-A +A
حمود أبو طالب
بالصدفة وقعت في يدي قبل يومين مجلة «المكافحة» التي تصدرها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بشكل ربع سنوي، وهي المرة الأولى التي أشاهد وأقرأ هذه المطبوعة التي وجدتها ثرية بالمعلومات المهمة المتنوعة عن هذا الوباء المدمر والتوعية بخطره ووسائل مكافحته، يشترك في كتابتها عدد من المتخصصين في كل جانب بأسلوب علمي كثير الفائدة. ومع علمي بجهود إدارة مكافحة المخدرات ومشروعها الوطني «نبراس» وتقديرنا لهذا المشروع الذي يحاول باجتهاد واخلاص إنقاذ المتورطين في جحيم المخدرات ومساعدة أسرهم للتعامل الصحيح معهم بتقديم المشورة بطريقة تحافظ على الخصوصية، إلا أنني أعتقد أن هذه المشكلة الخطيرة تحتاج الى ما هو أكثر بكثير من جهود إدارة واحدة مهما بلغت.

لقد اعتدت عدم الميل إلى نظرية المؤامرة بشكل تلقائي ومجاني، لكني وجدت عند ربط بعض الظواهر ببعضها وتمحورها حول هدف واحد أن استهداف المملكة بمحاولات إغراقها بالمخدرات بكثافة تفوق أي بلد آخر هو عمل ممنهج ومنظم كإحدى وسائل تدمير المجتمع وشل قدرات شبابه وتحويلهم إلى كائنات مهشمة تعيش في الهامش بلا إنتاجية، أو شخصيات عدوانية تسلك طريق الجريمة. تصوروا أنه من عام ١٤٣٤هـ إلى ١٤٣٧هـ، أي خلال ٤ سنوات فقط تم ضبط ٢٦٧ مليون قرص كبتاجون و١١٤ طنا من مخدر الحشيش بحسب ما نشرته المجلة. فأي كارثة يمكن أن تحل بوطننا لو لم تكن أجهزة الضبط متيقظة، مع أننا نعاني من تسريب كميات كبيرة رغم كل جهود المبذولة من الأجهزة المعنية.


إن مشروع نبراس لا يجب أن يكون مشروع إدارة واحدة فقط، ولا مشروعا حكوميا فحسب، وإنما مشروعا وطنيا شاملا تشترك فيه كل الأجهزة وكل المواطنين وفق استراتيجية محكمة وفعالة ومستمرة، ليكون الشعار: كلنا نبراس.