تدرجت في هذه الحياة، وتتلمذت على أيدي الكثير من الرؤساء والزملاء، تعلمت منهم الكثير، حتى السلبيات التي مرت بي أثرت مفهومي، ثم كانت المحطة الأخيرة تحت قيادة الأمير القدير محمد بن نايف، ووجدته مدرسة نهلت الحكمة وبعد النظر من والده الكريم، وأضاف لها من رؤياه أبعادا كثيرة، فكان الحس الأمني لديه راقيا جدا، والعمل الإداري الحيوي كان سمة من سماته المتعددة، كان حسن الإنصات، يتيح الفرصة للمتكلم بأريحية وحزم القائد، ثم يعطي توجيهاته التي ما رأيت إلا تألقها تعالج الحاضر وتستشرف المستقبل، تحدث الكثيرون عن المهنية العالية لدى محمد بن نايف، خصوصا في مكافحة الإرهاب، ولكن هناك ناحية لم يتطرق إليها الكثيرون، وهو ما يتمتع به من حس إنساني مرهف، والمواقف كثر، منها ما يذكر ومنها أعلم أنه يحب أن تكون في طَي الكتمان تقديرا لمشاعر من طاله ذلك الإحسان، وإن لم يشر إلى اسمه، أذكر من جملة المواقف أن هناك فردا ارتكب خطأً فوجه سموه بإنهاء خدماته، واطلعت على أوضاع ذلك الفرد مما شكل عليّ عبئا نفسيا كبيرا فذهبت وقلت له: سموكم أمر بإنهاء خدمات الفرد الفلاني، وهو إنسان أخطأ نعم، ولكن بلغني من أمره ما أحزنني، وأنا أتوجه إلى سموك بالعدول عن ذلك القرار، فرد الأمير محمد أليس ذلك عدلا، فقلت: بلى، ولكن هناك عفو بجانب العدل، فنظر سموه بارتياح، وقال: عفونا عنه، فزدت أيضا هناك إحسان فوق العفو فتبسم سموه وقال: ونحسن إليه وأمر له بمبلغ جيد، ثم قال: لا تتوانى عن إحاطتي عن كل فرد أو ضابط في حاجة أو معاناة تلمسها، بل وتحرى عن حاجتهم فهم في ذمتنا.
وأذكر أن سموه وجهني أن أقدم عرضا يضع أساسيات لتكريم الشهداء من رجال الأمن، فكتبت له بمرئياتي ومن ذلك الترقية وسداد الديون وشراء مسكّن يؤويهم ومتابعة آبائهم وتقديم العون لهم، فقرأها سموه، وقال: هذا غيض من فيض مما يستحقون، ولن نتوقف عن دعم هذا الجانب. ورفع سموه ذلك للمقام الكريم فصدر التوجيه بالموافقة. ومن المواقف أنه تعين ضابط في مركز له علاقة برجال الأعمال فجاءني الضابط طالبا إعفاءه، فقلت: لماذا، أجاب: حدني ظرفي فاستندت مبلغا وقدره كذا وكذا من أحد رجال الأعمال وحتى الآن لم أسدده، ولا أود أن أكون عند التعامل معه في موقف غير مريح. فوضحت لسموه ذلك فأمر بتسديد ذلك الدين ووجه بشكره. ومرة قال لي سموه نحن نعين الضابط في مركز في مدينة أخرى وهذا واجبه، ولكن واجبنا أن نقدم له بعض العون، وقد وجهت بصرف مبلغ من المال لكل منهم عند النقل، ومبلغ آخر يكون سنويا.
