياس وتصدر تقارير سنوية تناقش في البرلمانات ودواوين الحكومات وعلى مستوى الرأي العام ونحن نقدم رجلا ونؤخر رجلين في هذا الجانب!!
المسألة لا تحتاج إلى هذه الأنظمة واللوائح والدراسات والاجتماعات المكثفة لدى هيئة تقويم التعليم الوطنية الموقرة، فالبنك الدولي ومعه بقية دول العالم تعتمد الاختبارات الدولية (الجاهزة) للطلاب والتي هي من قبيل Pisa، وtimss، وpirls، وهي اختبارات عالمية معروفة، جاهزة ومطبقة ولا وجود لها عندنا، وبالتالي عندما تقوم مؤسساتنا التعليمية بتطبيقها أو السماح بتطبيقها من قبل مؤسسات اعتماد متخصصة محلية كانت أو خارجية وإعلان نتائجها، فاعلم أن حقبة تطوير التعليم الحقيقي قد بدأت بالفعل!!
Alholyan@hotmail.com
عندما يرتقي منبر مدينة دبي الأكاديمية رئيس مجلس المديرين للهيئة ويعلن على الملأ في مؤتمر صحفي نتائج الدورة التاسعة من الرقابة التعليمية التي تقوم بها الهيئة سنوياً، دون مراعاة لخاطر وزارة التربية أو ما يمكن اعتباره (خطأ) مجاملة للإدارة الحكومية على اعتبار أننا كلنا حكومة (ومن دون الناس) ولا بد أن نغطي على بعضنا البعض، وهو أمر غير موجود بطبيعة الحال، فإنه يمكن اعتبار مثل هذا الإعلان الخطوة الأولى والمركزية لتطوير بنى التعليم أو على الأقل الحفاظ عليه من التردي والهبوط.
من لا يريد أن يقيس، لا يريد أن يطور، خذوها عني، وهذه الحقيقة لا تحتمل اللبس أو التأويل، فالأنظمة التعليمية التي لا تقيس لا يعني عدم رغبتها في كشف حقيقة التعليم والتغطية على أدائها فقط، ولكن يعني بالضرورة أنها لم تتخذ قرارا بالتطوير الحقيقي بعد، ومن لا يفهم فهذا أمر يخصه، فمثل هذه الهيئة وغيرها من هيئات العالم ومؤسساته سواء الوطنية منها أو المستقلة، تقيس مستويات الطلاب وفق جملة من المعايير الرقابية للأداء مثل إنجاز الطالب، ومهارات الابتكار والتطّور الشخصي والاجتماعي، والمنهج التعليمي، وعمليات التدريس وغيرها، لتقف على مستوى العملية التعليمية ككل.
ترى ما الذي يجعل كل الأنظمة التعليمية في العالم تعتمد معايير للقياس وتصدر تقارير سنوية تناقش في البرلمانات ودواوين الحكومات وعلى مستوى الرأي العام ونحن نقدم رجلا ونؤخر رجلين في هذا الجانب!!
المسألة لا تحتاج إلى هذه الأنظمة واللوائح والدراسات والاجتماعات المكثفة لدى هيئة تقويم التعليم الوطنية الموقرة، فالبنك الدولي ومعه بقية دول العالم تعتمد الاختبارات الدولية (الجاهزة) للطلاب والتي هي من قبيل Pisa، وtimss، وpirls، وهي اختبارات عالمية معروفة، جاهزة ومطبقة ولا وجود لها عندنا، وبالتالي عندما تقوم مؤسساتنا التعليمية بتطبيقها أو السماح بتطبيقها من قبل مؤسسات اعتماد متخصصة محلية كانت أو خارجية وإعلان نتائجها، فاعلم أن حقبة تطوير التعليم الحقيقي قد بدأت بالفعل!!
Alholyan@hotmail.com