Hani_Dh@
المشاهد التي يبثها هذه الأيام الإعلام الرسمي القطري وإعلام الظل التابع له من قلب الدوحة، لجموع من المواطنين المساكين والمقيمين، وهي تتحلق حول صور جدارية للشيخ تميم بن حمد، وتقبلها وتكتب عبارات التأييد والموالاة عليها، مشابهة جدا للمشاهد التي كان يبثها التلفزيون الرسمي العراقي في الأسبوع الذي سبق اليوم التاسع من مارس عام 2003م، أو يوم دخول القوات الأمريكية لبغداد، وإنهاء حكم حزب البعث الدموي.
طوال ذلك الأسبوع كان التلفزيون العراقي الحكومي يصور مشاهد من شوارع بغداد وتكريت والموصل، يقبّل فيها المواطنون العراقيون صور صدام على الجدران، ويعانقون تماثيله، مرددين عبارات ولاء رنانة مثل «الله يخلي الريس.. الله يطول عمره» ورافعين شعارات النصر بأيديهم أمام الكاميرات، لكن بمجرد دخول أول دبابة أمريكية إلى ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية اختلف الأمر تماما، إذ توجهت تلك الجموع إلى تماثيل صدام لإسقاطها والرقص فوقها فرحا، بل وضربها بالأحذية في مشهد لا يمكن نسيانه نقلته معظم وسائل الإعلام العالمية، وما هي إلا ساعات بعد ذلك حتى دُمرت كل تماثيل صدام وحُطمت الجداريات التي رُسمت له وكأن لم تكن.
ما حدث في بغداد قبل أسبوع من سقوط نظام صدام، وما يحدث اليوم في العاصمة القطرية، ليس سوى سلوك اجتماعي في غاية الارتباك يعبر بشكل حقيقي عن مدى الخوف والقلق الشديد الذي يعيشه القطريون، لا الموالاة والتأييد للحكومة كما يعتقد الحاكم وحاشيته، فالناس عندما يقلقون على مصيرهم بشدة يحاولون إظهار العكس بشدة أيضا، وهذا ما حدث في ليبيا قبل سقوط معمر القذافي الذي يتذكره النظام القطري جيدا.
اليوم وبعد فشل مساعي الوساطة الكويتية وفشل وساطة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون وعودته إلى واشنطن بخفي حنين مصحوبا باعتراف وتعهد خطي قطري بوقف تمويل الإرهاب تحت مسمى «مذكرة»، أصبح من الواضح أن المشاهد التي تحدثت عنها ستزداد بشكل كبير في الداخل القطري، نظرا لتزايد المخاوف الشعبية من المصير المجهول المنتظر ووصول حكومة الدوحة إلى حافة هاوية سحيقة اسمها «العزلة الطويلة» التي لا يمكن أن يستمر معها النظام الحاكم وإن تماسك لشهر أو شهرين.
سوف تُطبع صور الشيخ تميم ووالده على أكياس الخبز والطماطم وعبوات الحليب، وتتكسب وكالات الدعاية والإعلان من نصبها على لوحات الطرق والجدران المتاحة وغير المتاحة، لكن المواطن القطري المغلوب على أمره لن يستمر في تقبيلها بعد أشهر حينما يتأكد من أن لا وجود لبارقة أمل تعيده إلى محيطه الخليجي، وعندها فقط سيستيقظ النظام الحاكم في الدوحة على الحقيقة التي ما زال يهرب منها، ويقرر الانصياع لمطالب الجيران، لكن بعد فوات الأوان.
c@news-sa.com
المشاهد التي يبثها هذه الأيام الإعلام الرسمي القطري وإعلام الظل التابع له من قلب الدوحة، لجموع من المواطنين المساكين والمقيمين، وهي تتحلق حول صور جدارية للشيخ تميم بن حمد، وتقبلها وتكتب عبارات التأييد والموالاة عليها، مشابهة جدا للمشاهد التي كان يبثها التلفزيون الرسمي العراقي في الأسبوع الذي سبق اليوم التاسع من مارس عام 2003م، أو يوم دخول القوات الأمريكية لبغداد، وإنهاء حكم حزب البعث الدموي.
طوال ذلك الأسبوع كان التلفزيون العراقي الحكومي يصور مشاهد من شوارع بغداد وتكريت والموصل، يقبّل فيها المواطنون العراقيون صور صدام على الجدران، ويعانقون تماثيله، مرددين عبارات ولاء رنانة مثل «الله يخلي الريس.. الله يطول عمره» ورافعين شعارات النصر بأيديهم أمام الكاميرات، لكن بمجرد دخول أول دبابة أمريكية إلى ساحة الفردوس وسط العاصمة العراقية اختلف الأمر تماما، إذ توجهت تلك الجموع إلى تماثيل صدام لإسقاطها والرقص فوقها فرحا، بل وضربها بالأحذية في مشهد لا يمكن نسيانه نقلته معظم وسائل الإعلام العالمية، وما هي إلا ساعات بعد ذلك حتى دُمرت كل تماثيل صدام وحُطمت الجداريات التي رُسمت له وكأن لم تكن.
ما حدث في بغداد قبل أسبوع من سقوط نظام صدام، وما يحدث اليوم في العاصمة القطرية، ليس سوى سلوك اجتماعي في غاية الارتباك يعبر بشكل حقيقي عن مدى الخوف والقلق الشديد الذي يعيشه القطريون، لا الموالاة والتأييد للحكومة كما يعتقد الحاكم وحاشيته، فالناس عندما يقلقون على مصيرهم بشدة يحاولون إظهار العكس بشدة أيضا، وهذا ما حدث في ليبيا قبل سقوط معمر القذافي الذي يتذكره النظام القطري جيدا.
اليوم وبعد فشل مساعي الوساطة الكويتية وفشل وساطة وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون وعودته إلى واشنطن بخفي حنين مصحوبا باعتراف وتعهد خطي قطري بوقف تمويل الإرهاب تحت مسمى «مذكرة»، أصبح من الواضح أن المشاهد التي تحدثت عنها ستزداد بشكل كبير في الداخل القطري، نظرا لتزايد المخاوف الشعبية من المصير المجهول المنتظر ووصول حكومة الدوحة إلى حافة هاوية سحيقة اسمها «العزلة الطويلة» التي لا يمكن أن يستمر معها النظام الحاكم وإن تماسك لشهر أو شهرين.
سوف تُطبع صور الشيخ تميم ووالده على أكياس الخبز والطماطم وعبوات الحليب، وتتكسب وكالات الدعاية والإعلان من نصبها على لوحات الطرق والجدران المتاحة وغير المتاحة، لكن المواطن القطري المغلوب على أمره لن يستمر في تقبيلها بعد أشهر حينما يتأكد من أن لا وجود لبارقة أمل تعيده إلى محيطه الخليجي، وعندها فقط سيستيقظ النظام الحاكم في الدوحة على الحقيقة التي ما زال يهرب منها، ويقرر الانصياع لمطالب الجيران، لكن بعد فوات الأوان.
c@news-sa.com