-A +A
عابد هاشم
• قبل أكثر من أربعة أشهر، استبشر الوسط الرياضي السعودي بموافقة مجلس الوزراء على التنظيمات الصادرة عن جهات عليا للحد من التعصب الرياضي ومحاصرة الطرح الإعلامي المغذي له.

•• ومما عزز من التفاؤل في القضاء على هذه الآفة، والخلاص من تبعاتها الوخيمة، هو إلزام عدد من الجهات المسؤولة بمتابعتها، تمثلت في وزارتي الداخلية والثقافة والإعلام، وهيئة الإعلام المرئي والمسموع، والهيئة العامة للرياضة، والمركز الوطني للحوار، وأيضاً تلقي هذه الجهات للتعليمات اللازمة بالتفعيل المباشر للقرارات الصارمة التي ذُكرت آنذاك في تلك التنظيمات.


•• وقد تضمنت تلك القرارات متابعة ورصد كل ما يؤدي إلى التعصب الرياضي في مختلف وسائل الإعلام، وضبط الأسماء المثيرة للتعصب، واتخاذ الإجراءات الحاسمة بحقها مباشرة، مما أكسب تلك القرارات المزمع تطبيقها قدراً من القوة والصرامة، كان له بالغ الأثر في مبادرة المعنيين بهذه الظاهرة في إعلامنا الرياضي إلى «إعادة حساباتهم»!

•• نعم، كان لمجرد السماع فقط، بأن هناك قرارات صارمة ورادعة للحد من التعصب، سيتم تطبيقها، وقعه الملموس في دق جرس الإنذار لأرباب التعصب في إعلامنا الرياضي، مما دفعهم إلى سيل من ردود الفعل «الاستباقية» الفاضحة، التي جأروا بها، عن طريق نفس المنابر الإعلامية التي اُستغلت من قبلهم، للتعاطي مع الأحداث والقضايا الرياضية، وفق المصالح الشخصية المغلفة بأقنعة الميول الرياضي، عن طريق نفس المنابر حاولوا استباق عواقب تلك القرارات المترقبة بردود فعل عنونت نفسها بـ «كاد المريب أن يقول خذوني»، وقد تراوحت ردود فعل هذه الشريحة بين محاولات مستميتة لتبرئة الإعلام الرياضي من آفة التعصب تارة، وتارة أخرى مطالبتهم بمحاسبة «شركاء آخرين» في إثارة التعصب!

•• ولم يقتصر «توجس» هذه الشريحة من شبح تلك القرارات المغلظة، على الإسهاب في ردود الفعل المرتبكة، بل تزامن معها «تعقل» لافت وغير مسبوق في تعاطيهم الإعلامي، حيث خلت «تلك الفترة» من التراشقات والتأجيج والذود عن مصالح الميول النادوية الخاصة...إلخ!

•• إلا أن ما يدعو للأسف أن كل ذلك التوجس لم يدم طويلاً، فسرعان ما أخذت هذه الشريحة تستعيد «نشاطها»، بعد قيامهم بتمرير «جرعات متدرجة» من إفرازاتهم المتعصبة لجس نبض تلك القرارات، وحين أطمأنوا بأنه «لا جديد»، عادوا أكثر صلفاً وتمادياً في تغذية هذا «الفيروس» الذي ينخر في جسد الرياضة السعودية عامة وكرة القدم تحديداً، فعلى من تقع الملامة على أرباب التعصب في الإعلام الرياضي أم على تلك القرارات التي لم تُفعل؟!، والله من وراء القصد.

• تأمل:

عند حدك يا كثير الهرج تُب

ولا تمر النار وثيابك حرير

فاكس: 6923348