-A +A
يوسف بن أحمد العثيمين
إعلان السعودية ومصر والإمارات والبحرين تصنيف كيانات محددة في قوائم الإرهاب وتمويله ونشر فكره دليل على جدية هذه الدول في قطع شرايين الشر، ويؤكد أن من حقها مكافحته وتجفيف مصادره فكرا وتمويلا، وحقهم أيضا في تحصين مجتمعاتهم منه.

اللافت في البيان أنه جماعي، وليس رأي دولة واحدة، وهذا ما يعزز قوته، والأمر الآخر أنه جاء محددا بالاسم، حتى لا يقال إنه عموميات غير قابل للتمحيص. واللافت أيضا أنه جاء من دول هي بالفعل مكتوية بناره منذ زمن حتى طفح بها الكيل مستعيرا تعبير وزير الخارجية السعودي.


السعودية، على وجه الخصوص، عرفت سياستها ودبلوماسيتها بالأناة والحلم والصبر والتجمل، ولكن يبدو هذه المرة وجدت السعودية مع حلفائها أن هذه السياسة دفعت بعض الدول إلى التمادي في دعم الإرهاب وتمويله.

الولايات المتحدة دخلت على الخط مؤيدة التوجه والإجراء الرباعي، ولولا أنها، كدولة عظمى ولديها من المعلومات الاستخباراتية ما يؤيد توجه الدول الأربع ما انتظمت خلف هذه الدول في التأييد. فأمريكا لست بحاجة إلى مجاملة أحد.

ولكن كم هو لافت حقا ردود الفعل على هذا الإجراء الرباعي غير المسبوق من بعض دول أرادت أن تلعب على كل الحبال، مما كشف قليلا من المستور والقادم أعظم، وبيننا الأيام.

يظل العمل الدعوي والخيري والإنساني البوابة المفضلة للإخوان في تمويل الإرهاب واللعب على عواطف المسلمين الإنسانية، وهذه إستراتيجية قديمة أوضحتها قبل أيّام، وما زالت. وكشف المزيد من المستور عن نشاط الإخوان خصوصا في هذا الجانب المهم أمر ضروري، لان العمل الإنساني يحظى بجماهيرية واسعة في عالمنا الإسلامي خاصة وأنه جزء أصيل من ديننا ركنا ونافلة: زكاة وصدقة وأوقافا. اُسلوب حذرت منه مرارا وتكرارا. وأنبه هنا إلى الأوقاف تحديدا حيث يلجأ إليها المشبوهون إخوانا وغيرهم لاستخدامها كأداة للبعد عن رقابة دولنا لخصوصيتها وللتهرب عن الضرائب لمضاعفة دخول هذه الوقفيات المشبوهة. بل إنني أزيد بالقول إنهم يؤسسون وقفيات بالغرب للابتعاد عن رقابة دولنا وللتهرب الضريبي أيضا مما يجعلها ملاذا آمنا لهم ومضاعفة رؤوس أموالهم بهذا الإعفاء الذي يدر عليهم ثروات ضخمة لاستخدامها في أنشطتهم المشبوهة، ويجعلهم في غنى حتى عن البحث عن التبرعات. والغرب نتيجة عدم فهمه لمفهوم الوقف في الإسلام يجعله يغض الطرف عن هذه الوقفيات المشبوهة، أو بسبب تحرجه من باب حرية الأديان.

المؤكد أننا الْيَوْمَ، وأكثر من أي وقت مضى، قد ضاقت دولنا ذرعا بالإخوان وأنشطتهم المشبوهة، وأسقطت ما تبقى من ورقة التوت عن سوأتهم، وعبثهم بشبابنا ومجتمعاتنا ودولنا حتى لو كانت من أقرب الأقرباء. والأيام حبلى بالمزيد كما ذكر البيان الرباعي.