-A +A
مها الشهري
إكمالا لما ورد في المقال السابق وبالتركيز على دور الفرد وحالته كمنتج أو مستهلك، فإن هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات التي حققت هدفها الربحي، لكنها لم تحقق الهدف التنموي بالصورة الكاملة وخاصة ما يتعلق بالتوطين، وبالنظر إلى مكافحة أفراد المجتمع للبطالة والاتجاه للعمل الحر، فقد وجدنا الكثير من الشباب بمن فيهم الفتيات ينخرطون بأعمالهم ضمن الحركة السياحية، كتحضير المشروبات والأطعمة، إلى جانب الفن التشكيلي والرسم وغيره مما يقوم على جهدهم الفردي.

يعد قطاع السياحة من أبرز الصناعات الاقتصادية الفاعلة وأكثرها تنوعا وحيوية بما يمكن أن توفره للشباب من فرص العمل، لكن هذه الأعمال وما هو أكثر منها بحاجة للعمل المنظم الذي يساعد في تطوير السياحة كمنتج قائم على عمل الأفراد، الأمر الذي يعد تنمويا في حد ذاته من جهة، ومشجعا للمستثمرين في السياحة من جهة أخرى، وقد أشار الأمير سلطان بن سلمان قبل أشهر إلى أن «عدد العاملين في قطاعات صناعة السياحة المباشرة ارتفع إلى أكثر من 936 ألف سعودي، ومن المتوقع أن يزيد عدد الفرص الوظيفية إلى 1.2 مليون وظيفة بحلول عام 2020»، وأضاف أن «الأهم من ذلك أنها فرص عمل يقبل عليها المواطن ويرحب بها».


هناك تغييرات على المستوى الاجتماعي تلامس حياة الناس رغم حداثتها ضمن التحولات الطارئة في المجتمع السعودي، من أهمها عمل الشباب بأنفسهم من النساء والرجال وتشجيع الحكومة على ذلك، كذلك تمكين عمل المرأة في النطاقات غير المعتادة كخطوة جيدة في مجتمع محافظ، ولكن الطموح إلى أكثر من ذلك في تنظيم العمل وإقامة الدورات المكثفة وورش العمل للتدريب في مجال المهن السياحية، إضافة إلى توفير الميزات المالية المشجعة للإقبال على تنمية هذا القطاع بالطريقة التي تجعل المنتج السياحي قائما على تنمية الشباب وأعمالهم.