أزمة الخليج يمكن القول عنها إنها (فتنة تدع الحليم منهم حيران) لما لها من تبعات خطيرة، وكل المحبين للخير في المنطقة يتمنون تخلي قطر عن دورها التخريبي، إذ لا يمكن توصيف ذلك الدور بالمشاكس مثلا أو المغاير، وإنما هو دور تخريبي قضى على دول عربية رئيسة بإسقاط مؤسساتها وإدخالها في خانة الدول الفاشلة.
ومع مرور الأيام وتباطؤ قطر في الاستجابة لدعوة الحوار وفق شروط الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كحسن نية تظهرها قطر لإنهاء الأزمة، إلا أن تمديد واستطالة الأيام الذي اتخذته قطر كوسيلة لتبديد جهود الوساطة أو حصرها على دول الجوار أخذت الأزمة زوايا وجيوبا عديدة تصعب كل منها قبول ما كان ممكنا إلى ما هو غير ممكن.
وآخر الزوايا التي اتخذتها قطر تصعيد الأزمة إلى حالة إعلان الحرب على السعودية، وهذا ما اعتبره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن «طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد المملكة».
وبهذا التصريح لم يعد ممكنا ما هو كائن، فالبنود التي كانت في إطار الممكن لفتح حوار غدت في جانب آخر إعلان حرب، خرجت منه قطر من الإطار السياسي إلى تثوير العالم الإسلامي ضد السعودية من خلال حمل ملف تدويل المشاعر المقدسة.
وإذا كانت المؤتمرات بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتخذت الجانب التصعيدي إلا أن هناك إشارات كانت تمنح المتابع الخليجي تفاؤلا بأن هناك تفاهمات يمكن الوصول إليها، كان هذا قبل أن تحمل إحدى المؤسسات القطرية شكوى للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو بأن السعودية تمنع الحجيج، وهي فرية ستجعل ما كان مقبولا أو شبه مقبول - لفتح الحوار- بلغ مرتبة المستحيلات؛ إذ إن ملف تدويل الحرمين هو اعتداء صارخ على السيادة السعودية وتدخل قسري في شؤونها السيادية، ونعرف تماما هذا الموقف – السعودي - الصارم من الدول والأفراد حين يتماس مع شرف خدمة الحرمين، وأي مطالبة بالتدويل يعد إعلان حرب.. وإذا كان هذا الملف قد استخدمته دول مثل إيران في فترات سابقة كدعوى تثار في مواسم الحج، إلا أن قطر خطت خطوة متقدمة في تصعيب حل الأزمة بإيصال الملف كشكوى إلى الأمم المتحدة، سواء تم الرفع من دولة قطر ذاتها أو من إحدى مؤسساتها، تكون قد ارتكبت المحظور وأعلنت العداء جهارا نهارا.
وسبق لي الكتابة أن قطر سوف تتعنت في موقفها منذ البدء، حين كانت المطالب لا تتجاوز 13 مطلبا ثم مدت الأيام ليضاف للمطالب ستة مطالب أخرى، وبعد أن تم التباطؤ حدثت الشكوى للأمم المتحدة، ويتضح أن المماطلة سوف تضيف تعقيدا لأزمة الخليج..
وبنيت رأيي على تعنت قطر كونها شريكة في تثبيت مخطط الشرق الأوسط الجديد، ولكونها شريكة فلن يتخلى عنها الشركاء وسوف يدفعون بالأزمة إلى مرحلة متقدمة حتى تكون منطقة الخليج ملعبا إضافيا لبقية أنواع الخراب الذي طال بلدانا عربية.
** **
القرضاوي أطلقت عليه شيخ الدم منذ أن نادى بالقتل وإراقة الدماء في سورية ومصر وليبيا وحرض على الدمار الشامل، ولم يكن هذا منطلقا من نزعة لإحقاق الحق وإنما لإحقاق تسيد جماعته.. وآخر ما قاله شيخ الدم لصحيفة الراية القطرية إن قطر (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) – بهذه الصيغة - طبعا يقصد إيواء قطر لجماعة الإخوان وبقية التيارات الإسلامية الحركية.. فإذا الآية الكريمة تقول (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، فهل اتخذ شيخ الدم من قطر إلاها أطعم الإخوان وآمنهم من خوف؟
هذا الاختراق للآية أو الاقتباس أو المحاكاة ما كان للتيارات الدينية القبول به لولا إن شيخ الدم هو القائل، عندها يجب عليهم السمع والطاعة وأن لا ينبس أحدهم ببنت شفة.
