ويواصل المراسل الصحفي العربي الوهمي «استنطاق» الغرب المتنفذ، ليحصل منه على إجابات حقيقية وصادقة لأسئلته، ومنها: سؤاله عن حقيقة دعم هذا الغرب المطلق للكيان الصهيوني الذي تم زرعه في قلب العالم العربي، ليسهم، حتى الآن، في زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية، ويشغلها بالصراعات، ويعيق تقدمها، وازدهارها... أو - على الأقل - يسهم في إعاقة تقدمها وازدهارها، وتكريس تخلفها. كما يساعد على الهيمنة عليها. لهذا التأييد المشؤوم عدة أبعاد، يمكن تبين بعضها من إجابة هذا الغرب الصريحة على سؤال المراسل: لماذا يتسابق الغرب المتنفذ على تأييد ودعم إسرائيل، رغم جرائمها المعروفة، وخرقها المتواصل للقرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية؟!
* قال الغرب المتنفذ: إن من أهم أسباب دعمنا لإقامة الكيان الصهيوني بالمنطقة، هي الاستجابة لضغوط الحركة الصهيونية العالمية، ورغبتنا في أن يكون لليهود وطن يذهبون إليه، بدل التواجد في بلادنا. ولكن، أهم الأسباب التي دفعتنا لدعم إسرائيل هي: رغبتنا في إيجاد قاعدة متقدمة لنا في قلب العالم العربي... نستغلها دائما - بطريق مباشر وغير مباشر - لتحقيق أهدافنا ومد نفوذنا بالمنطقة والعالم. وما زلنا نشيد ببعد نظر قادتنا السابقين، وتصميمهم على إنشاء إسرائيل... لتقوم بهذا الدور الذي رسم بدهاء ملحوظ...؟!
***
* المراسل الصحفي: هل تذكرون لنا «أمثلة» على الدور الذي تقوم به إسرائيل لخدمة مصالحكم، والمساهمة في تحقيق أهدافكم الإقليمية والعالمية ؟!
* الغرب المتنفذ: سنذكر لك مثالا واحدا فقط على «فائدة» وجود إسرائيل قوية في قلب المنطقة العربية، بالنسبة لنا. وهي فائدة جيوسياسية بالغة الأهمية لسياساتنا نحو منطقتكم ؟!
أوجدنا إسرائيل لتكون رأس حربة في عملية محاربة الإسلام المتطرف والقومية العربية. ونحن مضطرون لتبرير جرائم إسرائيل، وعربدتها بالمنطقة، والادعاء بأنها «ممارسة لحق إسرائيل الدفاع عن نفسها»...؟! وكم نحرج عندما يرد علينا أحد بالتساؤل: كيف يكون اغتصاب الأرض، وتشريد وقتل شعب، والاعتداء، من حين لآخر، على من حولها، إنما هو «دفاع عن النفس»، وكيف أن مقاومة هذا العدوان، وما يتعلق به، يعتبر «إرهابا»... يجب أن تجيش الجيوش، وتوقف الإمكانات، لمحاربته...؟!
وهاك مثالا على الدور الذي يمكن أن تلعبه إسرائيل لصالح إستراتيجيتنا: منذ الأزل، كانت القارتان آسيا وأفريقيا مرتبطتين ومتصلتين جغرافيا، عبر فلسطين، وشبه جزيرة سيناء. إقامة إسرائيل في سنة 1948 أدى - قصدا - إلى قطع معظم التواصل البري بين هاتين القارتين. وقد دعينا إلى أنه يجب أن تعمل إسرائيل دائما على تمزيق الأمة العربية، وبث الفرقة بين عناصرها، والحيلولة دون تواصل هذه العناصر واتحادها. ومن ذلك أن تعمل كـ«سد» و«حاجز»... يعرقل التواصل بين الضفة العربية المشرقية والضفة العربية الغربية. وقد أصبح هذا الهدف أحد أهم عناصر ومكونات الإستراتيجية الغربية - الإسرائيلية تجاه العرب.
