-A +A
عبده خال
مطرب مشهور يتنقل بين العواصم العربية؛ خشية بأن يقع في قبضة رجال الأمن، لقيامه بحركة غير لائقة في إحدى وصلاته الغنائية، تدل على عدم وعي بماهية الفنان في زرع الأنموذج، ولا أريد أن أقول (وما آفة الأخبار إلا رواتها) إلا أني احتفلت بتحرك الجهات المعنية بالقبض على أحد المنشدين بعد أن قام بأداء رقصة (الداب) والمطرب المتنقل بين العواصم العربية قام بنفس الفعلة.

والحركة التي قام بأدائها هي حركة مشهورة بين متعاطي المخدرات تسمى الداب، وكان عليه أن يستوعب أن جل جماهيره من فئة عمرية صغيرة بحاجة إلى قيمة أخلاقية قبل أن يكون قيمة غنائية، وهو بفعلته يرسخ لدى المحافظين أن الفن حقل مياهه آسنة، والمنشغلين فيه دعاة رذيلة!


والتشجيع على تعاطي المخدرات يعد جريمة لا تبتعد كثيرا عن جريمة الترويج.

ومن الغرابة أن لا يتنبه فنان يحيط به جمهور من الشباب يتمثلون حركاته وتصرفاته، ويقوم بالترويج لأخطر آفة تجتاح العالم لا تقل خطرا عن الإرهاب، فالإرهاب يؤدي موت الحياة والأوطان وتكون نتيجته موتا، أما نتيجة المخدرات فهي إبقاء الفرد حيّا ميتا، ويتم تيتيم الوطن بفقده لعناصره الشابة وتحويلهم إلى ثروة بشرية كاسدة، وأعلم تماما أن سوق الموعظة سوق كاسد لا يقبل عليه أصحاب الكيف، وإذا كان الأمر بهذه الصورة فمن باب أولى أن يتم تسويق سلع تضر بالعباد والبلاد.