تلقيت من إمارة منطقة مكة المكرمة نسخة من كتاب جديد صدر للأمير خالد الفيصل تحت عنوان «إن لم فمن ؟!»
والكتاب الذي جاء أنيقاً وبسيطاً من القطع المتوسط في نحو مائتي صفحة هو عبارة عن مواقف وطرائف مرت في حياة الأمير أو مر بها الأمير، وقد عززها بقصائد جميلة سبق له نشرها في مناسبات مختلفة، وقد اعتبر الأمير ما جاء في كتابه مجرد تأملات وخواطر ليس لها مرجع إلا ذاكرة مٌسن، وقد جاءت هذه التأملات وفق عبارات فنية بعضها كلمة أو كلمتان في السطر وبعضها الآخر في عدة كلمات لا يملأ أي منها السطر فكان الأمير فناناً حتى وهو يرتب خواطره وتأملاته الرائعة، ولأن المواقف والطرائف في الكتاب تترى وتتزاحم ويأخذ بعضها برقاب بعض فإني سأكتفي بنقل جزء يسير منها ليكون فيه دلالة على بقية الأجزاء المفعمة بالحياة، فعندما كان طالباً جامعياً في السنة الثانية بجامعة إكسفورد ببريطانيا، وخلال وجوده في الرياض لقضاء العطلة الصيفية زاره وزير العمل عبدالرحمن أبا الخيل، وعبدالعزيز الثنيان وكيل الوزارة المساعد للشؤون الاجتماعية وعرضا عليه العمل في الوزارة مديراً عاماً لرعاية الشباب فقال لهما إنه لم يزل في الجامعة فردا عليه بأن الوطن أهم فقال لهما مداعباً ومحذراً: ولكن الملك فيصل لن يقبل، إلا أن الوزير أجابه اترك ذلك لي وبعد أيام حضر الوزير ومعه قرار مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة الملك، الذي يحمل قرار تعيينه في رعاية الشباب وكان ذلك عام 1966 - 1386هـ
كانت أول مهمة رسمية له في الخارج حضور اجتماع للجنة الأولمبية الدولية في طهران وعند وصوله إلى المطار كان في استقباله رجلان أولهما عرف نفسه قائلا: صالح القاضي مدير رعاية الشباب، فنظر الأمير إليه وكاد يقول وماذا أكون إذن؟ والثاني عرفان أوبري مستشار في رعاية الشباب، ثم تحدث الأمير عن أول نجاح له في مهمة رسمية عندما اعترض على قبول إسرائيل في الدورات الأولمبية لأنها دولة عنصرية فعلت أصوات التأييد والتصفيق ولم تقبل إسرائيل، وعندما عاد إلى الرياض وجد مكتباً عليه لوحة تحمل اسم مدير رعاية الشباب، وعلم أنه لصالح القاضي فقال له: ابحث عن مكان مع زملائك ! وكان للمنتخب السعودي موعد زيارة إلى طهران وساءت الأحوال السياسية مع إيران وألغى الشاه زيارته للمملكة بسبب موقفها الثابت مع البحرين، وكان الملك فيصل في منطقة مكة المكرمة فجاءه الأمير من الرياض ليتلقى توجيهاته بشأن زيارة المنتخب فوجده في الحرم الشريف فرآه الملك ولم يكلمه ! وسار خلفه حتى اقترب منه وهو خارج من الحرم وأخبره بالوضع وسأله إن كان يرى الاعتذار عن الزيارة فلم يجبه!
وقبل ركوب الملك السيارة اقترب منه الأمير مرة أخرى وقال له أتيت لأسألكم طال عمرك. هل نعتذر فسكت برهة ويده على باب السيارة ثم التفت إلى الأمير وقال: لا تعتذروا وهم سوف يعتذرون وركب ومشت السيارة الملكية، فعاد الأمير إلى الرياض وبعد أسبوع اعتذر الإيرانيون عن استقبال المنتخب السعودي فكان ذلك درساً من الملك الأب للأمير الابن !
وهذا الموقف يوضح أن تعامل الملك الأب البروتوكولي مع الأمير الابن سببه أنه كان تعامل حاكم مع مسؤول إداري فسيطر على ذلك التعامل البرتوكولي الملكي الفيصلي!
