gbadkook@
من حسن الطالع أن يتزامن موعد نشر مقالي الأسبوعي، مع بداية شهر رمضان الكريم اليوم، إذ يهل علينا الشهر الفضيل هذا العام وبلادنا أفضل حالاً عما كانت عليه قبل عام من الآن؛ إن بالنسبة للتقدم الملموس الذي تم إحرازه على توجّه إصلاح وتنويع اقتصادنا، أو لتوالي المؤشرات الإيجابية على تحسن الوضع المالي للدولة، إلا أن أفضل الإنجازات السعودية التي تم إحرازها خلال العام -برأيي- هو النجاح المدوّي الذي حققته الديبلوماسية السعودية الأسبوع الماضي بعقدها القمم الثلاث، وما أسفرت عنه تجاه استعادة وتعزيز أهم تحالف إستراتيجي للمملكة، وتأكيد مكانتها الفاعلة إقليمياً ودولياً، فضلا عن ترسيخ دورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي.
تجارة رابحة مع الله:
وبالعودة للأجواء الروحانية للشهر الفضيل وما يتميّز به من خصوصية دينية واجتماعية، فسوف أتناول اليوم بعض أعمال الخير والأنشطة الرمضانية الطابع؛ ولكن من منظور قد يختلف بعض الشيء عمّا ألفناه أو اعتدنا عليه، وذلك أملاً في مضاعفة أجور تجارتنا الرابحة مع الله في هذا الشهر الفضيل؛ إذ لا يعلم المرء منّا ما إذا كان سيشهده في العام القادم؛ لأن أعمارنا بيد الله عز وجل، ومن تلك الأعمال ما يلي:
1. إفطار صائم: على الرغم من أنه لا يشترط فيه أن يكون الصائم الذي نُفطره فقيراً، فقد يكون من الأفضل أن نتحرّى عن الأسر المحتاجة والمتعفِّفة عن السؤال؛ سواء من الفقراء أو أصحاب الدخل المنخفض، وأن نسعى لتقديم وجبات الإفطار الجاهز إليهم، في حين أن تزويد أكثرهم حاجة بالمواد الغذائية التي يُصنع منها طعام الإفطار هو خيار أفضل برأيي؛ من شأنه مضاعفة أجر هذا العمل الخيري الذي حثّنا عليه نبينا الكريم.
2. زكاة الشهرة: بعد زيادة أعداد المشاهير بمجتمعنا في مختلف المجالات، خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة لتأثير وسائل التواصل، فإنني أود التذكير بأهمية ما يمكن أن أُطلق عليه (زكاة الشهرة)، إذ أعتقد أن الشهرة (الحسنة) هي (رزق) يستوجب الحمد، ولأن بعض المشاهير لا يؤدون حقّه، لذا فإن قيامهم ببعض الأعمال الخيرية في رمضان هو بمثابة شكر للنعمة، ومن ذلك زيارتهم لدور الأيتام، ومبادرتهم لتعزيز بعض القيم السامية في المجتمع وبين محبيهم.
3. صلة الرحم: هي بالتأكيد من أفضل أعمال البر، ولكن يُلاحظ حرص الكثيرين منا في رمضان على قصر زيارتهم على الأقربين من الأرحام كالوالدين والإخوة والأخوات، في حين قد تمر أشهر أو سنوات بدون زيارة الأقرباء من الدرجة الثانية وما يليها، لذلك فرمضان فرصة عظيمة لوصل أرحامنا الذين انقطعنا عنهم؛ كالأعمام والعمّات والخيلان والخالات؛ ومن في حكمهم، إضافة لأصدقاء الوالدين المتوفين؛ خصوصا إن كانوا من رقيقي الحال.
4. أداء النوافل: ولا شك فإن شهر رمضان هو من أنسب الأوقات لتعويد النفوس على أداء النوافل لغير الحريصين على أدائها؛ في خضم الرِّتم المتسارع لحياتنا العملية ومسؤولياتنا الاجتماعية، ومن تلك النوافل وأكثرها أجراً السنن الرواتب، وهي اثنتا عشرة ركعة في اليوم والليلة، ركعتان قبل الفجر وأربع قبل الظهر واثنتان بعدها، واثنتان بعد كل من المغرب والعشاء، إضافة لصلاة الضحى وأقلها ركعتان، وصلاة الوتر وأقلها ركعة واحدة.
