ما الفرق بين السذاجة والطيبة وهل كل ساذج طيب القلب؟ ثمة خيط رفيع بين الطيبة والسذاجة، فالأولى تعني نقاء النية وصفاء السجية والعفوية والتلقائية، أما السذاجة، فتشير إلى الغباء والوقوع صيدا سهلا للخداع والمكر والكيد.
والصراع بين الخير والشر والفضيلة والرذيلة صراع أزلي لا نهاية له حتى يوم القيامة، وإذا كان هناك نوع من البشر طيبين بالفطرة فإن هناك نوعا آخر من البشر غلبت عليهم نزعة الشر وتملكتهم، حتى بدأوا يسخرون من الطيبة ويصفونها بالغباء والعجز والضعف والمهانة.
وما بين الطيبة والسذاجة هناك الكثير من التأملات والحكايات والخبرات والأفكار كل يرى فيها تجربته وخبرته وخيبته وتفاؤله وتشاؤمه وتظل الحياة هي الحياة بتناقضها وازدواجيتها وغرابتها، من المؤلم أن يكون المرء غبيا لكن الأكثر إيلاما أن يتغابى عليك الآخرون وأيضا إنه من الصعب جدا على المرء أن يسير بمحاذاة النهر ممسكا بيد حنونة وحميمة ليجد نفسه فجأة في النهر ويكتشف أن اليد التي احتضنت دفء كفه منذ برهة هي ذاتها اليد التي دفعته بلا رحمة في النهر. إن طيبة العرب تحولت في يد الآخرين إلى جواز مرور لنكون ضحية للغدر والمكر فنشعر كم كانت طيبتنا سذاجة وبراءتنا غباء، ولعل أجمل ما يمكن أن نوضح بها رحلة الحديث هنا عن الطيبة والسذاجة، ما حكته الأساطير الهندية عن قصة الثعبان والتي تبرز أهمية التوازن وعدم التفريط في الطيبة والتسامح حتى لا يعتبرها الآخرون ضعفا ومهانة، وتحكي هذه القصة عن الثعبان الذي استيقظ ضميره فجأة وأراد أن يكفّر ويكف عن إيذاء الآخرين، فسعى إلى راهب هندي يستفتيه في أمره فنصحه الراهب بأن ينتحي من الأرض مكانا معزولا وأن يكتفي بالنزر اليسير من القوت تكفيرا عن جرائمه ففعل ذلك لكنه لم يسترح لأن مجموعة من الصبيان جاءوا إليه فقذفوه بالأحجار فلم يرد عليهم فشجعهم ذلك على أن يذهبوا إليه في كل يوم ويقذفوه بالأحجار حتى كادوا يقتلوه. فعاد الثعبان مرة أخرى إلى الراهب يسأله فقال الراهب: انفث في الهواء نفثة كل أسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ذلك. فعمل الثعبان بنصيحة الراهب فابتعد الصبية عنه واستراح، وكلنا يا صديقي مثل ذلك الثعبان في حيرته وألمه وندمه وحزنه وشجنه. تمضي حياتنا بين الطيبة والسذاجة وفي الحيرة بين الخير والشر.
وكلنا يا صديقي يجب أن نتعلم كيف ينفث أحيانا في وجه ذوي القلوب المريضة والنفوس الدنيئة ليعلموا أن طيبتنا ووداعتنا ليستا ضعفا أو سذاجة وإنما هي مبدأ أخلاقي وإنساني وترفع عن الأذى وخوفا من عقاب الله وطمعا في رحمته وثوابه، السذاجة ذلك الإنسان ذو القلب الطيب يسامح حتى وإن هضمت حقوقه حتى وإن ظلم فإنه يرى أن التسامح أفضل من العقاب والخصام والمنازعة خاصة إذا اعتذر له فهل يعتبر غبيا؟ في نظر البعض الإنسان الساذج غبي لا يعقل ولا يفهم لدرجة أنه لا يفهم إساءة الآخرين له ولا يقدرها فلا يستطيع الرد عليها ولعدم فهمه لها فإنه يتسامح ويعفو ويغفر عن صاحبها. هناك شعرة بسيطة وخيط رفيع بين الطيبة والغباء والسذاجة ولكن نحن من نحددها ونحن من نضع معاني مفرداتها. قال مارك توين: الأغنياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء ليسوا أكثر سذاجة من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء. وأختتم بحكمة المهندس محمد عبداللطيف جميل قال: من الغباء معاملة الأغبياء بذكاء.
