من يتابع تاريخ الحرمين الشريفين يلحظ أن هناك جهودا بذلت منذ الخلافة الإسلامية، وفي كل حقبة من الزمن تقدم الخلافة أو العهد أو الدولة التي تشرف على الحرمين الشريفين عملاً حسب إمكانياتها لتطوير الحرمين. وكما كتبت في مقالات سابقة أن جميع ما قدم على مر التاريخ الإسلامي لتطوير الحرمين ولخدمة المسلمين لا يقارن إطلاقاً بحجم التطور والتطوير الذي تحقق في ظل الحكم السعودي، وكان أهم هدف لدى الدولة السعودية منذ الإنشاء هو رعاية الحرمين الشريفين وخدمة المسلمين بجميع أنواعهم وجنسياتهم وأوطانهم وأعمارهم ومذاهبهم وضمان سلامتهم وأمنهم للقيام بأداء ركنهم الخامس في الإسلام أو أداء العمرة وزيارة مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهي حقيقة كان لي الشرف أن أتابع هذا التطور في مسقط رأسي مكة المكرمة منذ 60 عاماً، وهذا ما يدفعني اليوم لكتابة مقالتي رداً على أولئك الذين يجهلون الدور العظيم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في رعاية الحرمين الشريفين وتسهيل قدوم المسلمين وفتح الباب لزيارة كل من يرغب الزيارة حسب الأنظمة والقوانين المنظمة للزيارة ومنع كل من يستهدف الإضرار بالحرمين والمسلمين، وقد خصصت عشرات الآلاف من المسؤولين في جميع القطاعات لرعاية ضيوف الرحمن في حج كل عام، وكم كنت أتمنى أن تتولى وزارة الحج والعمرة طوال العام القيام ببرامج توعوية وإعلامية ضخمة بمختلف لغات المسلمين في جميع الدول الإسلامية لتوضيح الدور الذي تقوم به المملكة لخدمة المسلمين، وليس في هذا رياء أو منة على المسلمين، ولكن القصد منه الإعلام عن حجم الجهد المبذول لخدمة المسلمين وهو جهد ليس له مثيل على مر التاريخ، سواء كان في حجم الإنفاق أو في دقة التنظيم أو استتباب الأمن.
ويؤسفني كل الأسف أن بعض الحاقدين والحاسدين للشرف الكبير الذي كُلفت به المملكة في رعاية الحرمين الشريفين يقومون بتشويه صورة المملكة ويضللون الرأي العام في أوطانهم مطالبين بتدويل الحرمين، شعارات نابعة من أحقاد في نفوس ضعيفة يخلطون السياسة بالدين. وهكذا يفعل العجزة والضعفاء وعليهم أن يقرأوا التاريخ الإسلامي وتاريخ الحرمين تحت حكم العثمانيين ومن قبلهم حكام الحرمين على مر التاريخ، حيث انعدم الأمن والأمان لحجاج بيت الله وكانت رحلة الحج رحلة موت وحياة. لقد كان أعظم إنجاز أو تبرع للحرمين في التاريخ القديم هو تأمين المياه للمسلمين عن طريق عين زبيدة في مكة المكرمة وقد قامت به زبيدة زوجة هارون الرشيد رحمها الله، كما أن كسوة الكعبة كانت أكبر هدية تقدم للكعبة المشرفة من مصر الشقيقة، والتي كنا ننظر لها أنها أعظم هدية يترقبها أهل مكة من عام إلى عام، وكان بناء الرواق التركي أعظم وأجمل بناء داخل الحرم وحول الكعبة، وسكن العديد من أهل مكة في القديم في أوقاف من البناء قام به بعض المسلمين من خارج الجزيرة العربية من الهند وإندونيسيا والمغرب ومصر وتركيا والشام وغيرها من دول المسلمين. أي تدويل يطلبه الحاقدون؟ وأي قرار سيتفق عليه أصحاب التدويل؟ ومن سيمول وسيسخر الإمكانات لخدمة الحرمين؟ وهم عاجزون عن دفع التزاماتهم لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
إن فكرة التدويل هي فكرة يرفضها أولاً الشعب السعودي قبل رفض قيادته لها، وإننا كمسلمين مواطنين في البلد الحرام ونحن الأولى بالرأي لا نقبل بأي حوار ونقاش في موضوع مثل هذا وهو توجه يستهدف شق الصف وتشتيت الجهود وإثارة روح المذهبية والانتمائية وغيرها. وإذا كان أصحاب هذا الرأي يستخدمونه في أزمات الخلاف السياسي فهو رأي مردود عليهم، بل سوف يزيد من تأزمهم، لأنهم يعلمون أنه المستحيل.