***
ويبدو أن العرب يرغبون في كسر هذا الحاجز الإستراتيجي، عبر إقامة جسر يوصل بين المملكة ومصر، ويربط بين الضفتين العربيتين. وهي رغبة نبيلة... تنم عن حس قومي عربي محمود. لو لم تكن هناك إسرائيل، لما كانت هناك حاجة إلى جسر كهذا. ولو وجدت إسرائيل مسالمة، وقابلة للسلام العادل، لما كانت هناك حاجة أيضا لإقامة مشروع ضخم كهذا، يكلف المليارات.
ورغم ذلك، تظل إقامة هذا الجسر العملاق عملا خيرا، وتحد لإسرائيل التي لا تقبل (طوعا) أي وسيلة لكسر الحاجز المشار إليه. وفي الواقع، فإن متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية صرح بعد إبرام الاتفاق السعودي - المصري مباشرة لبناء هذا الجسر قائلا: «إن هذا الجسر يهدد أمن إسرائيل»...؟! ولا يمكن لإسرائيل قبول هذا التهديد، على حد زعمه...؟!
*ومضى الغرب المتنفذ قائلا: إن إسرائيل قد تقبل مرحليا بالجسر، ولكنها قد تضعه فيما بعد تحت رحمة إرهابها وتسلطها. فإسرائيل تتربص بكل منشآت الأمة العربية الحيوية الكبرى. ومنها هذا الجسر الذي سيكون مستهدفا كغيره من هذه المنشآت.
* المراسل الصحفي: أصبحت إسرائيل تمتلك ترسانة نووية ضاربة، وجيشا من أقوى الجيوش في العالم. وأنتم تتغاضون عن سلاحها النووي، وتباركون سياساتها الحربية العدوانية. ألا تخشون أن تنقلب إسرائيل عليكم، بعد أن اشتد عودها بشكل ملفت؟!
* الغرب المتنفذ: نعلم أن لدى إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي، موجهة الآن ضدكم. وكما تعرفون، فإن حظر انتشار السلاح النووي يعتبر من أولويات سياساتنا الخارجية. وكم نعاني من حرج دولي مؤلم، نتيجة تغاضينا (المتعمد) عن السلاح النووي الإسرائيلي. ولكن، مهما فعل الصهاينة، فإنهم يظلون قلة تسهل السيطرة عليها. هم ليسوا أمة ممتدة مثلكم. ومهما بلغت قوتهم العسكرية الضاربة، يظلون في أمس الحاجة لرعايتنا وحمايتنا، ليبقى كيانهم... لأن ما يفعلونه، على الساحتين الإقليمية والعالمية، أمر بشع وغير مسبوق في العلاقات الدولية الحديثة.
* قال الغرب المتنفذ: إن من أهم أسباب دعمنا لإقامة الكيان الصهيوني بالمنطقة، هي الاستجابة لضغوط الحركة الصهيونية العالمية، ورغبتنا في أن يكون لليهود وطن يذهبون إليه، بدل التواجد في بلادنا. ولكن، أهم الأسباب التي دفعتنا لدعم إسرائيل هي: رغبتنا في إيجاد قاعدة متقدمة لنا في قلب العالم العربي... نستغلها دائما - بطريق مباشر وغير مباشر - لتحقيق أهدافنا ومد نفوذنا بالمنطقة والعالم. وما زلنا نشيد ببعد نظر قادتنا السابقين، وتصميمهم على إنشاء إسرائيل... لتقوم بهذا الدور الذي رسم بدهاء ملحوظ...؟!
***
* المراسل الصحفي: هل تذكرون لنا «أمثلة» على الدور الذي تقوم به إسرائيل لخدمة مصالحكم، والمساهمة في تحقيق أهدافكم الإقليمية والعالمية ؟!
* الغرب المتنفذ: سنذكر لك مثالا واحدا فقط على «فائدة» وجود إسرائيل قوية في قلب المنطقة العربية، بالنسبة لنا. وهي فائدة جيوسياسية بالغة الأهمية لسياساتنا نحو منطقتكم ؟!
