على خلفية إدراج اسم يوسف القرضاوي في قائمة الأفراد والكيانات الإرهابية التي أعلنتها دول المقاطعة لقطر قرأنا أن وزارة التعليم وجهت إداراتها ومديرياتها بسحب كتبه من المدارس ومرافق التعليم، وأن وزارة الثقافة والإعلام بصدد اتخاذ إجراء حيال أكثر من ١٢٠ كتابا للقرضاوي. هذا شيء جيد وإن أتى متأخراً، لكن الحقيقة أن إزالة كتب القرضاوي الآن وأشباهه المنتمين إلى فكر الإخوان أو المدارس الأخرى التي نبتت في تربته لن يفيد كثيراً لأن السموم التي احتوتها تلك الكتب قد تشربتها عقول لا حصر لها نقلت أوبئتها إلى أجيال متلاحقة لتكون النتيجة منظومة مترابطة بشكل تراتبي، سناً ومسؤوليةً ومهام وواجبات لنشر أدبيات هذا الفكر الخبيث.
لسنوات طويلة وبأسلوب الماسونية السري تغلغلت الإخوانية في مفاصل التعليم كأحد أهم القنوات وأخطرها لزرع مبادئ فكرها ونشره بطريقة النفس الطويل والتجهيز المتأني، وعندما كان يشير أحد إلى هذا الخطر فإن آلتهم الجبارة الفاعلة سرعان ما تقوم بتصفيته معنويا واجتماعيا وصولا الى إبعاده من الحياة العملية وإلحاق الضرر به بأساليب ووسائل في غاية اللؤم والخسة والدناءة على طريقة العصابات ومنظمات المافيا، وهناك ضحايا لا حصر لهم لو أتيح لهم الكلام في يوم ما لقالوا ما لا يخطر على بال أحد.
إلى وقت قريب جدا كانت كتب حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب وغيرهم من رموز الإخوان ومنظري فكر العنف والتطرف والتكفير والعمل الحركي تملأ رفوف المكتبات في كل مكان وليس في مرافق التعليم فقط، وتصطف إلى جوارها مؤلفات تلاميذهم المحليين الذين مثلوا طفرة جينية جديدة في الفكر الإخواني جاءت أشد شراسة وخطرا. هذا الضخ على المدى الطويل نقل السموم من أوراق الكتب إلى تلافيف الأدمغة فلم تعد ثمة حاجة للكتب لأنها تحولت إلى كائنات بشرية متحركة في كل قنوات المجتمع، تبث الفكر المسيّس الذي يهدف في النهاية إلى السلطة بالتآمر والخيانة والعمالة والتحالف مع أعداء الوطن. إنها ليست حركة دينية أو اجتماعية أو دعوية أو خيرية، بل سياسية بامتياز لا ترى غيرها أحق بحكم الناس، ولا تعتقد بشرعية أي حكم قائم حتى لو شهد كل من على الأرض أنه يحكم بكتاب الله وسنة رسوله ويقيم شعائر الدين ويحمي حياضه.
الآن نحن في مرحلة مفصلية حاسمة لم تعد ترتهن إلى الأساليب غير المباشرة وإنما المكاشفة والمواجهة والحزم، فبالإضافة إلى إزالة مصادر الفكر الضار بالوطن والمجتمع أصبح في غاية الأهمية فرز الكوادر التي تحمل هذا الفكر وكشفها وتحييدها ومحاسبتها في ما اقترفته بحق الوطن أو ما تخطط لاقترافه مستقبلا، وهذا لن يكون مكلفاً سياسياً كما يروّج بعضهم لإضفاء القوة عليهم، بل المكلف كثيرا استمرارهم في مشروعهم دون إجهاضه علناً وسريعاً.
habutalib@hotmail.com
لسنوات طويلة وبأسلوب الماسونية السري تغلغلت الإخوانية في مفاصل التعليم كأحد أهم القنوات وأخطرها لزرع مبادئ فكرها ونشره بطريقة النفس الطويل والتجهيز المتأني، وعندما كان يشير أحد إلى هذا الخطر فإن آلتهم الجبارة الفاعلة سرعان ما تقوم بتصفيته معنويا واجتماعيا وصولا الى إبعاده من الحياة العملية وإلحاق الضرر به بأساليب ووسائل في غاية اللؤم والخسة والدناءة على طريقة العصابات ومنظمات المافيا، وهناك ضحايا لا حصر لهم لو أتيح لهم الكلام في يوم ما لقالوا ما لا يخطر على بال أحد.
إلى وقت قريب جدا كانت كتب حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب وغيرهم من رموز الإخوان ومنظري فكر العنف والتطرف والتكفير والعمل الحركي تملأ رفوف المكتبات في كل مكان وليس في مرافق التعليم فقط، وتصطف إلى جوارها مؤلفات تلاميذهم المحليين الذين مثلوا طفرة جينية جديدة في الفكر الإخواني جاءت أشد شراسة وخطرا. هذا الضخ على المدى الطويل نقل السموم من أوراق الكتب إلى تلافيف الأدمغة فلم تعد ثمة حاجة للكتب لأنها تحولت إلى كائنات بشرية متحركة في كل قنوات المجتمع، تبث الفكر المسيّس الذي يهدف في النهاية إلى السلطة بالتآمر والخيانة والعمالة والتحالف مع أعداء الوطن. إنها ليست حركة دينية أو اجتماعية أو دعوية أو خيرية، بل سياسية بامتياز لا ترى غيرها أحق بحكم الناس، ولا تعتقد بشرعية أي حكم قائم حتى لو شهد كل من على الأرض أنه يحكم بكتاب الله وسنة رسوله ويقيم شعائر الدين ويحمي حياضه.
الآن نحن في مرحلة مفصلية حاسمة لم تعد ترتهن إلى الأساليب غير المباشرة وإنما المكاشفة والمواجهة والحزم، فبالإضافة إلى إزالة مصادر الفكر الضار بالوطن والمجتمع أصبح في غاية الأهمية فرز الكوادر التي تحمل هذا الفكر وكشفها وتحييدها ومحاسبتها في ما اقترفته بحق الوطن أو ما تخطط لاقترافه مستقبلا، وهذا لن يكون مكلفاً سياسياً كما يروّج بعضهم لإضفاء القوة عليهم، بل المكلف كثيرا استمرارهم في مشروعهم دون إجهاضه علناً وسريعاً.
habutalib@hotmail.com