-A +A
خالد السليمان
الأحداث السياسية المتلاحقة والزلازل التي ضربت المنطقة في كل أركانها، بالإضافة للأحزان الشخصية بفقد الجدة وقبلها الوالدة، رحمهما الله، جعلتني أسير حالة من الكآبة وهموم التفكر بالحاضر والمستقبل!.

عندما تحاصرني هذه الهموم، أتفكر في حال من سبقونا عندما أحاطت بهم أهوال اضطرابات الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتجرعوا مرارة قيام إسرائيل عام ٤٨، ثم أطبقت عليهم نكسة ٦٧ كالجاثوم، فأستعيد بعضا من رباطة الجأش والأمل بأن الحياة تمضي رغم كل شيء، وأن الإنسان جبل بالفطرة على المضي قدما في حياته رغم كل الصدمات التي يتلقاها والتحديات التي يواجهها!.


أحيانا أتمنى لو أنني أنتمي لزمن آخر، لكنني سرعان ما أتخلى عن هذه الأمنية عندما أتفكر في تاريخ البشرية وأجد أنه لم يخلُ يوما من المنغصات، فهذا قدر الإنسانية حتى يرث الله الأرض ومن عليها، أن يتصارع البشر وينشغلوا بمغانم الحياة، حتى ولو كانت النتيجة خسارتهم لقيم الإنسانية وتدميرهم لمقومات الحياة!.

لم أفهم يوما لماذا يعمل إنسان على الإضرار بإنسان آخر، ولماذا يجب عليه أن يعيش حالة صراع دائما مع الآخرين؟!. لم أفهم لماذا يجب أن يخوض البشر الحروب ويمارسوا القتل ويسببوا الدمار، ويستمدوا الحياة من صراعات الموت!.

تخيلوا لو أن الإنسان وجه كل موارده وطاقاته نحو الخير بدلا من أن يهدرها في الشر؟!.

أي مستقبل ينتظر كوكبا حوله سكانه لحلبة موت؟!.