في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وعلى أنقاض الـBBC عربي تأسست قناة الجزيرة، كانت أرضا خصبة لتلك النبتة الشيطانية التي اجتهد صانع القرار القطري في إشهارها على فضاء العرب، فقد كان الجو مهيئاً ليقدم الجزيرة على الأطباق اللاقطة كوجبةٍ دسمة في كل بيت حول أصقاع الأرض، وجبة اختلط سمها بدسمها، لتتصدر بعد عقدٍ من الزمن تشوهات الفكر العربي والإسلامي لتقدم لنا الجزيرة ذلك التشوه على أنه حريات الربيع العربي، ذلك الربيع المسخ الذي رسمته سفاحا كوندليزا رايس لتكتمل صورته في الشرق الأوسط الجديد الذي لم نر منه إلا بضعة فصول والقادم أدهى وأمر.
الجزيرة التي ترجمت أجندات المخابرات العالمية الموساد والسي اي ايه والكي جي بي وآخرها أحلام الحرس الثوري الممثلة بمسرحيات حسن زميرة... ناهيك عن مخططات الإخوان التي تتلاقح مع كل ما سبق بطريقة أو بأخرى.
إذن الجزيرة هي بمثابة دبابة تسير بين عربات، نعم بل تسير بين سيارات خفيفة، بالتالي تصعب المقارنة بين القدرة التدميرية للآليتين فالدبابة أشد وطأً.. نحن من صنع الجزيرة! نعم نحن من سمحنا لهذه الدبابة الإعلامية أن تسحق آلياتنا الإعلامية الخفيفة بسبب تساهلنا بسلاح الإعلام، ذلك السلاح الذي هوت بسببه عروش عتيدة كعرش مصر وليبيا وتونس واليمن وسحقت تحت متاريسه سوريا أرضا وشعبا، حكومات لا يفك لحامها الحديد والنار، استطاعت الجزيرة بمخالبها الناعمة أن تدكها دكا، إلى متى يوكل الأمر لغير أهله في الإعلام العربي والخليجي؟ منذ عقدين من الزمان والجزيرة تبني صروحا إعلامية أسست على باطل ولكن كانت الرؤية واضحة مثل الشمس، ونحن نهدم منابرنا الإعلامية بحجة أن رئيس دولة صديقة أو سفير دولة أجنبية له ملاحظات على مخرجات قنواتنا التي كانت يوما ما تاجا على رأس الجزيرة، أو بسبب رأي مستشار لا يمت للاختصاص والتجربة بصلة.. بالتالي تركنا الفضاء لأمثال الجزيرة، أين القناة التي ممكن أن تقارع الجزيرة الإنجليزية مثلا؟ هي التي شوهت الوجه السياسي والاجتماعي الخليجي والعربي أمام الغرب؟ أين القنوات الرياضية التي ستلحق بركب الجزيرة الرياضية (بين سبورت) وهي تحصد فقط من السعودية مليارا ومئتي مليون ريال سنويا؟ أين إذاعة وتلفزيون الخليج الذي يتبع الأمانة العامة لمجلس التعاون فالأولى أن يكون خط الدفاع الأول أمام الجزيرة وأخواتها، باللغتين العربية والإنجليزية؟
مئات الملايين أغدقت على إنشاء قنوات باهتة شكلا ومضمونا، لا تغني ولا تسمن من جوع، الخلل إذاً يكمن في القيادات الإعلامية المترددة غير المتخصصة، المرهقة بعشرات المناصب، نحن بحاجة في إعلامنا لشخص نافذ، إن من أسس شبكة الجزيرة وأدار دفتها في العقد الأول من عمرها هو شخص نافذ من الأسرة الحاكمة القطرية (حمد بن ثامر آل ثاني)، هذا الشخص اجتمعت معه عدة مرات بحكم عملي السابق في الجزيرة، حيث كان يقول دائما (يجب أن تصل الجزيرة لكل قرية على وجه المعمورة) وقد وصلت، إذاً الإعلام لا يقل أهمية عن رئاسة أركان القوات المسلحة، فهي القوات الناعمة التي تذلل الصعاب وتمهد الأرض لأي قوة تأتي بعدها. باختصار الجزيرة فكرة بريطانية إدارة قطرية إستراتيجية يهودية فكفى بالجزيرة مثالا...!
