تُعتبر المناسبات الاجتماعية من زفاف وعقد قِران ونحوهما فرصاً للقاء الإخوة والزملاء والأصدقاء، وربما باعدت الحياة وتكاليفها بين صديق وصديقه أو جار وجاره السابق سنوات عديدة، فإذا دُعيا إلى إحدى هذه المناسبات فرح كل منهما بلقاء الآخر وأخذا يتبادلان أطراف الحديث ويستعيدان ذكريات مضت إلى غير رجعة! حتى يُقال للحضور تفضلوا إلى العشاء.
وكان يُصاحب تلك المناسبات لا سيما في منطقة مكة المكرمة الاستعانة بمنشد يُطلق عليه مسمى (جسِّيس) لأداء المجس الحجازي المتضمن الترحيب بالضيوف وامتداح أُسر العروسين وتقديم التهاني للعريس وعروسه والتمنيات لهما بالرفاه والبنين، ويكون ذلك كله في أقل من عشر دقائق، ولكن هذا الأمر تطور بشكل سيئ في الأعوام الأخيرة، فحلَّ محل الجسّيس فرقة تتكون من عدة أفراد من الهواة يأتون إلى صالات الأفراح (بمقابل مادي) مجزٍ ومعهم طبولهم ودفوفهم ومكبرات صوت مزعجة تُرَكّب في كل زاوية من الصالة، فإذا بدأت الفرقة (الماسية!) في الغناء والعزف والطبال والهبال، صكت آذان الحضور فلا يستطيع أحد منهم سماع صوت من يجاوره تماماً في الطاولة نفسها حتى لو ظلّ يصرخ في أذنه ليقول له (كيف حالك؟)؛ ولأن جاره لم يسمعه ولم يفهم ما قاله فإنه يرد عليه قائلاً: (حمادة في الجامعة) ظنا منه أنه كان يسأله عن أحوال ابنه حمادة مع الدراسة! فيتحول حوار من في الصالة إلى حوار طُرشان، وربما بدأ بعضهم يشعر بالصداع أو بالتهاب اللوزتين من كثرة الصراخ فيقرر مغادرة المناسبة قبل موعد تناول الطعام معتذرا بوجود مناسبة أخرى تقتضي منه مجاملة أصحابها بالمرور عليهم لبعض الوقت من باب قسمة المودة بين جميع الداعين له في تلك الليلة، مع أنه في حقيقة الأمر مغادر إلى منزله ليقول لأم العيال: عبّي العشاء يا مرة! فترد عليه متعجّبة: وَيْ أنت ما اتعشيت في الزواج؟
ولو سألت 99.99 % من الحضور عن الصخب القائم في المناسبات الاجتماعية لأبدوا تأففهم وانزعاجهم منه، مقترحين تخفيف أصوات المكبرات بما يسمح للحضور بالحديث بعضهم مع بعض، وعدم تأخير وقت العشاء وأن يكون بينهما (فاصل ونواصل)، ولكن الواحد منهم إذا ما احتفل بمناسبة مماثلة جاء بفرقة الإزعاج وظلّ يرقص معهم ويلف مثل (المدوان)، فإذا عاتبه أحد أصدقائه أو أقاربه على ما فعل رد عليه قائلاً: هي ليلة واحدة في العمر يا قَمر؟!
وكان يُصاحب تلك المناسبات لا سيما في منطقة مكة المكرمة الاستعانة بمنشد يُطلق عليه مسمى (جسِّيس) لأداء المجس الحجازي المتضمن الترحيب بالضيوف وامتداح أُسر العروسين وتقديم التهاني للعريس وعروسه والتمنيات لهما بالرفاه والبنين، ويكون ذلك كله في أقل من عشر دقائق، ولكن هذا الأمر تطور بشكل سيئ في الأعوام الأخيرة، فحلَّ محل الجسّيس فرقة تتكون من عدة أفراد من الهواة يأتون إلى صالات الأفراح (بمقابل مادي) مجزٍ ومعهم طبولهم ودفوفهم ومكبرات صوت مزعجة تُرَكّب في كل زاوية من الصالة، فإذا بدأت الفرقة (الماسية!) في الغناء والعزف والطبال والهبال، صكت آذان الحضور فلا يستطيع أحد منهم سماع صوت من يجاوره تماماً في الطاولة نفسها حتى لو ظلّ يصرخ في أذنه ليقول له (كيف حالك؟)؛ ولأن جاره لم يسمعه ولم يفهم ما قاله فإنه يرد عليه قائلاً: (حمادة في الجامعة) ظنا منه أنه كان يسأله عن أحوال ابنه حمادة مع الدراسة! فيتحول حوار من في الصالة إلى حوار طُرشان، وربما بدأ بعضهم يشعر بالصداع أو بالتهاب اللوزتين من كثرة الصراخ فيقرر مغادرة المناسبة قبل موعد تناول الطعام معتذرا بوجود مناسبة أخرى تقتضي منه مجاملة أصحابها بالمرور عليهم لبعض الوقت من باب قسمة المودة بين جميع الداعين له في تلك الليلة، مع أنه في حقيقة الأمر مغادر إلى منزله ليقول لأم العيال: عبّي العشاء يا مرة! فترد عليه متعجّبة: وَيْ أنت ما اتعشيت في الزواج؟
ولو سألت 99.99 % من الحضور عن الصخب القائم في المناسبات الاجتماعية لأبدوا تأففهم وانزعاجهم منه، مقترحين تخفيف أصوات المكبرات بما يسمح للحضور بالحديث بعضهم مع بعض، وعدم تأخير وقت العشاء وأن يكون بينهما (فاصل ونواصل)، ولكن الواحد منهم إذا ما احتفل بمناسبة مماثلة جاء بفرقة الإزعاج وظلّ يرقص معهم ويلف مثل (المدوان)، فإذا عاتبه أحد أصدقائه أو أقاربه على ما فعل رد عليه قائلاً: هي ليلة واحدة في العمر يا قَمر؟!