ومرة بلغني عن ضابط متقاعد يتقاضي راتبا قد لا يكفي إيجار سكنه، فنقلت الخبر لسموه فأمر بشراء مسكّن لذلك الضابط، ومرة قدم إليّ أحد المتفوقين من الراغبين في الانضمام إلى كلية الأمن وتتوافر فيه الشروط بامتياز، إضافة إلى ثقافته العالية وحسن خطابه ومظهره، فتمنيت على سموه أن يوجه بقبوله في الكلية، قال حنا ما اتفقنا ما في واسطة فأجبت سموه: أنا أقدم مشروع ضابط ممتاز، فرد ولو النظام هو النظام وطلب مقابلته فأعجب به ثم صرفه وقال لي: لك حق، لكن بلغه يختار أي جامعة في العالم وسيكون ذلك على حسابي الخاص، وهذا ما تم، وحسب علمي أن غالبية مبالغ الأعمال الإنسانية هي من حساب سموه الخاص، وأعود للعمل. كان سموه لا يتردد قط في الاستجابة لأي مطلب فيه تعزيز للأمن، وكان يفعل هذا وذاك كله بعيدا عن الإعلام، يقول لا أريد أضواء فنحن لم نقدم ما نطمح بعد، كان همه خدمة وطنه، ضخم كسحاب ممطر وسريع كقطار لا يتوقف فكلما تم أمر عده ماضيا والعبرة في ما سنقدمه مستقبلا، جزاك الله خيرا أيها الأمير الجليل في ما قدمته لوطنك وجعلها الله في موازين حسناتك. نحن أحببناك في الله والحب فيه لا ينتهي.
وأذكر أن سموه وجهني أن أقدم عرضا يضع أساسيات لتكريم الشهداء من رجال الأمن، فكتبت له بمرئياتي ومن ذلك الترقية وسداد الديون وشراء مسكّن يؤويهم ومتابعة آبائهم وتقديم العون لهم، فقرأها سموه، وقال: هذا غيض من فيض مما يستحقون، ولن نتوقف عن دعم هذا الجانب. ورفع سموه ذلك للمقام الكريم فصدر التوجيه بالموافقة. ومن المواقف أنه تعين ضابط في مركز له علاقة برجال الأعمال فجاءني الضابط طالبا إعفاءه، فقلت: لماذا، أجاب: حدني ظرفي فاستندت مبلغا وقدره كذا وكذا من أحد رجال الأعمال وحتى الآن لم أسدده، ولا أود أن أكون عند التعامل معه في موقف غير مريح. فوضحت لسموه ذلك فأمر بتسديد ذلك الدين ووجه بشكره. ومرة قال لي سموه نحن نعين الضابط في مركز في مدينة أخرى وهذا واجبه، ولكن واجبنا أن نقدم له بعض العون، وقد وجهت بصرف مبلغ من المال لكل منهم عند النقل، ومبلغ آخر يكون سنويا.
ومرة بلغني عن ضابط متقاعد يتقاضي راتبا قد لا يكفي إيجار سكنه، فنقلت الخبر لسموه فأمر بشراء مسكّن لذلك الضابط، ومرة قدم إليّ أحد المتفوقين من الراغبين في الانضمام إلى كلية الأمن وتتوافر فيه الشروط بامتياز، إضافة إلى ثقافته العالية وحسن خطابه ومظهره، فتمنيت على سموه أن يوجه بقبوله في الكلية، قال حنا ما اتفقنا ما في واسطة فأجبت سموه: أنا أقدم مشروع ضابط ممتاز، فرد ولو النظام هو النظام وطلب مقابلته فأعجب به ثم صرفه وقال لي: لك حق، لكن بلغه يختار أي جامعة في العالم وسيكون ذلك على حسابي الخاص، وهذا ما تم، وحسب علمي أن غالبية مبالغ الأعمال الإنسانية هي من حساب سموه الخاص، وأعود للعمل. كان سموه لا يتردد قط في الاستجابة لأي مطلب فيه تعزيز للأمن، وكان يفعل هذا وذاك كله بعيدا عن الإعلام، يقول لا أريد أضواء فنحن لم نقدم ما نطمح بعد، كان همه خدمة وطنه، ضخم كسحاب ممطر وسريع كقطار لا يتوقف فكلما تم أمر عده ماضيا والعبرة في ما سنقدمه مستقبلا، جزاك الله خيرا أيها الأمير الجليل في ما قدمته لوطنك وجعلها الله في موازين حسناتك. نحن أحببناك في الله والحب فيه لا ينتهي.