-A +A
خالد السليمان
ما الذي تريده السعودية من حكومات الدول الأخرى؟! في الحقيقة: لا شيء، السؤال الأصح هو: ما الذي «لا» تريده السعودية من الدول الأخرى؟!

أنا أقول لكم: السعودية لا تطلب شيئا من أحد، فعبر التاريخ كانت هي دائما الطرف الذي يعطي بلا مقابل ولا منة، ويحسن بلا حساب، ويتسامح بلا عقاب، لكنها في المقابل تريد من الآخرين أن يكفوا أذاهم عنها، فلا يتدخلوا في شؤونها، ولا يضروا بمصالحها، ولا يتخاذلوا مع أعدائها، ولا يتآمروا على أمنها واستقرارها!


هل هذا كثير؟! لا ليس كثيرا، بل هو حق أصيل ينسجم مع جميع مبادئ العلاقات الدولية والسلام العالمي، وقبل هذا وذاك المبادئ الأخلاقية في العلاقات الإنسانية!

هل قرأتم يوما أن السعودية تآمرت على أحد، أو تدخلت في شأن أحد، أو أضرت بمصالح أحد، أو تآمرت على أمن واستقرار أحد؟! على العكس كانت السعودية دائما عنصر السلام والعطاء في كل محفل وشبكة الأمان لجميع جيرانها وأصدقائها، وحتى أعدائها الذين غرسوا خناجر الغدر في ظهرها أو جهروا بمعاداتها، أو اصطفوا مع أعدائها، استقبلتهم بابتسامة المتسامح وصدر المتصالح، في الوقت الذي لم تبرأ فيه بعض جراح خناجر غدرهم ورماح طعنهم!

باختصار، المسألة ليست ماذا نريد منكم، بل ما لا نريد منكم!