يعتقد الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم أن النقد البناء يساعد كثيراً في تصحيح مسار العملية التعليمية وفي تصحيح أي قرارات تصدر أو برامج أو مشاريع، وأن وزارته تسعى جاهدة لأن يحصل كل طالب وطالبة على التعليم الذي يستحقه وتحقيق أعلى درجات التحصيل الدراسي وفق أسس علمية ومعرفية تحقق المنشود، وذلك في لقائه (التحصيل الدراسي للتلاميذ في الصفوف الأولية) إيمانا بأهمية المرحلة ومخرجاتها، وتأثيرها المستقبلي.
وبما أن الطفل ومنذ ميلاده مرورا بسنوات عمره المختلفة يتأثر بالمحيط الذي حوله والبيئة التي يعيش فيها ويتفاعل مع كل المؤثرات التي تساهم في تطور شخصيته وتطعيمه بالمبادئ والأخلاق اللازمة لتكوينه في ما بعد، كما أن السلامة النفسية تعني في ما تعنيه نظرة الإنسان الكبير بشيء من الإعجاب إلى ماضيه، فعندما يمعن النظر إلى حياته الماضية لا بد أن يشعر بالرضا تجاهها بدلا من الكرهية والازدراء لها فيتكون عنده شعور بالكره والنقمة على نفسه وعلى المجتمع الذي حرمه حقه في عيش الحياة الصحيحة.
تذكرت موضوعا يعود إلى العام 1425هـ في صحيفة المدينة قال فيه العميد فهد البشر مدير عام المرور آنذاك «إن فصل دوام المدارس عن الموظفين يحسم أزمة المرور، وإن المرور ليس مسؤولا عن اختناقات الشوارع، وأكد على سؤال وزارة التربية والتعليم عن هذه المشكلة وأن استحداث فارق زمني لمدة ساعة واحدة بين دوام الموظفين وبدء الدراسة بالمدارس من شأنه أن يحد من أزمة المرور إذ لا يمكن إلقاء التبعية على إدارة واحدة، فلا بد من صدور قرار من الدولة بحيث تصبح أوقات الدراسة مختلفة عن أوقات وصول الموظفين لمقار أعمالهم».
كلام قديم عدى عليه العديد من وزراء التعليم ولم يستطع أحد منهم أن يقوم بعملية تغيير دوام المدارس رغم زيادة أعداد الطلبة والطالبات وبناء المزيد من المدارس للبنين البنات وأضيفت إليها المعاهد والكليات، تخرج إلى هذه الشوارع التي ضاقت بمشاريعها وحفرياتها وتمديداتها أرتال من السيارات مختلفة أشكالها وموديلاتها في كل سيارة طالب أو طالبة يكملون بقية أحلامهم الليلية وبجوار السائق العاملة المنزلية تغالب سهر الأمس أو تشرح وجدها للسائق، تجري معهم سيارات الموظفين والموظفات والعاملين والعاملات والمدرسين والمدرسات تتلاحم معها سيارات تخرج من الشوارع الفرعية والأزقة تسمى سيارات الخدمات العامة وشاحنات محملة بعبواتها من حديد وأسمنت وزلط، وسيارات اختفت معالمها تقودها العمالة الهاربة، الكل يجري يسابق اللحظة يلحق بموعده ويحاول الانفلات من ساهر فتمتلئ بهم الشوارع وتزدحم الطرقات وتختفي الأرصفة المكسرة أصلا تحت السيارات فلا تسمع إلا صيحات استنكار وشتائم وتشنجات وحركات وإيماءات بكل اللغات، تهدئ من روعك في خضم هذه المعركة رؤية سيارة (نجم) على طول الشارع وعرضه تلملم بقايا السيارات وتصور المؤخرات والمقدمات فتحمد الله على سلامتك ومن معك حتى الآن.
في شوارعنا المحرومة من وسائل النقل العام تتكاثر السيارات يقودها سائقون معدومو الخبرة والإحساس، شوارع لا هدوء فيها ولا اطمئنان، ما طالب به العميد البشر قبل أعوام أصبح اليوم واجبا وطنيا فكل المدن الرئيسية في المملكة تحولت وما زالت إلى ورش عمل أنفاق تحفر وخنادق تبنى وأنابيب تمدد وكيبلات توصل وغرف تشيد، كل الشوارع مسدودة وأصبحت التحويلات علامة فارقة في شوارعنا، نعيش تجربة جميلة منذ بداية الإجازة المدرسية، تنفست الشوارع فرحا وهي ترى السيارات تمشي عليها بوقار كل في مساره لا أصوات بواري ولا شتائم ولا حركات تخجل منها شواهد الشوارع من إشارات ولوحات وإعلانات الكل هادئ مبتسم وسعيد، ولكن بإصرار ما زلنا أسرى دوام السابعة صباحا رغم أنه بدعة ابتدعتها أرامكو يوم مولدها يوم كانت الشمس تتعامد على رؤوس عمالها فلا ظل ولا ظليل إنما حر وهجير. فكان هذا الدوام. إن ضحية هذا الزحام وما يتبعه من حركات وسكنات وصياح وأصوات وصدمات ودموع وآهات وأوجاع ووفيات ودماء وجراح له تأثير على الطالب والطالبة يعيشون شتاتا وصراعا وتشويشا كل صباح، ليكملوا يومهم مع مقررات محشوة بالمعلومات والأرقام والنظريات ينظرون إلى الفراغ ويسترجعون معارك الشوارع في الصباح لتقرع أجراس تسلمهم من مدرس لآخر في يوم طويل ينتهي كما بدأ، فكيف لطلاب هذا حالهم أن يبدعوا ويفكروا ويتفاعلوا مع تحصيلهم العلمي، المدرسة ليست عقابا ولا عذابا وإنما هي تحصيل وإقناع، وبيئة جذب وليس طرد. لا نحتاج إلى نظريات وتنظيرات ولجان واجتماعات، الحل بسيط تغيير الدوام وبقر بطون المقررات.