5. مفهوم الصدقة: رغم أن الشارع عز وجل لم يُحدّد مقداراً معلوماً للصدقات؛ خلافاً للزكاة، فإن البعض قد تمر عليه أشهر دون أن يتصدق ولو ببضعة ريالات، إما غفلةً أو اعتقاداً بأن الصدقة ينبغي أن تكون بمبالغ كبيرة أو أنها حكرٌ على المال فقط، في حين يعتقد آخرون أن انخفاض دخلهم، هو مبرر لعدم التصدُّق؛ رغم أن الله قد امتدح صدقة المُقِل بقوله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، لذلك أذكّر نفسي والآخرين في هذا الشهر الفضيل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد، فبكلمة طيبة).
6. ضبط النفس: أعتقد جازماً بأنه ليس هناك أفضل من الجو الروحاني لشهر رمضان من أجل التوبة من المعاصي، وترك الجدال وكف الأذى عن الناس، مع استثمار الشهر الكريم لتصحيح السلوكيات والعادات السيئة؛ كالتهوُّر والعصبية، والتسرُّع في الحكم على الغير، والعنصرية والحسد، كما أن الصيام فرصة عظيمة لتعويد النفوس على تعزيز صلتنا بالله عز وجل من خلال المداومة على ذكره، وقراءة ولو جزءا يسيرا من القرآن الكريمة يوميا.
رجاء لأئمة المساجد:
ختاماً، أتوجه برجاء لأئمة مساجدنا الأفاضل بأن يحرصوا ابتداءً من الليلة على قصر أصوات مكبرات الصوت على داخل مساجدهم؛ خصوصا خلال صلاتي التراويح والقيام، باستثناء الجوامع الكبيرة فقط، وهو التوجيه الذي تصدره سنوياً وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وقامت بتعميمه مجدداً قبل أسبوعين، وللأسف فإن التزام معظم الأئمة به كان محدوداً أو معدوماً، طوال السنوات الماضية، اعتقاداً منهم بأنهم يحسنون صنعاً، في حين أن ارتفاع أصوات المكبرات يؤدي لتداخل القراءات، الأمر الذي يشتّت انتباه المصلين في بيوتهم ممن لا تمكنهم ظروفهم من الصلاة في المساجد لمرض أو لكبر سن.
gbadkook@yahoo.com
من حسن الطالع أن يتزامن موعد نشر مقالي الأسبوعي، مع بداية شهر رمضان الكريم اليوم، إذ يهل علينا الشهر الفضيل هذا العام وبلادنا أفضل حالاً عما كانت عليه قبل عام من الآن؛ إن بالنسبة للتقدم الملموس الذي تم إحرازه على توجّه إصلاح وتنويع اقتصادنا، أو لتوالي المؤشرات الإيجابية على تحسن الوضع المالي للدولة، إلا أن أفضل الإنجازات السعودية التي تم إحرازها خلال العام -برأيي- هو النجاح المدوّي الذي حققته الديبلوماسية السعودية الأسبوع الماضي بعقدها القمم الثلاث، وما أسفرت عنه تجاه استعادة وتعزيز أهم تحالف إستراتيجي للمملكة، وتأكيد مكانتها الفاعلة إقليمياً ودولياً، فضلا عن ترسيخ دورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي.
تجارة رابحة مع الله:
وبالعودة للأجواء الروحانية للشهر الفضيل وما يتميّز به من خصوصية دينية واجتماعية، فسوف أتناول اليوم بعض أعمال الخير والأنشطة الرمضانية الطابع؛ ولكن من منظور قد يختلف بعض الشيء عمّا ألفناه أو اعتدنا عليه، وذلك أملاً في مضاعفة أجور تجارتنا الرابحة مع الله في هذا الشهر الفضيل؛ إذ لا يعلم المرء منّا ما إذا كان سيشهده في العام القادم؛ لأن أعمارنا بيد الله عز وجل، ومن تلك الأعمال ما يلي:
1. إفطار صائم: على الرغم من أنه لا يشترط فيه أن يكون الصائم الذي نُفطره فقيراً، فقد يكون من الأفضل أن نتحرّى عن الأسر المحتاجة والمتعفِّفة عن السؤال؛ سواء من الفقراء أو أصحاب الدخل المنخفض، وأن نسعى لتقديم وجبات الإفطار الجاهز إليهم، في حين أن تزويد أكثرهم حاجة بالمواد الغذائية التي يُصنع منها طعام الإفطار هو خيار أفضل برأيي؛ من شأنه مضاعفة أجر هذا العمل الخيري الذي حثّنا عليه نبينا الكريم.