أوجدنا إسرائيل لتكون رأس حربة في عملية محاربة الإسلام المتطرف والقومية العربية. ونحن مضطرون لتبرير جرائم إسرائيل، وعربدتها بالمنطقة، والادعاء بأنها «ممارسة لحق إسرائيل الدفاع عن نفسها»...؟! وكم نحرج عندما يرد علينا أحد بالتساؤل: كيف يكون اغتصاب الأرض، وتشريد وقتل شعب، والاعتداء، من حين لآخر، على من حولها، إنما هو «دفاع عن النفس»، وكيف أن مقاومة هذا العدوان، وما يتعلق به، يعتبر «إرهابا»... يجب أن تجيش الجيوش، وتوقف الإمكانات، لمحاربته...؟!
وهاك مثالا على الدور الذي يمكن أن تلعبه إسرائيل لصالح إستراتيجيتنا: منذ الأزل، كانت القارتان آسيا وأفريقيا مرتبطتين ومتصلتين جغرافيا، عبر فلسطين، وشبه جزيرة سيناء. إقامة إسرائيل في سنة 1948 أدى - قصدا - إلى قطع معظم التواصل البري بين هاتين القارتين. وقد دعينا إلى أنه يجب أن تعمل إسرائيل دائما على تمزيق الأمة العربية، وبث الفرقة بين عناصرها، والحيلولة دون تواصل هذه العناصر واتحادها. ومن ذلك أن تعمل كـ«سد» و«حاجز»... يعرقل التواصل بين الضفة العربية المشرقية والضفة العربية الغربية. وقد أصبح هذا الهدف أحد أهم عناصر ومكونات الإستراتيجية الغربية - الإسرائيلية تجاه العرب.
***
ويبدو أن العرب يرغبون في كسر هذا الحاجز الإستراتيجي، عبر إقامة جسر يوصل بين المملكة ومصر، ويربط بين الضفتين العربيتين. وهي رغبة نبيلة... تنم عن حس قومي عربي محمود. لو لم تكن هناك إسرائيل، لما كانت هناك حاجة إلى جسر كهذا. ولو وجدت إسرائيل مسالمة، وقابلة للسلام العادل، لما كانت هناك حاجة أيضا لإقامة مشروع ضخم كهذا، يكلف المليارات.
ورغم ذلك، تظل إقامة هذا الجسر العملاق عملا خيرا، وتحد لإسرائيل التي لا تقبل (طوعا) أي وسيلة لكسر الحاجز المشار إليه. وفي الواقع، فإن متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية صرح بعد إبرام الاتفاق السعودي - المصري مباشرة لبناء هذا الجسر قائلا: «إن هذا الجسر يهدد أمن إسرائيل»...؟! ولا يمكن لإسرائيل قبول هذا التهديد، على حد زعمه...؟!
*ومضى الغرب المتنفذ قائلا: إن إسرائيل قد تقبل مرحليا بالجسر، ولكنها قد تضعه فيما بعد تحت رحمة إرهابها وتسلطها. فإسرائيل تتربص بكل منشآت الأمة العربية الحيوية الكبرى. ومنها هذا الجسر الذي سيكون مستهدفا كغيره من هذه المنشآت.
* المراسل الصحفي: أصبحت إسرائيل تمتلك ترسانة نووية ضاربة، وجيشا من أقوى الجيوش في العالم. وأنتم تتغاضون عن سلاحها النووي، وتباركون سياساتها الحربية العدوانية. ألا تخشون أن تنقلب إسرائيل عليكم، بعد أن اشتد عودها بشكل ملفت؟!
* الغرب المتنفذ: نعلم أن لدى إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي، موجهة الآن ضدكم. وكما تعرفون، فإن حظر انتشار السلاح النووي يعتبر من أولويات سياساتنا الخارجية. وكم نعاني من حرج دولي مؤلم، نتيجة تغاضينا (المتعمد) عن السلاح النووي الإسرائيلي. ولكن، مهما فعل الصهاينة، فإنهم يظلون قلة تسهل السيطرة عليها. هم ليسوا أمة ممتدة مثلكم. ومهما بلغت قوتهم العسكرية الضاربة، يظلون في أمس الحاجة لرعايتنا وحمايتنا، ليبقى كيانهم... لأن ما يفعلونه، على الساحتين الإقليمية والعالمية، أمر بشع وغير مسبوق في العلاقات الدولية الحديثة.