* إعلامي إماراتي
Snap:tariqalzarooni
الجزيرة التي ترجمت أجندات المخابرات العالمية الموساد والسي اي ايه والكي جي بي وآخرها أحلام الحرس الثوري الممثلة بمسرحيات حسن زميرة... ناهيك عن مخططات الإخوان التي تتلاقح مع كل ما سبق بطريقة أو بأخرى.
إذن الجزيرة هي بمثابة دبابة تسير بين عربات، نعم بل تسير بين سيارات خفيفة، بالتالي تصعب المقارنة بين القدرة التدميرية للآليتين فالدبابة أشد وطأً.. نحن من صنع الجزيرة! نعم نحن من سمحنا لهذه الدبابة الإعلامية أن تسحق آلياتنا الإعلامية الخفيفة بسبب تساهلنا بسلاح الإعلام، ذلك السلاح الذي هوت بسببه عروش عتيدة كعرش مصر وليبيا وتونس واليمن وسحقت تحت متاريسه سوريا أرضا وشعبا، حكومات لا يفك لحامها الحديد والنار، استطاعت الجزيرة بمخالبها الناعمة أن تدكها دكا، إلى متى يوكل الأمر لغير أهله في الإعلام العربي والخليجي؟ منذ عقدين من الزمان والجزيرة تبني صروحا إعلامية أسست على باطل ولكن كانت الرؤية واضحة مثل الشمس، ونحن نهدم منابرنا الإعلامية بحجة أن رئيس دولة صديقة أو سفير دولة أجنبية له ملاحظات على مخرجات قنواتنا التي كانت يوما ما تاجا على رأس الجزيرة، أو بسبب رأي مستشار لا يمت للاختصاص والتجربة بصلة.. بالتالي تركنا الفضاء لأمثال الجزيرة، أين القناة التي ممكن أن تقارع الجزيرة الإنجليزية مثلا؟ هي التي شوهت الوجه السياسي والاجتماعي الخليجي والعربي أمام الغرب؟ أين القنوات الرياضية التي ستلحق بركب الجزيرة الرياضية (بين سبورت) وهي تحصد فقط من السعودية مليارا ومئتي مليون ريال سنويا؟ أين إذاعة وتلفزيون الخليج الذي يتبع الأمانة العامة لمجلس التعاون فالأولى أن يكون خط الدفاع الأول أمام الجزيرة وأخواتها، باللغتين العربية والإنجليزية؟
مئات الملايين أغدقت على إنشاء قنوات باهتة شكلا ومضمونا، لا تغني ولا تسمن من جوع، الخلل إذاً يكمن في القيادات الإعلامية المترددة غير المتخصصة، المرهقة بعشرات المناصب، نحن بحاجة في إعلامنا لشخص نافذ، إن من أسس شبكة الجزيرة وأدار دفتها في العقد الأول من عمرها هو شخص نافذ من الأسرة الحاكمة القطرية (حمد بن ثامر آل ثاني)، هذا الشخص اجتمعت معه عدة مرات بحكم عملي السابق في الجزيرة، حيث كان يقول دائما (يجب أن تصل الجزيرة لكل قرية على وجه المعمورة) وقد وصلت، إذاً الإعلام لا يقل أهمية عن رئاسة أركان القوات المسلحة، فهي القوات الناعمة التي تذلل الصعاب وتمهد الأرض لأي قوة تأتي بعدها. باختصار الجزيرة فكرة بريطانية إدارة قطرية إستراتيجية يهودية فكفى بالجزيرة مثالا...!
* إعلامي إماراتي
Snap:tariqalzarooni