والكتاب زاخر بالمواقف والطرائف والعبر وقد خصص المؤلف الأمير ربعه لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.
والكتاب الذي جاء أنيقاً وبسيطاً من القطع المتوسط في نحو مائتي صفحة هو عبارة عن مواقف وطرائف مرت في حياة الأمير أو مر بها الأمير، وقد عززها بقصائد جميلة سبق له نشرها في مناسبات مختلفة، وقد اعتبر الأمير ما جاء في كتابه مجرد تأملات وخواطر ليس لها مرجع إلا ذاكرة مٌسن، وقد جاءت هذه التأملات وفق عبارات فنية بعضها كلمة أو كلمتان في السطر وبعضها الآخر في عدة كلمات لا يملأ أي منها السطر فكان الأمير فناناً حتى وهو يرتب خواطره وتأملاته الرائعة، ولأن المواقف والطرائف في الكتاب تترى وتتزاحم ويأخذ بعضها برقاب بعض فإني سأكتفي بنقل جزء يسير منها ليكون فيه دلالة على بقية الأجزاء المفعمة بالحياة، فعندما كان طالباً جامعياً في السنة الثانية بجامعة إكسفورد ببريطانيا، وخلال وجوده في الرياض لقضاء العطلة الصيفية زاره وزير العمل عبدالرحمن أبا الخيل، وعبدالعزيز الثنيان وكيل الوزارة المساعد للشؤون الاجتماعية وعرضا عليه العمل في الوزارة مديراً عاماً لرعاية الشباب فقال لهما إنه لم يزل في الجامعة فردا عليه بأن الوطن أهم فقال لهما مداعباً ومحذراً: ولكن الملك فيصل لن يقبل، إلا أن الوزير أجابه اترك ذلك لي وبعد أيام حضر الوزير ومعه قرار مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة الملك، الذي يحمل قرار تعيينه في رعاية الشباب وكان ذلك عام 1966 - 1386هـ
كانت أول مهمة رسمية له في الخارج حضور اجتماع للجنة الأولمبية الدولية في طهران وعند وصوله إلى المطار كان في استقباله رجلان أولهما عرف نفسه قائلا: صالح القاضي مدير رعاية الشباب، فنظر الأمير إليه وكاد يقول وماذا أكون إذن؟ والثاني عرفان أوبري مستشار في رعاية الشباب، ثم تحدث الأمير عن أول نجاح له في مهمة رسمية عندما اعترض على قبول إسرائيل في الدورات الأولمبية لأنها دولة عنصرية فعلت أصوات التأييد والتصفيق ولم تقبل إسرائيل، وعندما عاد إلى الرياض وجد مكتباً عليه لوحة تحمل اسم مدير رعاية الشباب، وعلم أنه لصالح القاضي فقال له: ابحث عن مكان مع زملائك ! وكان للمنتخب السعودي موعد زيارة إلى طهران وساءت الأحوال السياسية مع إيران وألغى الشاه زيارته للمملكة بسبب موقفها الثابت مع البحرين، وكان الملك فيصل في منطقة مكة المكرمة فجاءه الأمير من الرياض ليتلقى توجيهاته بشأن زيارة المنتخب فوجده في الحرم الشريف فرآه الملك ولم يكلمه ! وسار خلفه حتى اقترب منه وهو خارج من الحرم وأخبره بالوضع وسأله إن كان يرى الاعتذار عن الزيارة فلم يجبه!
وقبل ركوب الملك السيارة اقترب منه الأمير مرة أخرى وقال له أتيت لأسألكم طال عمرك. هل نعتذر فسكت برهة ويده على باب السيارة ثم التفت إلى الأمير وقال: لا تعتذروا وهم سوف يعتذرون وركب ومشت السيارة الملكية، فعاد الأمير إلى الرياض وبعد أسبوع اعتذر الإيرانيون عن استقبال المنتخب السعودي فكان ذلك درساً من الملك الأب للأمير الابن !
وهذا الموقف يوضح أن تعامل الملك الأب البروتوكولي مع الأمير الابن سببه أنه كان تعامل حاكم مع مسؤول إداري فسيطر على ذلك التعامل البرتوكولي الملكي الفيصلي!
والكتاب زاخر بالمواقف والطرائف والعبر وقد خصص المؤلف الأمير ربعه لمؤسسة الملك فيصل الخيرية.