حين تقارن بين كاتب الرأي الذي يكتب في صحيفة سيارة، والأديب الذي ينشر نتاجه في مؤلفات تعرض على رفوف المكتبات، تجد أن كاتب الرأي قد يكون له قراء أكثر من الأديب، وربما تكون شهرته أكبر وأوسع، لكنه مع ذلك لا يعيش طويلا، فهو بمجرد أن يتوقف عن الكتابة، يمحى اسمه من الذاكرة، وتطوى صفحته إلى الأبد، فإذا هو كأن لم يكن!
أما الأديب فإن حاله على عكس هذا تماما، هو وإن كان غالبا أقل قراء وأقل انتشارا من كاتب الرأي، إلا أنه أطول عمرا منه؛ فالأديب حتى إن توقف عن الكتابة أو مات، يظل اسمه حيا، لا يزول من فوق رفوف المكتبات ولا تمحوه الذاكرة.
الأديب مهما قدم عصره يظل قراؤه يتوالدون، وتظل مؤلفاته تتداول وذكر اسمه يتكرر على الألسنة.
أما كاتب الرأي فحاله أشبه بمن يؤدي مهمة وقتية، فهو يخاطب الأحداث الجارية التي من طبيعتها التبدل باستمرار، ودأبه الركض خلف ما يجري في الساحة من حوله ليحلله أو يعلق عليه ويبدي رأيه فيه، لذلك فإن صلاحية ما يقوله كاتب الرأي محدودة بالوقت الذي قيل فيه، ومن هنا لا يخلد ذكره.
ولكن من زاوية أخرى، نجد أن تأثير كاتب الرأي في توجيه الرأي العام وتحويله نحو وجهة محددة مطلوبة، أشد وقعا على الناس وأكثر فاعلية من تأثير الأديب، فكاتب الرأي لا يمارس هواية، وإنما يقوم بعمل جاد ينهكه ويسلب منه كثيرا من الراحة، لكنه يحصد ثمرة جهده من خلال ما يجده من تفاعل الناس مع ما يقول.
ومن المتوقع أن يتفاعل الناس مع ما يقوله كاتب الرأي، أكثر من تفاعلهم مع ما يكتبه الأديب، فكاتب الرأي تمس كتابته همومهم، وتعانق مشكلاتهم ومجريات حياتهم، فيشعرون كما لو أنه لسانهم الذي يعبر عما في صدورهم.
أما الأديب فإنه غالبا حين يكتب لا يخاطب أحدا بعينه، ولا تعنيه مناقشة القضايا العامة والأحداث الجارية، فإن حدث وتطرق لشيء من ذلك، فهو على سبيل الاستشهاد أو الوصف ليس إلا، الأديب يهتم أكثر بالتعبير عما يختلج في نفسه من انفعالات واستعراض مهاراته الإبداعية في استخدام الصور البلاغية المبتكرة، والتعبيرات الإبداعية الجاذبة، وهذا يجعل تأثيره عادة محصورا في أولئك الذين يتذوقون جماليات الأدب وحدهم دون غيرهم.
رغم هذا، كاتب الرأي سرعان ما ينساه الناس بعد موته فلا يذكره أحد، أما الأديب فغالبا يخلد ذكره ما بقي الأدب يضيء حياة البشر.
أما الأديب فإن حاله على عكس هذا تماما، هو وإن كان غالبا أقل قراء وأقل انتشارا من كاتب الرأي، إلا أنه أطول عمرا منه؛ فالأديب حتى إن توقف عن الكتابة أو مات، يظل اسمه حيا، لا يزول من فوق رفوف المكتبات ولا تمحوه الذاكرة.
الأديب مهما قدم عصره يظل قراؤه يتوالدون، وتظل مؤلفاته تتداول وذكر اسمه يتكرر على الألسنة.
أما كاتب الرأي فحاله أشبه بمن يؤدي مهمة وقتية، فهو يخاطب الأحداث الجارية التي من طبيعتها التبدل باستمرار، ودأبه الركض خلف ما يجري في الساحة من حوله ليحلله أو يعلق عليه ويبدي رأيه فيه، لذلك فإن صلاحية ما يقوله كاتب الرأي محدودة بالوقت الذي قيل فيه، ومن هنا لا يخلد ذكره.
ولكن من زاوية أخرى، نجد أن تأثير كاتب الرأي في توجيه الرأي العام وتحويله نحو وجهة محددة مطلوبة، أشد وقعا على الناس وأكثر فاعلية من تأثير الأديب، فكاتب الرأي لا يمارس هواية، وإنما يقوم بعمل جاد ينهكه ويسلب منه كثيرا من الراحة، لكنه يحصد ثمرة جهده من خلال ما يجده من تفاعل الناس مع ما يقول.
ومن المتوقع أن يتفاعل الناس مع ما يقوله كاتب الرأي، أكثر من تفاعلهم مع ما يكتبه الأديب، فكاتب الرأي تمس كتابته همومهم، وتعانق مشكلاتهم ومجريات حياتهم، فيشعرون كما لو أنه لسانهم الذي يعبر عما في صدورهم.
أما الأديب فإنه غالبا حين يكتب لا يخاطب أحدا بعينه، ولا تعنيه مناقشة القضايا العامة والأحداث الجارية، فإن حدث وتطرق لشيء من ذلك، فهو على سبيل الاستشهاد أو الوصف ليس إلا، الأديب يهتم أكثر بالتعبير عما يختلج في نفسه من انفعالات واستعراض مهاراته الإبداعية في استخدام الصور البلاغية المبتكرة، والتعبيرات الإبداعية الجاذبة، وهذا يجعل تأثيره عادة محصورا في أولئك الذين يتذوقون جماليات الأدب وحدهم دون غيرهم.
رغم هذا، كاتب الرأي سرعان ما ينساه الناس بعد موته فلا يذكره أحد، أما الأديب فغالبا يخلد ذكره ما بقي الأدب يضيء حياة البشر.