للتواصل: فاكس 0126721108
والصراع بين الخير والشر والفضيلة والرذيلة صراع أزلي لا نهاية له حتى يوم القيامة، وإذا كان هناك نوع من البشر طيبين بالفطرة فإن هناك نوعا آخر من البشر غلبت عليهم نزعة الشر وتملكتهم، حتى بدأوا يسخرون من الطيبة ويصفونها بالغباء والعجز والضعف والمهانة.
وما بين الطيبة والسذاجة هناك الكثير من التأملات والحكايات والخبرات والأفكار كل يرى فيها تجربته وخبرته وخيبته وتفاؤله وتشاؤمه وتظل الحياة هي الحياة بتناقضها وازدواجيتها وغرابتها، من المؤلم أن يكون المرء غبيا لكن الأكثر إيلاما أن يتغابى عليك الآخرون وأيضا إنه من الصعب جدا على المرء أن يسير بمحاذاة النهر ممسكا بيد حنونة وحميمة ليجد نفسه فجأة في النهر ويكتشف أن اليد التي احتضنت دفء كفه منذ برهة هي ذاتها اليد التي دفعته بلا رحمة في النهر. إن طيبة العرب تحولت في يد الآخرين إلى جواز مرور لنكون ضحية للغدر والمكر فنشعر كم كانت طيبتنا سذاجة وبراءتنا غباء، ولعل أجمل ما يمكن أن نوضح بها رحلة الحديث هنا عن الطيبة والسذاجة، ما حكته الأساطير الهندية عن قصة الثعبان والتي تبرز أهمية التوازن وعدم التفريط في الطيبة والتسامح حتى لا يعتبرها الآخرون ضعفا ومهانة، وتحكي هذه القصة عن الثعبان الذي استيقظ ضميره فجأة وأراد أن يكفّر ويكف عن إيذاء الآخرين، فسعى إلى راهب هندي يستفتيه في أمره فنصحه الراهب بأن ينتحي من الأرض مكانا معزولا وأن يكتفي بالنزر اليسير من القوت تكفيرا عن جرائمه ففعل ذلك لكنه لم يسترح لأن مجموعة من الصبيان جاءوا إليه فقذفوه بالأحجار فلم يرد عليهم فشجعهم ذلك على أن يذهبوا إليه في كل يوم ويقذفوه بالأحجار حتى كادوا يقتلوه. فعاد الثعبان مرة أخرى إلى الراهب يسأله فقال الراهب: انفث في الهواء نفثة كل أسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ذلك. فعمل الثعبان بنصيحة الراهب فابتعد الصبية عنه واستراح، وكلنا يا صديقي مثل ذلك الثعبان في حيرته وألمه وندمه وحزنه وشجنه. تمضي حياتنا بين الطيبة والسذاجة وفي الحيرة بين الخير والشر.
وكلنا يا صديقي يجب أن نتعلم كيف ينفث أحيانا في وجه ذوي القلوب المريضة والنفوس الدنيئة ليعلموا أن طيبتنا ووداعتنا ليستا ضعفا أو سذاجة وإنما هي مبدأ أخلاقي وإنساني وترفع عن الأذى وخوفا من عقاب الله وطمعا في رحمته وثوابه، السذاجة ذلك الإنسان ذو القلب الطيب يسامح حتى وإن هضمت حقوقه حتى وإن ظلم فإنه يرى أن التسامح أفضل من العقاب والخصام والمنازعة خاصة إذا اعتذر له فهل يعتبر غبيا؟ في نظر البعض الإنسان الساذج غبي لا يعقل ولا يفهم لدرجة أنه لا يفهم إساءة الآخرين له ولا يقدرها فلا يستطيع الرد عليها ولعدم فهمه لها فإنه يتسامح ويعفو ويغفر عن صاحبها. هناك شعرة بسيطة وخيط رفيع بين الطيبة والغباء والسذاجة ولكن نحن من نحددها ونحن من نضع معاني مفرداتها. قال مارك توين: الأغنياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء ليسوا أكثر سذاجة من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء. وأختتم بحكمة المهندس محمد عبداللطيف جميل قال: من الغباء معاملة الأغبياء بذكاء.
للتواصل: فاكس 0126721108