من الأخبار الغرائبية التي يفترض أنها طريفة ربما من منظور «شر البلية ما يضحك» انتشرت مقابلة للإعلامي الكويتي والمحامي «محمد ساري المطيري» مع سعودي مسن ومريض عرف عنه باسمه الكامل مسبوقا بلقب «دكتور» «إ.ح» استعرض فيها بنمط الهياط المعتاد بتعدد الزوجات أنه تزوج سبعا وخمسين مرة! ولما سأله عن أقصر زواج له، رد أنه نصف ساعة فقط، وسأله إن كانت زيجاته عن حب، فرد بأن بعضها كان «غصبا عنه»، فلما استفسر «كيف غصبا عنك؟» رد المهايط بالتعدد: «كانت مجاملة يعني.. هدية جاتك ومغصوب عليها غصب»، وبهذا كشف المخفي وراء الزيجات الصادمة التي ينعدم فيها مبدأ التكافؤ، حيث يكون العريس بالسبعينات والثمانينات والتسعينات من العمر، وانتشرت أخبار عن عرسان في المئة وفوق والعروس قاصر وطفلة، وبالطبع في كثير منها يكون سببها أن وليها أو والدها اعتبرها سلعة وباعها لمن دفع أعلى سعر بمسمى المهر، لكن أيضا هناك حالات كثيرة أخرى كما صرح هذا المهايط بالتعدد المفرط أن من تزوجهن كن هدايا أهديت له من أصحابه ولم يعط حتى خيار رفضها، وما أرخصها من هدية؛ فبدل أن يدفع المهدي ثمن جوال أو علبة حلوى كهدية لصاحبه يمنحه ابنته كهدية وفوقها المهدى إليه يدفع للمهدي ثمنها بمسمى المهر، فهي صفقة رابحة من منظور الآباء السيكوباتيين الذين ليس لديهم أدنى ضمير وشعور ببناتهم وحقيقة أنهن سيدفن بالحياة مع رجل مسن مريض شبه محتضر من جيل جدها بدل أن تتزوج شابا من جيلها يشيخان معا، بالإضافة لتسلط أبناء وأحفاد زوجها المسن بحياته وبعد مماته وهي أصغر من أحفاده، هذا فوق أن التقاليد تجعل من شبه المستحيل أحيانا أن تتزوج مجددا بعد أن تصبح مطلقة وأرملة وستكون في أوج أنوثتها، وستحرم الأمومة مع المسن والمكتفي بمن أنجبهم سابقا، كيف يمكن ردع الآباء السيكوباتيين سوى باشتراط موافقة الفتاة ومنع زواج القاصرات لأنه لا قدرة لهن على التمسك برأيهن الصريح تحت ضغط الولي؟ وحتى لو سأل القاضي القاصرة عن رأيها ستوافق بسبب هشاشتها الطفولية، لكن من تجاوزت الثامنة عشرة تصبح لها شخصية الإنسان البالغ القادر على الدفاع عن إرادته رغم الضغوط، وأخيرا تصوروا لو أن امرأة بالسبعينات والثمانينات والتسعينات من العمر وتزوجت بطفل أو قاصر، ماذا سيكون الموقف منها؟ وبخاصة مع إحصائية رسمية بأنه يوميا تموت 8 قاصرات باليمن بسبب زواجهن وبليلة الدخلة بحكم أن تكوينهن لم يكتمل بهذا السن.