أغنية (ركبني المرجيحة) هي آخر قرار وصلت إليه الأغنية من ابتذال، ولم يعد الأمر غريبا أن تظهر هذه الأغنية من منبع بلاد العمالقة في الغناء والموسيقى، وكانت الآمال معقودة على الفنان هاني شاكر بأن يكون صمام أمان من تسرب الأصوات النشاز والكلمات البذيئة واللحن الممجوج، إلا أن طوفان الإسفاف يبدو أن تدفقه لا تقف أمامه أي وسيلة تحمي المجتمع من تدهور الذائقة الفنية العامة.
هذه السقطة سبقتها سقطات مريعة ولن تكون أغنية (ركبني المرجيحة) آخر السقطات، ولأن المجتمعات العربية تعيش حالة نكسة فنية فسوف تظل الأصوات المدافعة عن القيمة الفنية الراقية من غير جدوى.
ولأن الواقع غائر في وحل الانكسارات فإن ذلك انعكس مباشرة على جميع الفنون، فكل يوم يتهاوى الفن الغنائي ولا توجد أي جهة تعمل على إنعاشه، أو على الأقل تثبيت مراحل السقوط عند آخر قرار وصلت إليه، وكنت أظن أن مرحلة شعبان عبدالرحيم هي القرار ثم يرتد المؤشر لتحسين الأداء لكن يوميا تهوي الأغنية إلى الدرك الأسفل من الإسفاف.
ويحق لي تذكر كلمة كتبتها ذات مرة بأننا جيل تربت ذائقتنا الغنائية على نمط معين من الغناء، ورثناه كما ورثنا جميع الهزائم العربية، هذا الإرث الوحيد الذي ارتضينا به بعد أن تكشفت لنا حقائق مذهلة عن السياسة العربية من خلال ملفات وزارات الخارجية الأوروبية وعرفنا ما لم نكن لنعرفه عن تلك الهزائم التي وجدنا أنفسنا حاضرين العزاء دون أن نعرف الميت وبكينا مع البواكي.
الإرث العربي الوحيد الذي ارتضينا به هو الغناء، فورثنا غناء أم كلثوم وعبدالحليم، وعبدالوهاب، ووديع الصافي، ومن هنا طلال ومحمد وطارق وفوزي والسندي، تلك الأغاني التي بقيت معنا كهوى، وشاهدة لعصر نتصوره الآن من أجمل ما عشنا.
ولم نقف من الغناء الشبابي موقفا معارضا حتى وإن أغلقنا أسماعنا عن تلك الأغاني التي تقذف علينا من كل حدب وصوب، وصياح مغنيها وملحنيها أنها تمثل روح العصر، كل هذا ليس لي عليه أدنى اعتراض -معاذ الله- واعتراضي الوحيد أن ثمة ظاهرة بدأت بخطوات عبدالمجيد في إعادة بعض الأغاني القديمة لأشهر أغنيات جيل الرواد لدينا (وهذه الظاهرة ليست جديدة فقد تغنى بأغاني الكبار مجموعة كبيرة من الفنانين في جميع الأقطار وكانت هذه مجرد غناء أغنية واحدة دون الإخلال بها، أما الآن فثمة مخططات في أذهان المغنين في إعادة تراث لكبار رواد الغناء لدينا).
وتمنينا أن تظل هذه الظاهرة على الأقل إبقاء الواقع في حالة تقليد حتى ولو كان تقليدا متعسفا لكن السبحة انفرطت فوصلنا إلى التحسر والفجيعة من كل كلمة تخرج من غرف النوم أو من مخيلة (مسطول) ومن حنجرة غُسِلَ وجه صاحبتها بمرقة لحم فاسد.
هذه السقطة سبقتها سقطات مريعة ولن تكون أغنية (ركبني المرجيحة) آخر السقطات، ولأن المجتمعات العربية تعيش حالة نكسة فنية فسوف تظل الأصوات المدافعة عن القيمة الفنية الراقية من غير جدوى.
ولأن الواقع غائر في وحل الانكسارات فإن ذلك انعكس مباشرة على جميع الفنون، فكل يوم يتهاوى الفن الغنائي ولا توجد أي جهة تعمل على إنعاشه، أو على الأقل تثبيت مراحل السقوط عند آخر قرار وصلت إليه، وكنت أظن أن مرحلة شعبان عبدالرحيم هي القرار ثم يرتد المؤشر لتحسين الأداء لكن يوميا تهوي الأغنية إلى الدرك الأسفل من الإسفاف.
ويحق لي تذكر كلمة كتبتها ذات مرة بأننا جيل تربت ذائقتنا الغنائية على نمط معين من الغناء، ورثناه كما ورثنا جميع الهزائم العربية، هذا الإرث الوحيد الذي ارتضينا به بعد أن تكشفت لنا حقائق مذهلة عن السياسة العربية من خلال ملفات وزارات الخارجية الأوروبية وعرفنا ما لم نكن لنعرفه عن تلك الهزائم التي وجدنا أنفسنا حاضرين العزاء دون أن نعرف الميت وبكينا مع البواكي.
الإرث العربي الوحيد الذي ارتضينا به هو الغناء، فورثنا غناء أم كلثوم وعبدالحليم، وعبدالوهاب، ووديع الصافي، ومن هنا طلال ومحمد وطارق وفوزي والسندي، تلك الأغاني التي بقيت معنا كهوى، وشاهدة لعصر نتصوره الآن من أجمل ما عشنا.
ولم نقف من الغناء الشبابي موقفا معارضا حتى وإن أغلقنا أسماعنا عن تلك الأغاني التي تقذف علينا من كل حدب وصوب، وصياح مغنيها وملحنيها أنها تمثل روح العصر، كل هذا ليس لي عليه أدنى اعتراض -معاذ الله- واعتراضي الوحيد أن ثمة ظاهرة بدأت بخطوات عبدالمجيد في إعادة بعض الأغاني القديمة لأشهر أغنيات جيل الرواد لدينا (وهذه الظاهرة ليست جديدة فقد تغنى بأغاني الكبار مجموعة كبيرة من الفنانين في جميع الأقطار وكانت هذه مجرد غناء أغنية واحدة دون الإخلال بها، أما الآن فثمة مخططات في أذهان المغنين في إعادة تراث لكبار رواد الغناء لدينا).
وتمنينا أن تظل هذه الظاهرة على الأقل إبقاء الواقع في حالة تقليد حتى ولو كان تقليدا متعسفا لكن السبحة انفرطت فوصلنا إلى التحسر والفجيعة من كل كلمة تخرج من غرف النوم أو من مخيلة (مسطول) ومن حنجرة غُسِلَ وجه صاحبتها بمرقة لحم فاسد.