مجموعة رجال يتجاذبون الأحاديث المتنافرة، يقبل عليهم صديقهم (المعرس) بزوجته الرابعة، فيحتفون به، يجلسونه صدرالمجلس، ويتراشقونه بالأسئلة ومع كل سؤال يؤكد أن الزواج (حلو).. فتتاسبق الأمنيات أن يحصل كل منهم على وليفة القلب الثانية أو الثالثة أو الرابعة، أحدهم صاح:
- كيف تكون وليفة الروح واحدة وأربع..؟
نهروه وأعادوا سماع صاحب التجارب الأربع وهو يقسم إن الزواج (حلو).
** **
مفردة النكاح هي المفردة الأثيرة في مجتمعنا، فما إن تطلق حتى يتحلق حولها الجاهل والعالم، وكأنها (الفياقرا) المحلية التي تستنهض الفحولة وإثباتها إما بالقول أو الفعل.
ويستأنس المجتمع بهذه المفردة، فما إن تطلق في مجلس حتى تنهمر الحكايات والطرف والتعليقات وإظهار العلوم الرابضة في الصدور بنشوة الفارس المقدم على رفع راية النصر، ففي أي مجلس تجد الجلساء منصتين وعلى وجوههم البشر فاعلم أن (السالفة) تدور حول النكاح.
ومع تداول هذه المفردة بكثافة لا تجد تناسبا بين ما يقال ويروى عن الفحولة وبين تعداد العوانس والمطلقات والأرامل، ولعدم وجود تناسب بين الحالتين تظن أن الأمر مجرد (طق حنك) وتنفيس لـ(تزجية الوقت)، لكن هذا الظن ينقلب حينما تسمع عن المناداة بالتعدد ويزداد يقينك بالفحولة الشعبية حين تستعرض أنواع الزواج التي ظهرت مؤخرا، فمنذ ظهور زواج المسيار توالت أنواع من الزيجة كالمسفار وزواج الويك إند وزواج الوناسة وزواج العاشق والمعشوق وانفرطت السبحة...
وينشط هذه الأيام المنادون بالتعدد. مهلا.. مهلا التعدد ليس هو ذاك المصطلح الداعي للتنوع الثقافي والفكري والأيديولوجي داخل المجتمع والذي يمكن الأفراد من التعايش السلمي والتسامح حيال كل الأفكار المعتنقة والمتداولة، فالتعدد بهذا المعنى مرفوض قطعيا ومحارب علنيا، وحين أقول ينشط المنادون للتعدد فإنما أقصد بهم المنادون بتعدد الزيجات، وهؤلاء المنادون يتكاثرون تكاثرا متزايدا بدعوى أنهم يسهمون في فعل الخير وبعض من يضع هذه اللافتة يتقاضى مبالغ نقدية مجزية مقابل جمع رأس وعدة رؤوس داخل المنزل الواحد ومع أدوات التواصل الحديثة تم إنشاء قروبات لهذا الغرض ويوميا يتبادل أعضاء هذه القروبات سيرة الزوجة الثانية والثالثة والرابعة وإذا اعترضت على الطريقة أو على فكرة التعدد من الأساس لعدم توفر شروط نجاح هذا التعدد وجدت من يجابهك متسلحا بغضبه ومستفتحا قوله بأنه يمارس عملا محللا وقد لا يعلم هذا الغاضب بأن الحلال يمكن أن يقيد فقهيا متى ما أحدث ضررا.
وإجازة التعدد مثلها مثل شرط الاستطاعة في الحج فإن لم تكن قادرا على تحمل تبعات هذا التعدد فأنت آثم (والقدرة هنا ليست الفحولة) وجميعنا يعلم بأن الحياة غدت باهظة التكاليف ومتنوعة الاحتياجات ليس للزوجة فقط بل للأبناء وكل هذه الاحتياجات بحاجة إلى المال والوقت لرعاية الأسرة وكبر تعداد أفرادها ومن المسؤولية الاجتماعية أن يسهم رب الأسرة في خلق الاكتفاء لكل أفراد أسرته في الاحتياجات المعيشية مضاف عليها حسن التربية والتعليم والمتابعة والتقويم فهل مشجعو التعدد لديهم كل هذه الاستطاعة..؟ أشك في ذلك، هم لديهم الاستعداد لفعل فطري يقدر عليه أي كائن يعيش في غابة أو في برية والمسؤولية عند هذه الكائنات ساقطة لعدم التكليف.