وبما أن الطفل ومنذ ميلاده مرورا بسنوات عمره المختلفة يتأثر بالمحيط الذي حوله والبيئة التي يعيش فيها ويتفاعل مع كل المؤثرات التي تساهم في تطور شخصيته وتطعيمه بالمبادئ والأخلاق اللازمة لتكوينه في ما بعد، كما أن السلامة النفسية تعني في ما تعنيه نظرة الإنسان الكبير بشيء من الإعجاب إلى ماضيه، فعندما يمعن النظر إلى حياته الماضية لا بد أن يشعر بالرضا تجاهها بدلا من الكرهية والازدراء لها فيتكون عنده شعور بالكره والنقمة على نفسه وعلى المجتمع الذي حرمه حقه في عيش الحياة الصحيحة.
تذكرت موضوعا يعود إلى العام 1425هـ في صحيفة المدينة قال فيه العميد فهد البشر مدير عام المرور آنذاك «إن فصل دوام المدارس عن الموظفين يحسم أزمة المرور، وإن المرور ليس مسؤولا عن اختناقات الشوارع، وأكد على سؤال وزارة التربية والتعليم عن هذه المشكلة وأن استحداث فارق زمني لمدة ساعة واحدة بين دوام الموظفين وبدء الدراسة بالمدارس من شأنه أن يحد من أزمة المرور إذ لا يمكن إلقاء التبعية على إدارة واحدة، فلا بد من صدور قرار من الدولة بحيث تصبح أوقات الدراسة مختلفة عن أوقات وصول الموظفين لمقار أعمالهم».
كلام قديم عدى عليه العديد من وزراء التعليم ولم يستطع أحد منهم أن يقوم بعملية تغيير دوام المدارس رغم زيادة أعداد الطلبة والطالبات وبناء المزيد من المدارس للبنين البنات وأضيفت إليها المعاهد والكليات، تخرج إلى هذه الشوارع التي ضاقت بمشاريعها وحفرياتها وتمديداتها أرتال من السيارات مختلفة أشكالها وموديلاتها في كل سيارة طالب أو طالبة يكملون بقية أحلامهم الليلية وبجوار السائق العاملة المنزلية تغالب سهر الأمس أو تشرح وجدها للسائق، تجري معهم سيارات الموظفين والموظفات والعاملين والعاملات والمدرسين والمدرسات تتلاحم معها سيارات تخرج من الشوارع الفرعية والأزقة تسمى سيارات الخدمات العامة وشاحنات محملة بعبواتها من حديد وأسمنت وزلط، وسيارات اختفت معالمها تقودها العمالة الهاربة، الكل يجري يسابق اللحظة يلحق بموعده ويحاول الانفلات من ساهر فتمتلئ بهم الشوارع وتزدحم الطرقات وتختفي الأرصفة المكسرة أصلا تحت السيارات فلا تسمع إلا صيحات استنكار وشتائم وتشنجات وحركات وإيماءات بكل اللغات، تهدئ من روعك في خضم هذه المعركة رؤية سيارة (نجم) على طول الشارع وعرضه تلملم بقايا السيارات وتصور المؤخرات والمقدمات فتحمد الله على سلامتك ومن معك حتى الآن.
في شوارعنا المحرومة من وسائل النقل العام تتكاثر السيارات يقودها سائقون معدومو الخبرة والإحساس، شوارع لا هدوء فيها ولا اطمئنان، ما طالب به العميد البشر قبل أعوام أصبح اليوم واجبا وطنيا فكل المدن الرئيسية في المملكة تحولت وما زالت إلى ورش عمل أنفاق تحفر وخنادق تبنى وأنابيب تمدد وكيبلات توصل وغرف تشيد، كل الشوارع مسدودة وأصبحت التحويلات علامة فارقة في شوارعنا، نعيش تجربة جميلة منذ بداية الإجازة المدرسية، تنفست الشوارع فرحا وهي ترى السيارات تمشي عليها بوقار كل في مساره لا أصوات بواري ولا شتائم ولا حركات تخجل منها شواهد الشوارع من إشارات ولوحات وإعلانات الكل هادئ مبتسم وسعيد، ولكن بإصرار ما زلنا أسرى دوام السابعة صباحا رغم أنه بدعة ابتدعتها أرامكو يوم مولدها يوم كانت الشمس تتعامد على رؤوس عمالها فلا ظل ولا ظليل إنما حر وهجير. فكان هذا الدوام. إن ضحية هذا الزحام وما يتبعه من حركات وسكنات وصياح وأصوات وصدمات ودموع وآهات وأوجاع ووفيات ودماء وجراح له تأثير على الطالب والطالبة يعيشون شتاتا وصراعا وتشويشا كل صباح، ليكملوا يومهم مع مقررات محشوة بالمعلومات والأرقام والنظريات ينظرون إلى الفراغ ويسترجعون معارك الشوارع في الصباح لتقرع أجراس تسلمهم من مدرس لآخر في يوم طويل ينتهي كما بدأ، فكيف لطلاب هذا حالهم أن يبدعوا ويفكروا ويتفاعلوا مع تحصيلهم العلمي، المدرسة ليست عقابا ولا عذابا وإنما هي تحصيل وإقناع، وبيئة جذب وليس طرد. لا نحتاج إلى نظريات وتنظيرات ولجان واجتماعات، الحل بسيط تغيير الدوام وبقر بطون المقررات.