2. زكاة الشهرة: بعد زيادة أعداد المشاهير بمجتمعنا في مختلف المجالات، خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة لتأثير وسائل التواصل، فإنني أود التذكير بأهمية ما يمكن أن أُطلق عليه (زكاة الشهرة)، إذ أعتقد أن الشهرة (الحسنة) هي (رزق) يستوجب الحمد، ولأن بعض المشاهير لا يؤدون حقّه، لذا فإن قيامهم ببعض الأعمال الخيرية في رمضان هو بمثابة شكر للنعمة، ومن ذلك زيارتهم لدور الأيتام، ومبادرتهم لتعزيز بعض القيم السامية في المجتمع وبين محبيهم.
3. صلة الرحم: هي بالتأكيد من أفضل أعمال البر، ولكن يُلاحظ حرص الكثيرين منا في رمضان على قصر زيارتهم على الأقربين من الأرحام كالوالدين والإخوة والأخوات، في حين قد تمر أشهر أو سنوات بدون زيارة الأقرباء من الدرجة الثانية وما يليها، لذلك فرمضان فرصة عظيمة لوصل أرحامنا الذين انقطعنا عنهم؛ كالأعمام والعمّات والخيلان والخالات؛ ومن في حكمهم، إضافة لأصدقاء الوالدين المتوفين؛ خصوصا إن كانوا من رقيقي الحال.
4. أداء النوافل: ولا شك فإن شهر رمضان هو من أنسب الأوقات لتعويد النفوس على أداء النوافل لغير الحريصين على أدائها؛ في خضم الرِّتم المتسارع لحياتنا العملية ومسؤولياتنا الاجتماعية، ومن تلك النوافل وأكثرها أجراً السنن الرواتب، وهي اثنتا عشرة ركعة في اليوم والليلة، ركعتان قبل الفجر وأربع قبل الظهر واثنتان بعدها، واثنتان بعد كل من المغرب والعشاء، إضافة لصلاة الضحى وأقلها ركعتان، وصلاة الوتر وأقلها ركعة واحدة.
5. مفهوم الصدقة: رغم أن الشارع عز وجل لم يُحدّد مقداراً معلوماً للصدقات؛ خلافاً للزكاة، فإن البعض قد تمر عليه أشهر دون أن يتصدق ولو ببضعة ريالات، إما غفلةً أو اعتقاداً بأن الصدقة ينبغي أن تكون بمبالغ كبيرة أو أنها حكرٌ على المال فقط، في حين يعتقد آخرون أن انخفاض دخلهم، هو مبرر لعدم التصدُّق؛ رغم أن الله قد امتدح صدقة المُقِل بقوله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، لذلك أذكّر نفسي والآخرين في هذا الشهر الفضيل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد، فبكلمة طيبة).
6. ضبط النفس: أعتقد جازماً بأنه ليس هناك أفضل من الجو الروحاني لشهر رمضان من أجل التوبة من المعاصي، وترك الجدال وكف الأذى عن الناس، مع استثمار الشهر الكريم لتصحيح السلوكيات والعادات السيئة؛ كالتهوُّر والعصبية، والتسرُّع في الحكم على الغير، والعنصرية والحسد، كما أن الصيام فرصة عظيمة لتعويد النفوس على تعزيز صلتنا بالله عز وجل من خلال المداومة على ذكره، وقراءة ولو جزءا يسيرا من القرآن الكريمة يوميا.
رجاء لأئمة المساجد:
ختاماً، أتوجه برجاء لأئمة مساجدنا الأفاضل بأن يحرصوا ابتداءً من الليلة على قصر أصوات مكبرات الصوت على داخل مساجدهم؛ خصوصا خلال صلاتي التراويح والقيام، باستثناء الجوامع الكبيرة فقط، وهو التوجيه الذي تصدره سنوياً وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وقامت بتعميمه مجدداً قبل أسبوعين، وللأسف فإن التزام معظم الأئمة به كان محدوداً أو معدوماً، طوال السنوات الماضية، اعتقاداً منهم بأنهم يحسنون صنعاً، في حين أن ارتفاع أصوات المكبرات يؤدي لتداخل القراءات، الأمر الذي يشتّت انتباه المصلين في بيوتهم ممن لا تمكنهم ظروفهم من الصلاة في المساجد لمرض أو لكبر سن.
gbadkook@yahoo.com