-A +A
حمود أبو طالب
يقول طيب الذكر غازي القصيبي رحمه الله: هنا مجد لنا وهناك مجد. ونقول نعم نعم أيها الوطني العظيم الذي انتمى إلى وطن عظيم، فنحن ننشد قصيدتك اليوم عندما نشاهد الأمجاد تترى على أيدي أبطالنا البواسل الذين آمنوا بالله الذي أوجب عليهم حب الأوطان فوقفوا أطواداً منيعة تتهاوى عليها محاولات الخيانة والغدر وأوهام البائسين الطامعين في ما دونه خرط القتاد. من الحد الجنوبي إلى القطيف يبذل الأبطال أرواحهم دون تردد كي يظل هذا الوطن عزيزا قويا مستقرا آمنا يحتضن مقدسات المسلمين ويستقبلهم بكل حب وترحاب، ويوفر لمواطنيه كرامة الحياة وزهو الحاضر وتطلعات المستقبل. إذا ذهبنا إلى الجنوب سنجد جبهة الصمود التي لم يصب أحد أفرادها في ظهره لأنهم يواجهون العدو بصدورهم، ليسوا جبناء حتى يدبروا. وكذلك حال الذين يطاردون أوكار المخربين في العوامية الذين ينفذون أقذر خيانة ضد الوطن بالعمالة لأعدائه، وكان آخر الشهداء الأبطال يوم أمس الرائد طارق عبداللطيف علاقي، ذلك الشاب الذي أطلق صرخته الأولى في جازان ولفظ نفسه الأخير في العوامية ليسطر بذلك مشهداً وطنياً خالداً. طارق رحمه الله كان قد أصيب سابقاً إصابة شبه قاتلة، كان يمكنها أن تتيح له العمل في موقع آخر أو حتى يترك عمله نهائيا، لكن ليست هذه أفعال الأبطال، فما إن تماثل طارق للشفاء حتى طلب العودة إلى ميدان الشرف يذود عن وطنه دون تردد، ولتأتيه الشهادة في أفضل الأيام، في رمضان الكريم، موعد الرحمة والمغفرة للصائمين القائمين، فما بالكم بالشهداء. كان طارق رحمه الله حديث الوطن منذ سقوطه غدرا صباح أمس، وسوف يستمر كذلك. امتد العزاء من القطيف حيث استشهد إلى نجران حيث عاش زمنا مع أسرته برفقة والده المربي الفاضل عبداللطيف علاقي، إلى جازان حيث مسقط رأسه، وامتدادا إلى كل منطقة من مناطق الوطن، بل وخارج الوطن عندما نعاه الشرفاء في كل مكان. رحم الله طارق علاقي وكل الشهداء الذين يرصعون جبين الوطن بتضحياتهم وسوف يخلدهم وطنهم. وطالما الوطن ينجب أمثالهم فلا خوف عليه من قريب أو بعيد.