فهل يراجع الرجال فكرة التعدد ويخضعونها للقدرة والاستطاعة من أجل حماية نسل سيأتي إلى هذه الحياة وهو بحاجة إلى عشرات الاحتياجات التي لا يمكلها من يرعى الزوجتين والثلاث؟ أم أن الرغبة تنتصر على الواجب؟
- كيف تكون وليفة الروح واحدة وأربع..؟
نهروه وأعادوا سماع صاحب التجارب الأربع وهو يقسم إن الزواج (حلو).
** **
مفردة النكاح هي المفردة الأثيرة في مجتمعنا، فما إن تطلق حتى يتحلق حولها الجاهل والعالم، وكأنها (الفياقرا) المحلية التي تستنهض الفحولة وإثباتها إما بالقول أو الفعل.
ويستأنس المجتمع بهذه المفردة، فما إن تطلق في مجلس حتى تنهمر الحكايات والطرف والتعليقات وإظهار العلوم الرابضة في الصدور بنشوة الفارس المقدم على رفع راية النصر، ففي أي مجلس تجد الجلساء منصتين وعلى وجوههم البشر فاعلم أن (السالفة) تدور حول النكاح.
ومع تداول هذه المفردة بكثافة لا تجد تناسبا بين ما يقال ويروى عن الفحولة وبين تعداد العوانس والمطلقات والأرامل، ولعدم وجود تناسب بين الحالتين تظن أن الأمر مجرد (طق حنك) وتنفيس لـ(تزجية الوقت)، لكن هذا الظن ينقلب حينما تسمع عن المناداة بالتعدد ويزداد يقينك بالفحولة الشعبية حين تستعرض أنواع الزواج التي ظهرت مؤخرا، فمنذ ظهور زواج المسيار توالت أنواع من الزيجة كالمسفار وزواج الويك إند وزواج الوناسة وزواج العاشق والمعشوق وانفرطت السبحة...
وينشط هذه الأيام المنادون بالتعدد. مهلا.. مهلا التعدد ليس هو ذاك المصطلح الداعي للتنوع الثقافي والفكري والأيديولوجي داخل المجتمع والذي يمكن الأفراد من التعايش السلمي والتسامح حيال كل الأفكار المعتنقة والمتداولة، فالتعدد بهذا المعنى مرفوض قطعيا ومحارب علنيا، وحين أقول ينشط المنادون للتعدد فإنما أقصد بهم المنادون بتعدد الزيجات، وهؤلاء المنادون يتكاثرون تكاثرا متزايدا بدعوى أنهم يسهمون في فعل الخير وبعض من يضع هذه اللافتة يتقاضى مبالغ نقدية مجزية مقابل جمع رأس وعدة رؤوس داخل المنزل الواحد ومع أدوات التواصل الحديثة تم إنشاء قروبات لهذا الغرض ويوميا يتبادل أعضاء هذه القروبات سيرة الزوجة الثانية والثالثة والرابعة وإذا اعترضت على الطريقة أو على فكرة التعدد من الأساس لعدم توفر شروط نجاح هذا التعدد وجدت من يجابهك متسلحا بغضبه ومستفتحا قوله بأنه يمارس عملا محللا وقد لا يعلم هذا الغاضب بأن الحلال يمكن أن يقيد فقهيا متى ما أحدث ضررا.
وإجازة التعدد مثلها مثل شرط الاستطاعة في الحج فإن لم تكن قادرا على تحمل تبعات هذا التعدد فأنت آثم (والقدرة هنا ليست الفحولة) وجميعنا يعلم بأن الحياة غدت باهظة التكاليف ومتنوعة الاحتياجات ليس للزوجة فقط بل للأبناء وكل هذه الاحتياجات بحاجة إلى المال والوقت لرعاية الأسرة وكبر تعداد أفرادها ومن المسؤولية الاجتماعية أن يسهم رب الأسرة في خلق الاكتفاء لكل أفراد أسرته في الاحتياجات المعيشية مضاف عليها حسن التربية والتعليم والمتابعة والتقويم فهل مشجعو التعدد لديهم كل هذه الاستطاعة..؟ أشك في ذلك، هم لديهم الاستعداد لفعل فطري يقدر عليه أي كائن يعيش في غابة أو في برية والمسؤولية عند هذه الكائنات ساقطة لعدم التكليف.
فهل يراجع الرجال فكرة التعدد ويخضعونها للقدرة والاستطاعة من أجل حماية نسل سيأتي إلى هذه الحياة وهو بحاجة إلى عشرات الاحتياجات التي لا يمكلها من يرعى الزوجتين والثلاث؟ أم أن الرغبة تنتصر على الواجب؟