ومع مرور الأيام وتباطؤ قطر في الاستجابة لدعوة الحوار وفق شروط الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كحسن نية تظهرها قطر لإنهاء الأزمة، إلا أن تمديد واستطالة الأيام الذي اتخذته قطر كوسيلة لتبديد جهود الوساطة أو حصرها على دول الجوار أخذت الأزمة زوايا وجيوبا عديدة تصعب كل منها قبول ما كان ممكنا إلى ما هو غير ممكن.
وآخر الزوايا التي اتخذتها قطر تصعيد الأزمة إلى حالة إعلان الحرب على السعودية، وهذا ما اعتبره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن «طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد المملكة».
وبهذا التصريح لم يعد ممكنا ما هو كائن، فالبنود التي كانت في إطار الممكن لفتح حوار غدت في جانب آخر إعلان حرب، خرجت منه قطر من الإطار السياسي إلى تثوير العالم الإسلامي ضد السعودية من خلال حمل ملف تدويل المشاعر المقدسة.
وإذا كانت المؤتمرات بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب اتخذت الجانب التصعيدي إلا أن هناك إشارات كانت تمنح المتابع الخليجي تفاؤلا بأن هناك تفاهمات يمكن الوصول إليها، كان هذا قبل أن تحمل إحدى المؤسسات القطرية شكوى للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو بأن السعودية تمنع الحجيج، وهي فرية ستجعل ما كان مقبولا أو شبه مقبول - لفتح الحوار- بلغ مرتبة المستحيلات؛ إذ إن ملف تدويل الحرمين هو اعتداء صارخ على السيادة السعودية وتدخل قسري في شؤونها السيادية، ونعرف تماما هذا الموقف – السعودي - الصارم من الدول والأفراد حين يتماس مع شرف خدمة الحرمين، وأي مطالبة بالتدويل يعد إعلان حرب.. وإذا كان هذا الملف قد استخدمته دول مثل إيران في فترات سابقة كدعوى تثار في مواسم الحج، إلا أن قطر خطت خطوة متقدمة في تصعيب حل الأزمة بإيصال الملف كشكوى إلى الأمم المتحدة، سواء تم الرفع من دولة قطر ذاتها أو من إحدى مؤسساتها، تكون قد ارتكبت المحظور وأعلنت العداء جهارا نهارا.
وسبق لي الكتابة أن قطر سوف تتعنت في موقفها منذ البدء، حين كانت المطالب لا تتجاوز 13 مطلبا ثم مدت الأيام ليضاف للمطالب ستة مطالب أخرى، وبعد أن تم التباطؤ حدثت الشكوى للأمم المتحدة، ويتضح أن المماطلة سوف تضيف تعقيدا لأزمة الخليج..
وبنيت رأيي على تعنت قطر كونها شريكة في تثبيت مخطط الشرق الأوسط الجديد، ولكونها شريكة فلن يتخلى عنها الشركاء وسوف يدفعون بالأزمة إلى مرحلة متقدمة حتى تكون منطقة الخليج ملعبا إضافيا لبقية أنواع الخراب الذي طال بلدانا عربية.
** **
القرضاوي أطلقت عليه شيخ الدم منذ أن نادى بالقتل وإراقة الدماء في سورية ومصر وليبيا وحرض على الدمار الشامل، ولم يكن هذا منطلقا من نزعة لإحقاق الحق وإنما لإحقاق تسيد جماعته.. وآخر ما قاله شيخ الدم لصحيفة الراية القطرية إن قطر (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) – بهذه الصيغة - طبعا يقصد إيواء قطر لجماعة الإخوان وبقية التيارات الإسلامية الحركية.. فإذا الآية الكريمة تقول (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، فهل اتخذ شيخ الدم من قطر إلاها أطعم الإخوان وآمنهم من خوف؟
هذا الاختراق للآية أو الاقتباس أو المحاكاة ما كان للتيارات الدينية القبول به لولا إن شيخ الدم هو القائل، عندها يجب عليهم السمع والطاعة وأن لا ينبس أحدهم ببنت شفة.