أي تدويل إسلامي يفكرون فيه؟ والعديد من دول العالم الإسلامي تعيش وسط أزمات قاهرة تهجر أهلها وتقسم بلادها وتشتت شعوبها، واقتحم المتطرفون وحدتها ودمروا سلامها وعم الفقر وارتفعت نسب البطالة في العديد منها، وتدخلت الدول العظمى منذ سنوات لمعالجة أمرها، فلم تنجح وسالت دماء مئات الألوف وتهجر الملايين على خلاف عرقي أو مذهبي أو سياسي، فكيف إذا كان الأمر على قبلتنا الشريفة مكة المكرمة؟ متمنياً على أولئك الحاقدين الكف عن إثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين وعدم تحويل الخلاف السياسي إلى خلاف ديني على مقدساتنا الشريفة. فزيارة الحرمين للحج أو العمرة متاحة لكل من تنطبق عليه الشروط ومن يحترم القوانين والأنظمة ويحرص على أمن الحرمين وحجاج بيت الله.
* كاتب اقتصادي سعودي
ويؤسفني كل الأسف أن بعض الحاقدين والحاسدين للشرف الكبير الذي كُلفت به المملكة في رعاية الحرمين الشريفين يقومون بتشويه صورة المملكة ويضللون الرأي العام في أوطانهم مطالبين بتدويل الحرمين، شعارات نابعة من أحقاد في نفوس ضعيفة يخلطون السياسة بالدين. وهكذا يفعل العجزة والضعفاء وعليهم أن يقرأوا التاريخ الإسلامي وتاريخ الحرمين تحت حكم العثمانيين ومن قبلهم حكام الحرمين على مر التاريخ، حيث انعدم الأمن والأمان لحجاج بيت الله وكانت رحلة الحج رحلة موت وحياة. لقد كان أعظم إنجاز أو تبرع للحرمين في التاريخ القديم هو تأمين المياه للمسلمين عن طريق عين زبيدة في مكة المكرمة وقد قامت به زبيدة زوجة هارون الرشيد رحمها الله، كما أن كسوة الكعبة كانت أكبر هدية تقدم للكعبة المشرفة من مصر الشقيقة، والتي كنا ننظر لها أنها أعظم هدية يترقبها أهل مكة من عام إلى عام، وكان بناء الرواق التركي أعظم وأجمل بناء داخل الحرم وحول الكعبة، وسكن العديد من أهل مكة في القديم في أوقاف من البناء قام به بعض المسلمين من خارج الجزيرة العربية من الهند وإندونيسيا والمغرب ومصر وتركيا والشام وغيرها من دول المسلمين. أي تدويل يطلبه الحاقدون؟ وأي قرار سيتفق عليه أصحاب التدويل؟ ومن سيمول وسيسخر الإمكانات لخدمة الحرمين؟ وهم عاجزون عن دفع التزاماتهم لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
إن فكرة التدويل هي فكرة يرفضها أولاً الشعب السعودي قبل رفض قيادته لها، وإننا كمسلمين مواطنين في البلد الحرام ونحن الأولى بالرأي لا نقبل بأي حوار ونقاش في موضوع مثل هذا وهو توجه يستهدف شق الصف وتشتيت الجهود وإثارة روح المذهبية والانتمائية وغيرها. وإذا كان أصحاب هذا الرأي يستخدمونه في أزمات الخلاف السياسي فهو رأي مردود عليهم، بل سوف يزيد من تأزمهم، لأنهم يعلمون أنه المستحيل.
أي تدويل إسلامي يفكرون فيه؟ والعديد من دول العالم الإسلامي تعيش وسط أزمات قاهرة تهجر أهلها وتقسم بلادها وتشتت شعوبها، واقتحم المتطرفون وحدتها ودمروا سلامها وعم الفقر وارتفعت نسب البطالة في العديد منها، وتدخلت الدول العظمى منذ سنوات لمعالجة أمرها، فلم تنجح وسالت دماء مئات الألوف وتهجر الملايين على خلاف عرقي أو مذهبي أو سياسي، فكيف إذا كان الأمر على قبلتنا الشريفة مكة المكرمة؟ متمنياً على أولئك الحاقدين الكف عن إثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين وعدم تحويل الخلاف السياسي إلى خلاف ديني على مقدساتنا الشريفة. فزيارة الحرمين للحج أو العمرة متاحة لكل من تنطبق عليه الشروط ومن يحترم القوانين والأنظمة ويحرص على أمن الحرمين وحجاج بيت الله.
* كاتب اقتصادي سعودي